9 مواقع أثرية سعودية في طريقها لقائمة التراث العالمي باليونسكو

  • 11/24/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تستعد الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لتسجيل تسعة مواقع أثرية في عدد من مناطق المملكة في قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو. حيث يتم الإعداد لملفات هذه المواقع وهي: درب زبيدة، وطريق الحج الشامي، وطريق الحج المصري، وسكة حديد الحجاز، وقرية الفاو، وقرية رجال ألمع التراثية، وقرية ذي عين التراثية، وموقع الفنون الصخرية في بئر حمى بمنطقة نجران، وحي الدرع بدومة الجندل بمنطقة الجوف. < وكان المقام السامي الكريم وافق بتاريخ 29-12-1435هـ على طلب الهيئة تسجيل عشرة مواقع جديدة في قائمة التراث العالمي هي بالإضافة إلى المواقع السابقة موقع واحة الاحساء الذي سجل في شوال الماضي الموافق حزيران (يونيو) 2018، وقدمت الهيئة طلباً لمركز التراث العالمي بمنظمة اليونسكو من خلال المندوب الدائم للمملكة لدى المنظمة، لتسجيل هذه المواقع العشرة في القائمة التمهيدية لدى المركز. وبدأت الهيئة الآن العمل على الملف القادم وهو ملف موقع رجال ألمع بمنطقة عسير، حيث سلمت الملف لمركز التراث العالمي باليونسكو في كانون الثاني (يناير) 2018. وأولت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تسجيل المواقع الأثرية والتراثية بقائمة التراث العالمي في «اليونسكو» اهتماماً كبيراً، بهدف إبراز البعد الحضاري للمملكة، والمحافظة على تراثها الوطني، والتعريف بقيمته التاريخية. واهتمت الهيئة بمسار تسجيل المواقع التراثية في قائمة التراث العالمي بوصفه نشاطا مهما يسهم في إبراز التراث الحضاري للمملكة عالميا، إضافة إلى الحفاظ على الثراء التاريخي والأثري والتراثي المتنوع للمملكة، وتأهيل هذه المواقع وفقا لمعايير المنظمات العالمية المتخصصة. وتعمل الهيئة على تسجيل المواقع التراثية والأثرية في قائمة التراث العمراني ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري والذي يشمل منظومة من البرامج والمشاريع لتطوير مواقع التراث الوطني والتعريف بقيمتها التاريخية والمحافظة عليها. وبدأت عملية تسجيل المواقع السعودية في القائمة عندما صدر قرار مجلس الوزراء عام 1427هـ بالموافقة على تسجيل ثلاثة مواقع سعودية ضمن قائمة التراث العالمي باليونسكو، وهي: مدائن صالح، والدرعية التاريخية، وجدة التاريخية. وعملت الهيئة على إعداد وتقديم الملفات الخاصة بالمواقع الثلاثة لمنظمة اليونسكو، فتم تسجيل موقع مدائن صالح عام 1429هـ -2008، وأعقبه تسجيل حي الطريف بالدرعية التاريخية عام 1431هـ-2010، ثم موقع جدة التاريخية عام 1435هـ-2014 ، ثم مواقع الرسوم الصخرية بمنطقة حائل في 1436هـ، - تموز (يوليو) 2015. مواقع زاخرة بالآثار والتاريخ وتزخر المواقع التسعة المقبلة على التسجيل في قائمة التراث العالمي بأهميتها التاريخية والأثرية ودورها الرئيس في الحضارات المتعاقبة التي شهدتها الجزيرة العربية. درب زبيدة: يمتد درب زبيدة «طريق الحج الكوفي» من الكوفة وحتى مكة المكرمة، ويبلغ طوله في أراضي المملكة أكثر من 1400 كيلومتر حيث يمر بخمس مناطق في المملكة هي مناطق الحدود الشمالية، وحائل، والقصيم، والمدينة المنورة، مكة المكرمة. وسمي بذلك نسبة للسيدة زبيدة بنت جعفر زوج الخليفة