دعا فضيلة الدكتور علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى إصلاح القلوب. وقال: «إن الله تعالى جعل إصلاح القلوب أول مقدمة للإصلاح، وإذا لم تصلح القلوب فلن تصلح الأمة». لافتاً إلى أن النفاق من الأمراض الخطيرة التي تعكّر صفو القلب وتذهب بنوره.جاء ذلك في خطبة الجمعة أمس بجامع السيدة عائشة في فريج كليب، والتي أكد خلالها أن الإسلام ربّى المسلم على أن يكون ذا وجه واحد وقلب واحد، يستوي عنده السر والعلن، كما جعل الحسد خلقاً ذميماً لا ينبغي للمسلم أن يتصف به، وهو سوء أدب مع الله تعالى. وأوضح فضيلته أن الحصار الجائر المفروض على قطر وأهلها، جاء بسبب الحسد، وأنه من أجل الحسد أهدر البعض أموالاً طائلة في سبيل إلحاق الضرر بالجيران؛ فعادت تلك النفقات وبالاً عليهم قبل الآخرين. لافتاً إلى أنه في سبيل إرضاء غرور النفس واستجابة لرغباتها وتحقيقاً لأهوائها، مد البعض يده للتعاون مع العدو المغتصب الذي ينتهك المقدسات؛ كيداً بالأمة الإسلامية، ومكراً بها، ولكن الله تعالى لهم بالمرصاد. وأكد أن هؤلاء لن ينجوا من سخط الله تعالى في الدنيا، ولن يحظوا بكرامة الآخرة. وقال فضيلته: «إن هناك من يسيء فهم معنى القلب السليم، ومن ثم لا يؤدي عملاً، ولا يلتزم شريعة، ولا يطبّق حكماً، بحجة أن قلبه سليم. ولربما أدى بعض الأعمال، وفرّط في كثير منها». لافتاً إلى أن سلامة القلب أساس سلامة باقي الأعمال؛ فلو سلم القلب وأحب الله تعالى، لأطاعه صاحبه، ولنفّذ أمره، وطبّق شرعه، وسلك منهجه. وأوضح فضيلته أن قبول العمل متوقف على شرطين أساسيين، هما: سلامة القلب -وهي ما يُعبّر عنها بالإخلاص- وموافقة العمل للشريعة، ولا يجوز أن يدّعي أحد سلامة القلب ويهمل في العمل بالأحكام؛ فكلاهما طوق نجاة، وسبيل فوز الإنسان بكرامة الدنيا والآخرة. وكرر فضيلته ما ذكره في خطبة الأسبوع الماضي حول أهمية الإصلاح، وأن أمتنا لا يمكن أن تعود لها عزتها ولا كرامتها ولا وحدتها ولا قوتها إلا إذا قامت بإصلاح نفسها وداخلها وأنظمتها. وأضاف: «إذا جرى الإصلاح نزلت الخيرات وتوالت البركات». كما بيّن أن الإصلاح كان شعار الأنبياء في أقوامهم ليرتقوا بأمم من أحوال الردى إلى أعلى عليين. وقال فضيلته: «ربط الله تعالى بين إصلاح القلوب وسلامتها وبين الفوز والنجاة في الآخرة، مصداقاً لقوله تعالى: (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)». لافتاً إلى أن سلامة القلب المصدر الأساس والأول في صحة تلك الأمور وقبولها عند الله تعالى؛ فلا تصح العقيدة ولا تُقبل إلا بالإخلاص. ولفت إلى أنه لا يمكن الإخلاص بغير سلامة القلب، وكذلك العبادات والشعائر والأخلاق والأقوال والأفعال؛ فإنها إذا خلت من الإخلاص كانت صوراً وأشكالاً تُؤدى، وما تعدت إلا أن تكون طقوساً تُمارس، ولا صحة لها ولا قبول عند الله تعالى. ضعف الأمة.. وقوة الاتحاد الأوروبي قال فضيلة الداعية الدكتور علي محيي الدين القره داغي، في خطبة الجمعة أمس بجامع السيدة عائشة: «تدبرت أحوال أمتنا الإسلامية، وبخاصة الأمة العربية، فما وجدت غير الحسد داء لها، وما وجدت غيره علة لها». وأضاف فضيلته: «انظروا إلى الاتحاد الأوروبي، لا دين يوحّد بينهم، ولا لغة تجمعهم، وإنما وحدتهم المصالح، فتكاتفوا، وحمل القوي فيهم الضعيف، ولم يحسدوا بعضهم، ولم يحملوا في يوم من الأيام الشعار القائل (ليسقط فلان حتى أعلو أنا وأستفيد)». وأوضح فضيلته أن ما يقوم به أبالسة اليوم أعظم خطراً مما يقوم به إبليس الجن؛ فإن إبليس الآدمي يستغل تفرّقنا وتشرذمنا، ويضرب بعضنا ببعض، لا يرعى فينا حق الإنسانية ولا مبادئ الكرامة والعزة، لا يخاطبنا إلا من خلال مبدأ المال، ينهب خيراتنا، ويستحل ثرواتنا، وبعضنا يدفع له بجود وسخاء. الذكر يصلح أحوال القلوب طرح فضيلة الداعية الدكتور علي محيي الدين القره داغي، في خطبة الجمعة أمس بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها، سؤالاً حول كيفية إصلاح القلوب. وأجاب بالقول: «علينا أن نملأها بذكر الله تعالى وبالخوف والوجل والخشية منه تعالى». لافتاً إلى أن ملء القلب بالخوف والخشية يبعد الإنسان عن المعاصي ويقرّبه من الله تعالى، ويجعل الإخلاص ساكناً في القلب غير مفارق له. بذلك، يصل المرء إلى الفوز برضا الله تعالى ورحمته وجنته. وقال فضيلته إن الأمر يتطلب مراقبة ذاتية دائمة، ومتابعة حثيثة للنفس والقلب وأحوالهما، بحيث يجلس كل منا مع نفسه قبل أن يخلد إلى النوم دقائق معدودة، يحاسب فيها نفسه، ويصفّي قلبه، ويصلح أحواله. وأوضح فضيلته أن القضية ليست في كثرة العبادات وأداء الشعائر، وإنما في صفاء القلب، وسلامة النفس، وسمو الروح، وحب المؤمنين؛ حتى لا يرضى أن يُعذّب بسببه أحد.;
مشاركة :