كيف تفكر أمريكا في مستقبل المنطقة؟

  • 9/28/2013
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لأول مرة في التاريخ السياسي للولايات المتحدة الأمريكية يتحدث رئيس أمريكي بهذه الشفافية وذلك الوضوح الذي تحدث به الرئيس باراك أوباما يوم الثلاثاء الماضي أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ليس فقط عن السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وأوضاع الشرق الأوسط الراهنة وإنما عن المصالح الأمريكية التي تكيف هذه السياسات وتفرضها سواء تجاه الثابت أو المتغير من الأحداث والتطورات.. وكذلك عن التوجهات والنوايا التي أوضح خطوطها العريضة في هذا الخطاب المهم وغير المألوف. * * وبكل تأكيد فإن هذا الخطاب بكل ما أوضحه أو بكل ما انطوى عليه من إشارات قوية سيكون محل دراسة وتحليل عميقين من قبل الدوائر السياسية والأمنية بدول المنطقة.. وكذلك عند النخب المهـتمة بمعرفة أنماط التفكير والسلوك الأمريكي القادم بعد أن عبرت عنه إشارات كثيرة من خلال تعاملها مع الأحداث القائمة الآن في سوريـا وقبل ذلك في العـراق وأفغانستان منذ مجيء الرئيس أوباما إلى السلطة في 20 / 1 / 2009 م.. وحتى ساعة إلقاء هذا الخطاب. * * وإذا لم تحدث مثل هذه الدراسة العميقة وذلك التحليل الواسع لكل الأبعاد والمرامي التي تضمنها فإن ذلك يكون قصورا قد تترتب عليه حسابات مغلوطة لما هو قادم ومتوقع. استراتيجية بعيدة المدى * * بـدأ أوباما حديثه بالقول: إن التقلبات الجديدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نموذج على التحديات التي تواجه العالم.. ولذلك فإن على الأمم المتحدة أن تعالج الاضطرابات الداخلية ومنـع الصراع الداخلي بـدلا من العمل فقط على منـع الحروب بين الدول.. وفي هذا الكلام الخطـير إشارتان هامتان هما: * أولا: توجيه النقد اللاذع للمنظمة الدولية لعجزها عن التعامل مع أوضاع المنطقة والعالم بإرادة دولية جماعية بدلا من تركها أمريكا وبعض دول أوروبـا تتحالف للذهاب إلى أفغانستان والخليـج والعـراق وليـبـيا.. وتقف عاجزة عن القيام بنفس الدور في سوريـا.. بدل تحمل تلك الدول أعباء ونتائـج تلك التدخلات المكلفة بكل تأكيد. والجديـد في هذه الإشارة ليس هو اللوم للمنظمة الدولية فقط وإنـما التمهـيد لما سيدعو إليه بعد ذلك من تدخل مباشر فردي للولايات المتحدة الأمريكية في حسم قضايا المنطقة.. ولكن في حالة واحدة هي تعرض مصالح أمريكا للخطـر بصورة مباشرة وليس لأي أسباب أخرى بما فـيها تكريس عوامل الأمـن والاستقـرار والسلام في المنطقة والعالم. * ثانـيـا: تبـريـر وتجويـز التدخل الخارجي المباشر في الشؤون الداخلية لدول المنطقة في وقت مبكر لمنع وقوع صراعات داخلية بين القوى والأطراف والتكتلات السياسية أو الجهـويـة داخل أي دولة.. بدلا من التركيز فقط على فض النزاعات بين الدول.. لقناعته بأن حسم تلك الصراعات والقضاء عليها في مهدها بتدخل القوى الخارجية (أمريكا) سيحول بكل تأكيد - من وجهة نظره - دون اندلاع تلك الحـروب بين دول الجوار أو بين الدول بعضها البعض وتدخل أطراف خارجية أخرى متحالفة معها.. كما في الحالة السوريـة ووقوف روسيا وإيـران وحزب الله إلى جانب نظام بشار الأسد الآن. * * والأخطر