خطيب الحرم المكي: الاجتماع على القيادة «لزام متحتم» لصد المرجفين والمتربصين

  • 11/24/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

القوى المتطرفة تستهدف البلاد في سمعتها ووحدتها وثقلها الديني والسياسي والاقتصادي والعسكرياستهداف المملكة ليس وليد الساعة وإنما قديم يتجدد ويتلون حسب المستجدات والأغراضاستقرار الحكم يغيظ المتربصين والالتفاف حول القيادة يكيد الشانئينمسار الدولة والأمة يتطلب العقل والحكمة والأناة والسير بخطى ثابتة غير متوقفةبلاد الحرمين الشريفين مأرز الإيمان ورافعة لواء الشرع وتحكيم الكتاب والسنةالحكمة ضالة المؤمن والتذمر ليس مصلحا للأمم والنقد وحده لا يقدم مشروعامنع الفتن أسهل من دفعها ومن لم يعتبر جعل نفسه «عبرة لمن يعتبر»المتطاول على بلاد الحرمين متهم في مقصده أو «إمعة» يسير خلف كل ناعقأكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. صالح بن حميد، أن المرء قد يحتاج في بعض اللحظات والمحطات إلى التأكيد على الثوابت، والتركيز على الأسس أمام سيل الإعلام الجارف بأدواته ومواقعه، وما يحفل به من تلبيس في الطرح، وانحراف في التحليل، وتعسف في التفسير، وعبث بالكلمات والمصطلحات، ناهيكم عن التضليل، والتزييف، وخلط الأوراق، كل ذلك لإيجاد مزيد من التوتر والبلبلة عن طريق معرفات مجاهيل في مصالح ضيقة، أو نائحة مستأجرة. وقال: حين يتداعى المرجفون، ويتطاول المتربصون، فإن الذب عن الدين، ولزوم الجماعة، والاجتماع على القيادة، يكون لزاما متحتما من أجل صد الشائعات، وإبقاء اللحمة، والحفاظ على الوحدة.» عقل حصيفوأوضح د. ابن حميد في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام أن التعاطي مع الأحداث وأخذ العبر يكون بصدق التعلق بالله، ثم بالعقل الحصيف، والهدوء الحذر. مشيراً إلى أن الحكمة ضالة المؤمن، وليس التذمر مصلحا للأمم، والنقد وحده لا يقدم مشروعا، وردود الأفعال المجردة لا تبني رؤية راشدة، وبين أن العاقل المتأمل يرى من حوله سفنا تُخرق، وأخرى تغرق، فالحذر الحذر من مفسد، أو حاقد، أو طامع، أو حاسد، أو جاهل ليتعدى على السفينة فيخرقها ثم يغرقها، وقد يكون ذلك من خلال حديث مكذوب، أو استدلال محرف، أو تعليق مريب، أو تفسير متعسف.» حصن الدينوقال: معاشر المسلمين إن شئتم نموذجا لهذه السفينة المستهدفة فتأملوا ما يحاول فيه بعض المتربصين، وذوي الأغراض، والأهواء، والمتطرفين من النيل من حصن الدين، وقبلة المسلمين، بلاد الحرمين الشريفين، مأرز الإيمان، ورافعة لواء الشرع، وتحكيم الكتاب والسنة، غايتها في رايتها: «لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم»، توحيد الله شعارها، والحكم بما أنزل الله دستورها، والبيعة على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- نهجها، والدين والحكم فيها أخوان، مما ينتظم سياسة الدين والدنيا.» حماية المقدساتوإضاف إمام وخطيب المسجد الحرام أن العقيدة، والوحدة الوطنية، ولزوم الجماعة، والحفاظ على البيعة، وحماية المقدسات هي الأعلى والأغلى في أهداف الدولة وخططها وبرامجها، وأردف يقول: دولة عربية إسلامية حافظة -بعون الله وتوفيقه- أمن الحرمين الشريفين، وراعيتُهما، وخادمتهما، محافظةٌ على المقدسات والشعائر والمشاعر، معقل التوحيد والسنة، ودار المسلمين، وطن يسكن التاريخ، ويسكنه التاريخ، إنها دولة كبيرة -ولله الحمد والمنة- بدينها، وأهلها، وقيادتها، وتاريخها، مؤثرة في ميزانها، وموقعها، واقتصادها، وسياستها، وقوتها، وقرارها، وستبقى -بإذن الله- لها أدوارها، وعلاقاتها الواسعة الرزينة الرصينة، ونفوذها النفاذ.وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن العقلاء يدركون أن هذه البلاد لو تأثر موقعها، فسوف تتوسع دائرة القلق، والفشل، والتمزق في المنطقة، وخارج المنطقة، وإن المتربصين، وذوي الأهواء، والقوى المتطرفة، يستهدفون هذه البلاد في سمعتها، وتأثيرها، وقوتها، ووحدتها، وثقلها الديني، والسياسي، والاقتصادي، والعسكري، وانظر فيمن يحاول التطاول على بلاد الحرمين الشريفين لا تكاد تراه إلا متهما في مقصده، أو إمعة يسير خلف كل ناعق، ناهيكم عن أن كثيرا مما يطرح ما هو إلا تنفيس عن غايات مدخولة، وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله: «تتبع سهام المخالفين حتى ترشدك إلى الحق».