المنامة – راشد الشراكي – انتخب البحرينيون، أمس، ممثليهم في البرلمان والمجالس البلدية في عرس ديموقراطي شهد مشاركة عالية، حيث أظهرت المؤشرات الأولية لعملية التصويت أمس إقبالاً كثيفاً على مراكز الاقتراع، على الرغم من الدعوات التي طالبت بمقاطعتها، وسط دعوات رسمية لتجاهل رسائل المقطعة المنتشرة. وأوضح الرئيس التنفيذي لانتخابات البحرين نواف حمزة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية، أن المؤشرات الأولية للعملية الانتخابية تدل على كثافة المشاركة في مختلف الدوائر الانتخابية، وأن «العملية تمت من دون أي معوقات أو ملاحظات أثرت على سيرها». وتوقع أن تحقق الانتخابات الحالية نسب مشاركة عالية تفوق ما تم تسجيله في انتخابات عام 2014. وفيما زعمت جمعية «الوفاق» عبر حسابها في «تويتر» أنه «تمت مداهمات لمنازل المواطنين فجراً، واعتقال عدد من المواطنين»، دعت وزارة الداخلية البحرينية في بيان ناخبي بلادها إلى «تجنب الإشاعات التي تؤثر على العملية الانتخابية». وسبق أن أطلقت جمعية «الوفاق» المنحلة، عبر حسابها في «تويتر»، رسائل ومواد متلفزة تدعو إلى مقاطعة الانتخابات. بدوره، أكد وزير شؤون الإعلام رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية علي الرميحي أن الانتخابات في دورتها الخامسة تمثل خطوة جديدة على طريق الإصلاح السياسي والديموقراطي المتواصل، مشيراً إلى تضافر الجهود لإنجاح هذا الاستحقاق الديموقراطي. وأكد الرميحي أن المشاركة الشعبية تمثل حقاً دستورياً كفله المشروع الإصلاحي للملك حمد بن عيسى آل خليفة منذ عام 2002، وواجباً وطنياً يجسّد وعي الشعب ومسؤوليته في التعبير عن رأيه بشكل ديموقراطي سلمي متحضر. وأضاف أن هذا المشروع الرائد لا يمكن اختزاله فقط في الانتخابات، وإنما هو مشروع حضاري نابع من الإرادة الوطنية، وشامل في إنجازاته المتواصلة منذ انطلاقه بإجماع شعبي على تدشين الميثاق الوطني قبل قرابة 18 عاماً، وإقرار التعديلات الدستورية لعام 2002، وترسيخ دولة القانون والمؤسسات، ومن أهم معالمها: إعادة الحياة البرلمانية عبر مجلسي النواب والشورى، وتعزيز استقلالية ‏السلطة القضائية ونزاهتها، وكفالة الحقوق السياسية والمدنية، ومن بينها حرية الصحافة والإعلام. وأكد أن ما تشهده مملكة البحرين من عرس ديموقراطي يؤكد أنها ماضية في الإصلاح السياسي والحكم الرشيد وتكريس التسامح والتعايش السلمي، ودفع عجلة البناء والتطوير والتنمية الشاملة والمستدامة. إلى ذلك، أكد وزير العدل رئيس اللجنة العليا للانتخابات خالد بن علي آل خليفة أن الشاغل الأساسي في العملية الانتخابية هي الكيفية التي تجري بها، كونها الأساس للعمل الديموقراطي والمسيرة الديموقراطية التي تعيشها البحرين منذ عام 2002. وأشار إلى أن انتخابات عام 2018 سجّلت أعلى عدد من المترشحين النيابيين منذ عام 2002، حيث تم تسجيل 430 مترشحاً، منهم 293 مترشحاً لمجلس النواب، بينهم 41 سيدة، و6 سيدات يترشحن لعضوية المجالس البلدية، وبمشاركة نحو 7 جمعيات سياسية. يشار إلى أن جولة الإعادة إن وجدت ستنظم مطلع ديسمبر المقبل.