من هذا القول بدلالاته السياسية المتعددة هو تساؤل أوباما التالي نيابة عن الشعوب بقوله: إن التقلبات الكبيرة في الشرق الأوسط وشمال أفريـقـيا أظهرت الانقسامات العميقة داخل تلك المجتمعات.. والشعوب تتساءل عما سيأتي لاحقا..... * * هذا التساؤل يشير إلى أن المعلومات الأمريكية تقول إن الوضع في سوريا لن يكون هو آخر المطاف.. وبالتالي فإن أوباما بدا وكأنه يهيئ المنطقة والعالم لقـرارات أمريكية من نوع أو آخر ألمح إليها في الجزء المتبقي من حديثه وأجاب فيها على أسئلة كثيرة مثل: متى ستتدخل أمريكا..؟، وهل قضية الديمقراطية هي ما يـهـم بلاده تحقيقها في المنطقة أم أن هناك قضايا أخرى أكثر أهمية؟، وكيف سيكون التدخل وبأي حجم ومتى يحدث؟.. * * تلك هي استراتيجية أمريكا بعيدة المدى.. تجاه المنطقة.. وكما نرى فإن المضي فيها سوف يتوقف على مدى تحقيقها هدفين رئيسيين آنيين هما: قضية سلاح إيـران النووي.. وقضية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. وفي ذلك قال أوباما بكل الوضوح: إن جهـود الولايات المتحدة الدبلوماسية ستركز على المدى القصير على قضيتين: سعي إيـران للحصول على السلاح النووي والنزاع العربي الإسرائيلي.. قال هذا أوباما وهو يدرك في قرارة نفسه أنه بذلك يديـر ظهـره للوضـع السوري المأساوي الحالي تماما ولحقوق الشعب السوري في الحياة الكريـمة وحاجته إلى دعم القوى التي تتحدث عن حقوق الإنسان وعن العدالة والمساواة.. ولذلك فإن أوباما قال مكملا خطابه: إنني أدرك أن القضيتين ليستا أساس كل مشكلات المنطقة وأنهما تشكلان وحدهما مصدرا أساسيا لعدم الاستقرار منذ زمن طويل.. لكنه يرى أن حلهما سيساعد في وضع أساس لسلام أوسع، وفي ذلك قـفـز غـير موضوعي على الحالة المأساوية الراهنة وتجاهل للواقـع المؤلـم الذي يعيشه السوريـون ليس بهدف تبريـر التراجـع عن الضربـة العسكريـة التي تحدث عنها في السابق فقط.. وإنما بهدف الامتثال لحسابات الكسب والخسارة الجديدة التي تباشرها بلاده الآن.. وتمـهـد لها بالدخول في مرحلة جديدة من التعامل مـع دول المنطقة مثـل إيـران وتـركيا ومصـر ودول الخليج العربي وكذلك مـع الروس والصينيين وغيرهما.. وتلك سياسة جديدة تشكل بها أمريكا ضغطا سياسيا جديدا وغير مألوف على أصدقائها نتيجة تلقيها فيما يبدو عروضا مغريـة من قبل الأطـراف الأخرى.. أخشى أن أقول إنها غير محسوبة.. لأنها تأتي في إطار المناورات السياسية المتبادلة بين أمريكا نفسها وبين الروس والإيـرانيين في الوقت الراهـن. غـزل أمـريكي إيـراني ناعـم * * فبالرغم من الجفاء الذي أظهـره الرئيس الإيـراني حسن روحاني لدى مشاركته في اجتماعات الجمعية العمومية في نيويورك تجاه الوفد الأمريكي وذلك بعدم حضور كلمة أوباما.. أو المشاركة في الحفل السنوي للمنظمة الدولية إلا أن هذا التصرف كان مجـرد إشارة إيـرانية ذكية أرادت إرسال رسالة قوية بأن إيـران ليست حريصة على تطبيـع علاقاتها مـع أمريكا وهي رسالة غير صحيحة لأن الطرفين ظلا طوال السنوات الأخيرة الماضية على تواصل حثـيـث بصور مباشرة وغير مباشرة.. وذلك ما أكده أوباما في خطابه هذا.. في قوله: إن عزلة إيـران والولايات المتحدة عن بعضهما البعض لها أسبابها التي عددها.. بدءا من اعتقاد