مستجدات وأغراضوذكر فضيلته: إن مما هو معروف -ولله الحمد- أن هذا الاستهداف لم يكن وليد الساعة، بل هو قديم يتجدد، أو يتلون، حسب الظروف والمستجدات والأغراض، وفي كل ذلك تخرج هذه الدولة المباركة مرفوعة الرأس منتصرة لصدقها مع ربها، ومع شعبها، ومع المسلمين، وصدق علاقتها، ووضوح منهجها، وجلاء تعاملها، بل كثيرا ما انقلبت القضايا المثارة ضد أصحابها، بل إنها تفسد عليهم أهدافهم، وتخرج هذه البلاد منتصرة، قد زادتها قوة إلى قوتها، وعزا إلى عزها. وبين أن من القواعد المشهورة: الأزمات تَشُدُّ من قوة الدولة المستقرة، وتؤكد مكانتها، ورسوخها، وتَعاظُمَ دورِها، ومن المعلوم أن هذه البلاد المباركة من أكثر الدول استقرارا -ولله الحمد والمنة-.» توظيف وتسييسوحذر من الإفراط في التعميم، ثم التوظيف، والتسييس، والاستهداف، والهجوم، والخلط في القضايا، بل التلبيس في الطرح، والتحليل، والتفسير، فاستقرار الحكم يغيظ المتربصين، والالتفاف حول القيادة يكيد الشانئين، في تصيد مقيت، وتلفيقات آثمة، كما حذر من إضاعة المكاسب، وإزالة النعمة، نعمة علو الدين، واجتماع الكلمة، ورغد العيش، وبسط الأمن، والالتفاف حول ولاة الأمر، والنصح الصادق، والسعي في الإصلاح، والوقوف في وجه كل متربص، والتحدث بنعم الله في إبداء المحاسن، والخوف من التنكر للنعم بالتبرم، وتعداد النقائص، وأشار إلى أن منع الفتن أسهل من دفعها، ومن لم يعتبر جعل نفسه عبرة لمن يعتبر، ومن لم يقرأ التاريخ نسيه التاريخ.» إيمان وأمنوأضاف: حفظ الله بلاد الحرمين الشريفين وحفظ عليها إيمانها، وأمنها، وزاد من لحمتها وتماسكها، وكبت عدوها، ونصرها على كل من أراد بها سوءًا، ونعوذ بالله من التقلبات السياسية، والحروب الأهلية، والتحزبات، والطائفية، والتوجهات العنصرية، والمسالك التصنيفية، وحفظ بلاد المسلمين أجمعين، وجمع كلمتهم على الحق والهدى والسنة إنه سميع مجيب.قوة راشدةوأكد الشيخ د. صالح بن حميد أن الكمال عزيز، والخطأ والقصور من شأن البشر، والذين لا يخطئون هم الذين لا يعملون، ومسار الدولة والأمة يتطلب العقل، والحكمة، والأناة، والسير بخطى ثابتة غير متوقفة، في حكمة، ووعي، وتمييز بين الثابت، والمتغير، في قوة راشدة، وتنمية مخططة، وحزم، وعزم يحيط بذلك كله رحمة ورفق وإحسان، والنقص يعالج، والمعوج يقوم تحت مظلة الولاية الشرعية. وقال معاليه: اعلموا أن المبالغة في ملاحقة التغريدات، والإكثار في تتبع أخبار القائمين على بؤر التوتر، يوقع في ضلال، وحيرة، وإرباك، عاقبته التشتت، والانشقاق، والتصدعات، وهدم المكتسبات، وحاصله فوضى فكرية، وتعليقات يائسة، ومداخلات بائسة، يختلط فيها الحابل بالنابل، ونتيجتها الفرقة، وعاقبتها نفوس سوداء، وأحقاد متبادلة من غير مسوغ ولا معقولية، والسلامة في ذلك الأخذ بالقاعدة السليمانية قاعدة سليمان بن داود عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.» لزوم الجماعةوفي المدينة المنورة دعا فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي في خطبة الجمعة أمس، المسلمين إلى محاسبة النفس وإيقاظ القلوب من غفلتها والمبادرة بالتوبة قبل حلول الأجل، مشيراً إلى سرعة انقضاء الأعوام وتصرم الأيام، وأن العز والسعادة وصلاح الأحوال والفوز والنجاة من الفتن التي تتكاثر في الإقبال على كتاب الله ولزوم الجماعة.محبة وتوقيروأوضح أن الاعتصام بكتاب الله وحفظ السنة ما يقوم به الدين وتصح به العقيدة وتكمل به العبادة، وقال: إن الدين النصيحة التي يجب العمل بها على كل مسلم ومسلمة، وأن النصيحة لله تعالى تعني التذلل والخضوع له والانقياد لشرعه. وأضاف أن معنى النصيحة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو في محبته وتوقيره وطاعته وتعظيم سنته واتباع هديه وتصديق أخباره ونشر حديثه صلوات الله وسلامه عليه والاجتهاد في تعلمه وتعليمه والتفقه في أحكامه، وأشار إلى أن النصيحة لأئمة المسلمين محبة الخير لهم ومحبة عدلهم والفرح بتوفيق الله لهم وعدم خيانتهم وألا يخرج عليهم وألا يظاهر عليهم ومعاونتهم على الحق والطاعة لهم.

مشاركة :