العباسي هارون الرشيد وذلك نظير الأعمال الخيرية التي قامت بها إضافة إلى المحطات العديدة التي أمرت بإنشائها على امتداد الطريق. وكان درب زبيدة من الطرق التجارية قبل الإسلام وازدادت أهميته مع بزوغ فجر الإسلام، وشهد الطريق المزيد من الاهتمام وازدهر خلال عصور الخلافة الإسلامية المبكرة. وتم حصر 27 محطة رئيسية ومن أهمها: الشيحيات؛ والجميمة؛ وفيد؛ والربذة؛ وذات عرق وخرابة. طريق الحج الشامي: يربط طريق الحج الشامي بلاد الشام بالأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وعرف باسم التبوكية نسبة إلى بلدة تبوك التي يمر عليها، ويبدأ مساره من دمشق ويمر ببصرى الشام «درعا»، وبمنازل أخرى أهمها أذرعات، ومعان والمدورة «سرغ» ثم يدخل أراضي المملكة ليمر على حالة عمار، ثم ذات الحاج بتبوك، ثم الأقرع، ثم الأخضر الذي تقع فيه محطة المحدثة، ثم محطة المعظم، ثم الحجر، ثم العلا ثم قرح. طريق الحج المصري: يعد أحد أهم الطرق الأثرية في المملكة التي استخدمها الحجاج من مصر وليبيا وتونس والمغرب العربي وبعض بلاد أفريقيا الأخرى على مدار أزمنة مختلفة. ويمتد طريق الحج المصري من مدينة حقل في أقصى الشمال الغربي للمملكة حتى المدينة المنورة، حيث يمر بعدد من المدن والقرى والمواقع والتي ترك فيها الحجاج آثار متعددة منذ بدايات العصر الإسلامي وحتى بداية قيام المملكة العربية السعودية. ويحوي الطريق عددا من القلاع والبرك والاستراحات الأثرية التي أنشأها الحكام والولاة لخدمة الحجاج المصريين على مدى تاريخه. وتنفذ هيئة السياحة والتراث الوطني جملة من مشاريع الترميم لقلاع وبرك ومواقع أثرية في مواقع مختلفة على الطريق بدءا من حقل وانتهاء بمكة المكرمة والمدينة المنورة إذ تبلغ تكاليف هذه المشاريع أكثر من 50 مليون ريال. سكة حديد الحجاز: قبل أكثر من 100 عام قام السلطان عبدالحميد بتنفيذ سكة حديد الحجاز التي ربطت دمشق بالمدينة المنورة. وتتكون سكة حديد الحجاز من قطاعين: قطاع تبوك- العلا 288 كم، والعلا - المدينة المنورة 322 كم، وواجه تنفيذ السكة بين تبوك والمدينة المنورة بعض الصعوبات بسبب وجود تضاريس صعبة نسبياً، مما استلزم إقامة العديد من الجسور على الأودية التي تعبرها السكة. ويعد متحف المدينة المنورة بمحطة سكة حديد الحجاز أحد أبرز المتاحف التي نفذتها الهيئة، ويشمل مباني محطة سكة حديد الحجاز في المدينة المنورة التي تم ترميمها وتأهيلها كما يشمل متحفاً بورشة إصلاح القاطرات بالمحطة يعرض تاريخ سكة حديد الحجاز. قرية الفاو: تعد قرية الفاو الأثرية من أكبر وأشهر المناطق الأثرية على مستوى المملكة العربية السعودية. ويحظى الموقع بأهمية تاريخية كبيرة، حيث كانت قرية الفاو عاصمة مملكة كندة الأولى، التي كان لها دور كبير في الجزيرة العربية من منتصف القرن الأول قبل الميلاد حتى مطلع القرن الرابع الميلادي، وكانت مركزاً تجارياً مهماً وملتقى قوافل تحمل المعادن والحبوب والنسيج. وتكمن أهمية قرية الفاو من كونها نقطة عبور للقوافل إلى محطة تجارية مهمة على الطريق التجاري الممتد من جنوب الجزيرة العربية والمتجه شمال شرق إلى الخليج العربي وبلاد الرافدين وشمال غرب الحجاز وبلاد الشام إلى أن أصبحت مركزاً اقتصادياً وسياسياً وثقافياً في وسط الجزيرة العربية، وعاصمة لدولة كندة لأكثر من خمسة قرون. قرية رجال ألمع