إيـران أن أمريكا تدخلت عام 1953م لإسقاط حكومة مصدق في عهد الشاه.. وانتهاء بالمواجهة بينهما عقب مجيئ الخميني إلى السلطة عام ( 1979م).. ومـع أن أوباما يرى أن تخطي هذا التاريخ الصعب لن يحدث بين ليلة وضحاها، إلا أنه يرى أيضا أنه إذا قمنا بحل قضية برنامج إيـران النووي فإن ذلك سيشكل خطوة أساسية في طريـق طويـل لعلاقة مختلفة مبنية على المصالح المشتركة والاحترام المشترك.. * * هذا الكلام الهام وغير المرسل يعبر ــ بكل وضوح ــ عن نوايا أمريكية حقيقية ليس فقط لتطبيـع عـلاقـاتـها مـع إيـران وإنما لإقامة علاقات محورية (مختلفة) كما وصفها.. تقوم على (المصالح المشتركة). * * هذا الوضوح تجـاوز مرحلـة التلويح.. بما تتجه إليه بلاده وهو توجه ليس مفاجـئا لدول المنطقة أو لأي مراقب.. ولكن المفاجئ فيه أنه يأتي في سياق الأحداث والتطورات التي تقـع في سوريـا.. وفي ظروف الشراكة الإيـرانية/ الروسية العضوية في الحدث السوري.. وكأنه يجسد بذلك تفاهمات من نوع أو آخر أدت إلى تجمـيد قـرار الضربـة تمهـيدا للدخول في شبه صفقات قادمة حول طريـقة إدارة أوضاع المنطقة في المرحلة القادمة وبما يكفل المصالح الأمريكية الأفضل وبما يؤدي إلى تأمين إسرائيل وإن تـم ذلك على حساب أطراف أخرى. * * وما تأكد ــ من خلال خطاب أوباما ــ الآن هو.. أن قـرار الضربـة الأمريكية المعلنة للنظام السوري.. بدا وكأنه حلقـة من حلقات الضغط المتبادل بين العواصم الثلاث (طهـران / واشنطن / موسكو) للحصول على أفضل العروض والامتيازات في المستقبل.. وأن العرض الروسي الإيـراني المبدئي كان مقبولا أمريكيا.. وكافيا للإعلان عن التحول إلى الخيار السياسي.. بمعنى أن النية في التوجه نحو الضربـة كانت موجودة ولكن لأغراض سياسية تكتيكية... وإن ما اعتبر بأنه استجابة لرغبة الأغلبية في الكونجرس الأمريكي ليس دقـيـقا.. وصحيحا وإنما الصحيح هو أنه ضغط حقـق هدفا وأن المضي في هذا الهدف إلى ما هو أبعد يتوقف على مدى استجابة إيـران بضمانات روسية لتحقـيـق ما تريـده الولايات المتحدة وتخطط له.. وإلا فإن التواصل بين إيـران وأمريكا قد كان قبل تفجـر الوضـع السوري بـزمـن.. أو كما قال أوباما في خطابه: منذ توليت منصبي أوضحت في رسائـل إلى المرشد الأعلى علي خامنئي وأخيرا إلى الرئيس روحاني أن الولايات المتحدة تفضل معالجة مخاوفـنا من البرنامـج النووي الإيـراني سلميا وإن كنا مصريـن على منـع إيـران من تطويـر سلاح نووي.. * * ولم يكتف أوبـاما بالكشف عن سلسلة الاتصالات المباشرة مع طهـران فحسب.. بل إنه قدم تطمينات كافية وعلنية بأن بلاده لا تسعى لتغيير النظام الإيـراني.. بل إنها تحترم حق إيران في تطوير الطاقة النووية السلمية.. * * بهذه الجـزرة الجديدة التي تعرضها أمريكا على إيـران.. تجاوبا مع المعطيات الجديدة هناك، ومنها تجاوب روحاني مـع الرغبة الأمريكية الملحة في التقارب.. فإن أوباما وجه وزيـر خارجيته جون كيري للسعي وراء جهـود التصالح مع طهـران ــ بالتعاون الوثيـق مع الاتحاد الأوروبي، المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وكذلك روسيا والصين ــ كما قال. * * وهذا يعني بمقايـيس التحليل الدقيـق لما يجري الآن على الأرض.. أن الولايات المتحدة وروسيا