نظرية المؤامرة! (3)

  • 11/24/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أواصل الحديث عن الأدلة التي تُثبت تدبير مؤامرة غربية ضد الدول العربية خاصة، والإسلامية عامة، منها: 6- تصريحات مسؤولين أمريكان، وباعتراف الرئيس جورج بوش في مذكراته بعدم صحة التقارير الاستخباراتية بشأن وجود أسلحة دمار شامل في العراق، والتي كانت بمثابة مُبرِّر لغزوها، وقد تمّ قتل أكثر من201,873 شهيداً في العراق منذ مارس 2003 إلى 2017، كما تمّ نسف البنية التحتية العراقية، وتهجير الملايين، واعتقال الألوف، واغتصاب الفتيات والنساء، بحثاً عن «اللاشيء». ولم يُكتفَ بذلك، بل سُرِّح الجيش العراقي، وحُوّلت أسلحته إلى خردة، للقضاء على جيش من أقوى الجيوش العربية المحيطة بإسرائيل، ومع هذا لم تَقُم الدنيا على بوش والولايات المتحدة، كما قامت على السعودية لمقتل الأستاذ جمال خاشقجي -يرحمه الله-! بل وُوجِهت كل هذه الجرائم الأمريكية بصمتٍ دولي قاتل، والأصوات التي طالبت بتحقيق دولي في قضية مقتل «خاشقجي» -مع أنّ التحقيقات في السعودية مستمرة مع المتهمين بقتله لمعاقبة المتورطين- صمتت أمام جريمة إسقاط دولة، واغتيال شعب، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا لا تُعاقب الدول الكبرى على جرائمها في حق الشعوب والدول المستضعفة؟! بل لماذا لا تُعاقب إسرائيل على ما ترتكبه من جرائم في حق الشعب الفلسطيني يوميًا؟!. 7- تكوين القاعدة، ثمّ داعش والحوثيين، وما سُميِّت بثورات «الربيع العربي» كلها أدوات استعمارية لتنفيذ مخطط التقسيم. 8- ما تتعرّض له المملكة من حملةٍ دولية وإقليمية شرسة لمقتل الأستاذ جمال خاشقجي -يرحمه الله-، هو من ضمن المؤامرة لمحاولة إسقاط الدولة السعودية، ونشر الفوضى فيها لتقسيمها، بدءًا بمهاجمة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي استطاع في غضون ثلاثة أعوام الانتقال بالسعودية نقلة نوعية اقتصاديًا واجتماعيًا وتقنيًا، بل قفز بها متخطيًا عشرات السنين؛ إذ ارتفعت حصة السعودية من ثروات العالم السيادية، فقد احتُسِبَ رصيد الصندوقين (صندوق الاستثمارات العامة + ساما) إلى نهاية أغسطس 2018 بمبلغ 875.6 مليار دولار (3.3 تريليون ريال)، ليكون الرابع عالميًا في حجم الصناديق السيادية الـ79 عالميًا. وبالنظر إلى مساهمة الأنشطة الاقتصادية في نمو القطاع غير النفطي، يتبيَّن لنا أنّ معظم النمو جاء بسبب التحسُّن في نشاطي الصناعة والتعدين غير النفطي، حيث نما كل منهما بمعدل 4.6 بالمائة، و6.3 بالمائة على التوالي. إضافة إلى تطلعات الأمير الشاب في مجالات الصناعة والتقنية، فمنذ عدة أيام دشّن أربعة مشاريع عملاقة، هي: أول مفاعل للأبحاث النووية، ومركز لتطوير هياكل الطائرات، ومختبر لتوثيق أول خريطة للصفات الوراثية للمجتمع السعودي، ومحطتان لتحلية المياه المالحة بالطاقة الشمسية. كما شهدت المملكة نقلة نوعية من الناحية الاجتماعية في غضون الثلاث سنوات الماضية؛ إذ تغيَّرت الصورة النمطية للمرأة السعودية القائمة على انتقاص أهليتها تغيُّراً جذريًا، وأصبح يُنظر إليها مكتملة الأهلية في رؤية 2030، وتمكينها، بفتح أبواب عمل جديدة لها. فالمتآمرون والمبتزّون دوليًا وإقليميًا لا يريدون تحقيق أية نهضة في السعودية، فما بالكم بنهضة شاملة سترتقي بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة في غضون سنوات قليلة، والوقوف إلى جانب دول المنطقة المجاورة للحفاظ على أمنها واستقرارها والنهوض بها؛ لذا كانت الحملة الشرسة على المملكة إثر قتل الصحفي «خاشقجي»، فاستغلوها كمُبرِّر للهجوم على المملكة وحكامها. في حين تغاضوا عن جرائم أمريكا في غزوها لأفغانستان والعراق، وفي معتقل جوانتنامو، وسجن أبوغريب في العراق. هذا ورغم إعلان نجلي جمال خاشقجي -يرحمه الله- في قناة «سي إن إن» رفضهما تسييس قضية مقتل والدهما، وأنّهما واثقان من عدالة المملكة ومعاقبة قتلة والدهما، لإخراس ألسنة المتآمرين والمزايدين إلّا أنّه لا تزال هناك محاولات ابتزاز وتهديد للمملكة من خلال بعض التصريحات. وهل بعد كل هذا نقول: لا توجد مؤامرات ضدنا؟!.

مشاركة :