التراثية: تعد قرية رجال المع بمنطقة عسير من أبرز المواقع التراثية وأشهرها في المملكة، وتم العمل من خلال الهيئة وشركائها على مشروع للتأهيل لما تمثله القرية من أهمية، ولمبادرة أهاليها من محافظة على قريتهم لوعيهم بما تحتويه من تاريخ عريق وثقافة. وتلفت القرية نظر الزائرين بأبنيتها على حواف الأجراف الجبلية، وسلالمها المعلقة والتي يعود تاريخ بنائها لأكثر من 500 سنة، من أشهر وأروع القرى التُراثية، وتحتوي هذه القرية على نماذج فريدة من القصور المبنية بالحجارة يرتفع بعضها لعلو يصل إلى ثمانية أدوار، وهي قريةٌ تتميز بأشهر النقوش التُراثية الفنية، وفيها أيضًا قصر ألمع الشهير الذي يـمتدُّ عمره إلى أكثر من 400 سنة، والذي جُهز ليكون متحفًا للحفاظ على تُـراث القرية العريق. قرية ذي عين التراثية: تظل قرية ذي عين التراثية بمنطقة الباحة التي يعود تاريخها إلى مئات السنين من أجمل وأبرز المواقع الأثرية على مستوى المملكة نظراً لما تتمتع به من جمال في طريقة بنائها، وما تزخر به من مزارع شاسعة تغذيها عين القرية التي لم تتوقف على مر الزمان. وتضم القرية التي تقع على سفح تل من المرمر الأبيض 59 بيتاً ذات ارتفاعات مختلفة تتراوح بين دور واحد وأربعة أدوار يربطها عدد من الممرات التي تم اختيارها بعناية لتسهيل حركة المارة في حين يأخذ مسجد القرية مكان الوسط بين البيوت ومزارع الموز والليمون والكادي. وما يميز قرية ذي عين الأثرية عن غيرها من القرى التراثية المتناثرة في منطقة الباحة التوليفة التي تحتويها من مبان تراثية ومدرجات زراعية يتم تغذيتها عبر عين الماء التي تجري على مدار العام. موقع الفنون الصخرية في بئر حمى بمنطقة نجران: يقع في الشمال من نجران بنحو 130 كيلومترًا، محتويًا على عدد من المواقع الأثرية كجبل «صيدح» وجبل «حمى» وموقع «عان جمل» و«شسعا» و«الكوكب»، فضلا عن النقوش والرسوم التي كانت بمثابة أولى محاولات الإنسان لكتابة الأبجدية القديمة. وكانت النقوش والرسوم الصخرية في الموقع شاهدًا تاريخيًا على محاولات الإنسان لكتابة الأبجدية التي عرفت بالخط المسند الجنوبي الذي أدت التجارة إلى انتشاره حيث أصبحت المنطقة الممتدة من آبار حمى مسرحاً للقوافل التجارية كجزء من الطريق البحري القديم. ويضم موقع حمى الأثري أيضاً سبع آبار منها الحماطة وسقيا والجناح وأم نخلة والقراين، وأغلبها حفرت في الصخور، وعدّت من معالم الحضارة والتاريخ العتيق لهذا المكان، وتحيط بها الكهوف والجبال من جميع الجهات عدا الجهة الشرقية، وهي مليئة بالرسوم والنقوش الصخرية التي تشتمل على الرسوم الآدمية والحيوانية. حي الدرع بدومة الجندل بمنطقة الجوف: يمثل حي الدرع التاريخي في دومة الجندل بمنطقة الجوف معلما سياحيا وتاريخيا مهما نظرا لما يضمه من المواقع الاثرية والتراثية المميزة. ويقع «حي الدرع» بجانب مسجد عمر بن الخطاب التاريخي وقلعة مارد الأثرية، ويعد أحد الآثار الباقية من مدينة دومة الجندل القديمة التي سلمت من معاول الهدم التي طالت سوق دومة الجندل التاريخي قبل نحو25 عاماً. وتعود منشآت الحي إلى العصر الإسلامي الوسيط، لكنها تقوم على طبقات أثرية وأساسات تعود إلى منتصف الألف الأول قبل الميلاد. ويتميز الحي بمبانيه الحجرية ووقوعه بين البساتين ومسارب الماء التي كانت تؤمّن الحياة لساكني الحي من العيون القريبة.

مشاركة :