بدتـا متفقـتـين على إيقاف نذر استئناف الحرب الباردة القديـمة بينهما بعد أن لاحت فرص عودتها في الأفق في الآونة الأخيرة في ظل الحروب الكلامية والضغوط المتبادلة.. والعمل معا على تبني استراتيجية يحصل فيها كل منهما على نصيبه من خارطة المنطقة الجديدة بعد تهيئتها وأن هذه التفاهمات لابد أن تعطي دورا ما لإيـران فيها. * * والسـؤال الآن هـو: * * ما هي طبيعة تلك التفاهمات.. وما مدى معرفة دول المنطقة بتفاصيلها وإلى أي مدى تشكل خطورة عليها.. أو تهديدات حقيـقـيـة لدولها وشعوبـها على المديـين القصـير والبعـيد.. وما علاقـة ذلك كله بما ما جـرى ويجـري في الأراضي السوريـة اليوم وغدا وبعـد غـد..؟!.. * * هـذه الأسئلة الكبيرة تفرض تحركا عربيا واسعا وقويا ومشتركا ولاسيما من قبل الدول المعنية بالأوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة بصورة مباشرة.. أو بالتحولات المرتقبة إذا ما تأكد لها أن هناك واقعا جديدا تتجـه إليـه المنطقة.. وأن الهدف من هذا التحرك الفردي أو الجماعي هو الوقوف على طبيعة ملامح المرحلة القادمة حتى لا تفاجأ الدول والشعوب بما ليس محسوبا. إسـرائـيـل هي الهـاجـس الأكـبر * * لكـن السـؤال الآخـر هـو: * * ما الذي يدفـع أمريكا إلى هذا النمط الجديد من التفكـير وهي التي تدرك تماما أن مصالحها الواضحة والمحددة والمعروفة في المنطقة مستقـرة ومكفولة وغـير معرضة لأي تهديد في أي وقت من الأوقات وفي كل الظـروف.. في الوقت الذي لا تستطيـع أن تضمـن بشكل قاطـع هذه المصالح في ظل أي تحالفات أو اتفاقات أو تفاهمات جديـدة مـع أي شركاء جدد في المستقبل؟.. * * الحقـيـقـة أن من يملك هذه الإجابة هـم الأمريكان أنفسهم تبعا لحساباتهـم وفق ما جرى ويجري في المنطقة وتبعا لطبيعة التحولات المقبلة فيها.. وهي وإن كانت لا تـملك ضمانات واضحة وكافية لعدم تعرض تلك المصالح للخطـر بالدخول في هكذا شراكات جديـدة إلا أنها لا تبدو مطمئنة بدرجة كافية أيضا إلى ما قد تـتـعرض له هذه المصالح من أخطار في ظل استمـرار عوامل التهديـد لها من إيـران بدرجة أساسية.. بفعل الدعـم الروسي المطلق لها.. باعتبارها المدخل الملائـم والأداة القويـة لعودة النفوذ الروسي إلى المنطقة بعد انحساره عقـب انهـيار الاتحاد السوفييتي القديـم.. * * إنالأمـر في مجمله يدل على وجود تغـير مهـم في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة ومجمل أوضاعها.. وفي رؤيـتـها للمستقبل المنظور الذي تتجه إليه.. وفي ضوء مخاوفها من انفلات الأوضاع بصورة أكبر.. مما دعاها إلى البحث عن الخيارات الأخرى.. في ضوء أسوأ الاحتمالات المتوقعة..(!!).. * * ومن الواضح أن هذا التغـير قد ارتهن إلى فرضية تقول: إن الوضـع في المنطقة هش للغاية.. وإنه مرشح لمـزيـد من القلاقل والاضطرابات.. وإن الطرف المحرك لهذه الأوضاع هو إيـران.. بما تـتخذه من قـرارات وما تقوم به من ممارسات على الأرض.. وبالتالي فإن احتواء هذه القوة بل والاستعانة بها في تحـقـيـق سلسلة أخرى من التغييرات تحت مظلتها وسيطرتها ربما يوفـر الأمان المطلـوب لتلك المصالح.. بدل أن تـترك رهنا لظروف خارجة عن السيطـرة الأمريكية في المستقبل.. ويكون الروس هـم المستفـيد الأول من كل ذلك.. * * هذا النمط المغلوط من التحليل للأوضاع هو الذي يوجه البوصلة الأمريكية نحو حسابات أخشى ما أخشاه أن تكون مكلفـة لجميـع الأطـراف بما فيها الطرف الأمريكي نفسه إذا كان يفكر بهـذه الطريقـة.. وإذا كان يعـتـقـد أن تأمين مصالحه بصورة أفضل وبأقل الخسائر يمكن أن يتحقـق بمثـل هذا التوجه نحو التحالف غير مضمون العواقب مـع روسيا وإيـران.. لضمان هدوء أفضل ليس فقط في المنطقة العربية وإنـما في تأمين سلامة إسرائـيـل كذلك.. وإلا فلماذا تبدي أمريكا كل هذا اللـطـف مـع روسيا.. وهي تريـد في الحقـيقـة كسب ود إيـران؟!.. * * صحيح أن الخوف على إسرائـيـل (أولا) ثـم على المصالح الأمريكية (ثانيا) لا يبدو هـو كل ما يسيـطـر على الذهنية الأمريكية ويشكل قـراراتـها ويصنـع سياساتها القادمة في المنطقة فحسب.. وإنما الصحيح هو أن الهاجس الأكبر هو الحفاظ على الهـيـبـة الأمريكية في العالم من جـهـة.. والفوز بأكبر المكاسب دون التعـرض لأي خسائـر من نـوع أو آخـر. * * ومـن تابـع ويتابـع سياسة أوباما منذ جاء إلى البيت الأبيض يدرك أن الرئيس الأمريكي ربـط بين نجاحه في السلطة وفرص التجديد له لفترة ثانية وبين تقليل الخسائـر البشرية والمادية التي لحقـت ببلاده جراء الانغماس في قضايا أفغانستان والعـراق وشغـب إيـران في المنطقة.. وأن عليه أن يخرج أمريكا من هذا النفق المظلم وأن يسحبها من واجهـة القتـل لعشرات العسكريـين الأمريكان الذين يموتون كل يوم ولآلاف المليارات التي تستـنـزف الخزيـنة الأمريكية وعلى حساب كم الضـرائـب المستـقـطعـة من الشعب الأمريكي الأمر الذي وصل اقتصادها إلى حافـة الخطـر. * * هذا التفكـير المختـلـف لدى أوباما عن الرؤساء الأمريكان السابقـين بدا منسجـما مـع طبيعتـه كقيادة تحلم بأن تكون تاريخية وغير عادية أو مسبوقة.. كما جاء نتيجة للأوضاع الاقتصادية الأمريكية شديدة التعقيد وهي سياسات منطقـيـة (أمريكيا) ولكنها وعلى المدى البعـيـد ستكلـف الولايات المتحدة كثيرا.. لأنـه لا روسيا ولا الصين.. ستـتـنازلان بسهـولة عن طموحاتهما في تحقيـق مكاسب ملموسة في المنطقة.. وبالتالي فإنهما لن يفرطا في إيـران كأداة تغـيـير ملائمة لتحقيـق هذه المصالح إما بالتفاهـم المشروط مـع أمريكا على حساب مصالح واضحة ومحددة.. وإما بالاستمـرار في دعم السياسات الإيـرانية المعروفة في التدخل المباشر في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وجعلها في حالة اهتزاز مستمر.. * * ولا أعتقـد أن الدوائر الأمريكية المختصة لا تدرك هذه الحقيقـة.. ولا تستشعـر مدى المخاطـرة التي قد يدفـع ثمنها الجميـع لو أنها بالغـت في الاعتماد على الشريـك الروسي وفي الثقة بالوسيـط الإيـراني للحفاظ على مصالحها وتأمينها في المستقبل ضمن سياسة الفوز بالمغانـم دون دفـع الأثـمـان الباهظة إزاءها. * * وسواء كان الهدف هو الحفاظ على المصالح الأمريكية.. أو كانت الغاية هي الاحتفاظ بمكانة أمريكا في الصدارة.. أو كان الهدف الأكبر هو تأمين سلامة إسرائـيـل والتمكين لها في النهاية لكي تصبح اللاعب الرئيسي والوحيد في المنطقة بعد تصفية آخر الحسابات مع الحلفاء المرحلـيـين المؤقتـيـن الروس والإيـرانيين.. فإن هذه الأهداف لا تبدو ممكنة التحقيـق في ظل سياسات تتعامل مع أطــراف زئـبقـية خطـيرة.. ودون ضمانات حقـيقـية ملموسة.. وواضحة.. ونهائـيـة. * * شيء أخـير في هذا الجانب كـرر أوباما الحديث فيه هو أمـن وسلامـة إسرائـيـل عندما قال مجددا: أمـريكا لن تساوم على أمـن إسرائـيـل أو دعـمـنا لوجودها كدولة يهـوديـة، وهو كلام مكـرور جاء هذه المـرة في سياق عابـر ومطلوب لطمأنـة الإسرائيليـين إلى سلامة التوجهـات الأمريكية الجديدة نحو التقارب مـع إيـران. الضـرب على وتـر التناقضـات العربـيـة * * نحن إذن أمام بانوراما شديدة التعقيد والإربـاك.. عاد أوبـاما ليربـط أسبابها بتطورات الوضـع في سوريـا.. بـينما هي في الأصل هدف وغاية الفوضى الخلاقـة التي تحدثـت عنها وزيـرة الخارجـية الأسبق كوندليزا رايس. * * فهو وإن بـرر تراجعه عن الضربـة المعلنة للنظام السوري بقوله: إن الأزمـة في سوريـا وزعـزعـة استقـرار المنطقـة تطـرح تحديات أوسـع للمجـتـمـع الدولي.. وهي نـزاعات تطـرح السؤال التالي: كيف نـرد على النـزاعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. والنزاعات بين دول وداخلـهـم أيضا.. وما هو دور القـوة العسكرية لحل النزاعات التي تهدد استقـرار المنطقة؟، وما هو دور الأمم المتحدة والقانون الدولي في الـرد على المناشدة من أجل تحقيق العدالة؟.. * * وهو وإن بـرر اختيار المسار السلمي للتعامل مع الوضع في سوريا كمقدمة لنمط جديد من السياسات الأمريكية المختلفة.. إلا أنه لا يستطيـع أن يراهن على هؤلاء الشركاء الجدد.. بعد أن نجحوا ــ على ما يبدو ــ في إثارة المخاوف لدى الأمريكان من انتقال السلطة من يـد الأسد إلى يد الجماعات المتطرفة في سوريا وهي الجماعات التي استقدمها نظام الأسد.. تحقيقا لمشورة أصدقائه الروس حتى يعطلوا وصول المعارضة السورية المعتدلة إلى الحكم وتـتحقـق بذلك مصالحهم فيها بالإبقاء على الأسد ونظامه.. * * يؤكد هذا الاعتقاد قول الرئيس أوباما: إن الولايات المتحدة وآخريـن عملوا لدعم المعارضة المعتدلة ولكن المجموعات المتطرفة استطاعت أن تنتشر لاستغلال الأزمة.. وكان تسرب هؤلاء إلى الداخل السوري لم يكن معروفا لدى إدارة أوباما.. وكأنه لم يكن نتيجة لتأخـر دول أوروبا الغربية وأمريكا في دعـم الشعب السوري وفي نضاله أمام نظام ظالم.. رغم تعارض ممارساته مـع المبادئ التي يعلنها الغرب ويتباهى بأنه يعمل على رعايتها وتبنيها في كل مكان من هذا العالم.. * * وإذا كان هناك ما أثـار ملاحظة المراقبين في خطاب الرئيس أوباما في هذا السياق أكثر من غيره فهو قوله: إن المعضلة ــ يقصد المعضلة السورية ــ ليست سهلة.. ولذلك فقد كنت أفضل دائما حلا دبلوماسيا لهذه القضية، وهذا صحيح في إطار منهجية أوباما في التفكير وفي التعامل السابق مـع الوضـع في ليـبـيا وقبل ذلك في العراق وأفغانستان.. لكن إشارات قوية وواضحة صدرت من واشنطن في وقت مبكر أعطت معلومات مختلفة عن نية أمريكا للتدخل المباشر في الوضع السوري وحسمه عسكريا بعد أن وقفت على حقيقة تطورات الوضع هناك وتعقيداته وهي إشارات انتهت إلى إطلاق أوباما تصريحات واضحة ومحددة بضرورة استخدام القوة ضد النظام، مستفيدة من صلاحياته الدستورية في هذا الجانب.. لكن الأحداث والتطورات أثبتـت بعد ذلك أن هذا التهديد قد تم احتواؤه من قبل شركاء النظام السوري.. الروس والإيـرانيـين.. فاتخذ الجميـع منحى آخر.. ودخلت المنطقة بسبب ذلك في حسابات مختلفة تشير كل دلالاتـها إلى أن الوضع بات مقلقا بصورة أكبر من أي وقت مضى.. لأنه سيفرض شكلا جديدا من التحالفات غير المأمونة على منطقتنا.. من شأنها أن تؤدي إلى تزايـد حالة عدم الاستقـرار وليس إلى الاستقرار المنشود. * * لذلك أقول: إن المرحلة القادمة تتطلب حوارا مفتوحا ومباشرا حول هذا المستقبل الذي أخذ يتشكل في غياب دوله وشعوبه.. وإن هذا الحوار الصريح بجانبيه الداخلي ومع الخارج لابد من أن يجلو الغموض الذي بدأ يتكشف عن منطقة لا تحتمل المزيد من الشحن والتوتر والخوف على المستقبل أكثر مما هو حاصل حتى الآن.. لاسيما بعد أن سمعنا من أوباما كلاما يشبه إلى حد كبير تصريحات بوتن ووزير خارجيته لافروف وكنا سمعناها ونسمعها من بشار الأسد عبر ظهوره الإعلامي المكثف في الآونة الأخيرة أيضا. * * لقد قال الرئيس أوباما في خطابه الأممي: إن من يواصل منا دعمه للمعارضة المعتدلة يجب أن يقنعهم بأن الشعب السوري لا يمكنه أن يتحمل انهيار المؤسسات الحكومية وأن التوصل إلى حل سياسي غير ممكن من دون معالجة المخاوف الشرعية للعلويين وغيرهم من أقليات.. وهذا كلام جديد.. يكرره الروس صباح مساء.. * * لكن الأشد خطورة من كل هذا هو قوله أيضا: أرحب بنفوذ كل الدول التي يمكن أن تساعد في تحقيق حل سياسي للحرب الأهلية السورية. * * هذا الترحيب ــ بكل تأكيد ــ يؤخذ على محملين: الأول: تشجيـع أمريكا لروسيا وحتى إيـران نحو تبني الحل السياسي بصورة عملية وملموسة ليس فقط بالنسبة لموضوع الكيماوي.. وإنما على مستوى ضمان نجاح المؤتمر الدولي المزمـع عقده في جنيف لبدء حوار جاد بين الفرقاء يؤدي إلى انتقال السلطة في ظل منظور واضح ومحدد بين الأسد والقوى المعتدلة وغير المتطرفة من الفصائل المتشددة الطارئة.. أما المحمـل الثاني: فإنه يتمثـل في قبول الولايات المتحدة لسياسة تدخل إيـران في الشؤون الداخلية للمنطقة ومباركتها للدعم الروسي المفتوح لكل من الأسد وإيـران وحزب الله.. في إطار سياسة العصا والجزرة.. وذلك من شأنه أن يزيـد الوضع تأجيجا ويؤدي إلى استمـرار حالة اللا استقـرار في المنطقة بل وتفاقمها. ضمـانـات غـير مفهـومـة لدول المنطقـة * * صحيح أن الولايات المتحدة قدمت من خلال هذا الخطاب تطمينات جيدة لشركائها وأصدقائها في المنطقة ومنها قول الرئيس أوباما: إن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام كل قواها بما فيها القوة العسكرية لضمان مصالحها الأساسية في المنطقة.. وإنها سترد على أي تحرك عدواني ضد حلفائها وشركائها مثلما فعلت في حرب الخليج عام 1991م وإن أمريكا ستبني قدرات شركائها وتحترم سيادتهم للعمل على معالجة أسباب الإرهاب ، لكن الأكثر صحة هو أنه ربط بين هذا الالتزام وبين تعرض مصالح أمريكا فقط في المنطقة للخطر عندما قال: ولكن عندما نضطر للدفاع عن الولايات المتحدة من هجوم إرهابي سنقوم بعمل مباشر.. مع أن مصالح أمريكا تظل مرتبطة ارتباطا وثيقا بمصالح دول المنطقة نفسها.. وأن صيانة المصلحتين معا مرهون بمدى تحقق الاستقرار والأمان في أرجائها.. وذلك غير ممكن في ظل أي توجه نحو قلب التوازنات الراهنة. * * ذلك جانـب.. * * أما الجانب الآخر المهم في القناعات الأمريكية الجديدة فإنه يتجسد من خلال قول أوباما: إن دعم الديمقراطية ليس من المصالح الأساسية التي ستعمل على حمايتها فقد أظهـر لنا العراق بأنه لا يمكن فرض الديمقراطية بالقوة، وهو ولاشك فهم متقدم من شأنه أن يغير طريقة تعامل أمريكا مع دول المنطقة التي حرصت في أكثر من مناسبة على التأكيد على خطأ السياسات التي تفرض ثقافة أخرى على دول وشعوب المنطقة أدت وتؤدي إلى خلق حالة عدم استقـرار غـير مبـررة.. وأثمرت عن عداوات كثيرة لأمريكا نفسها في منطقة عانت وتعاني شعوبها من التدخلات الأجنبية كثيرا.. وقدمت الأحداث والتطورات الأخيرة أكبر إثبات للعالم بأن فرض أي تغيير بالقوة لا يخدم أي طرف ولا يؤدي إلا إلى المزيد من الفوضى غير المحسوبة. * * صحيح أن الشعوب ترغب في التغيير لكنها تدرك أن التغيير لذات التغيير.. لا يأتي بالأفضل في كل الأحوال وإلا فإن الثمن يصبح عاليا ولا يعود إلى النتائج التي تتطلع إلى تحقيقها. * * وما حدث في بعض الدول العربية وكذلك في بعض الدول الأفريقية ضرب أحلام شعوبها في مقتل.. وعرض الدول نفسها لمستويات متقدمة من الانهيار يصعب معالجتها في وقت قصـير.. * * وليس من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية أن يتكدس في أذهان شعوب المنطقة القول بأن ما انتهـت إليه الأمور في دول ما يسمى بالربيـع العربي هو نتيجة طبيعية لخارطة الطريق التي رسمتها خطة الفوضى الخلاقـة أمريـكـية الصنـع. * * كما أنه ليس من مصلحة دول وشعوب المنطقة نفسها أن يحدث فيها المزيـد من الانهيارات إلا إذا كان المطلوب هو تحقـيـق خطة بـيريـز نحو شرق أوسط جديـد.. تكون فيه إسرائيل هي السيد الوحيد.. وتقوم فيه بقية الوحدات السياسية الجديدة بـدور الكمبارس ليس إلا.. استـقـرار المنـطـقـة في مصلحـة دول العالم * * ولعل حديث الرئيس أوباما عن الطاقة يؤكد ما نقوله بضرورة بذل جميع الأطراف جهودا جادة وصادقة نحو تكريس عوامل استـتباب الأمن والاستقـرار في منطقتنا فهو يقول: على الرغـم من أن الولايات المتحدة بدأت تقلل تدريجيا من اعتمادها على النفط المستورد إلا أن العالم مازال يعتمد على مصادر المنطقة للطاقة وأي اضطـراب قوي قد يزعـزع اقتصاد العالم بأجمعه. * * وبقدر ما يؤكد هذا الكلام على حقيقـة هامة ألا وهي أن استقـرار العالم كله مرتبط باستقـرار المنطقة.. وأن تـثبـيت الوضع الأمني هو حاجة دولية ملحة ولا تخص دول المنطقة وشعوبها وحدها.. بقدر ما يفرض هذا على الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة اتباع سياسة تقمـع وتزيـل أسباب الشر وعناصر التوتـر بدل تشجيعها ومهادنتها أو التفكير مجرد التفكير في التحالف معها.. لأن هذا السلوك لن ينجح في احتوائـها وإنما سيشجعها على التمادي وفرض شروطها في النهاية ضد إقـرار مشروع جديد لإعادة رسم خارطة المنطقة على نحو أو آخـر. بـرجـمـاتية جديـدة * * وكما قلت في البداية.. فإن حديـث أوباما هذا عكس العديد من التوجهات الأمريكية الجديدة.. بعضها براجماتي.. والبعض الآخـر واقعي.. والبعض الثالث تقاربي.. والبعض الآخـر قد يصفه البعض بأنه شوفيني.. لكنه على أيـة حال.. يقدم أمريكا بصورة واضحة ومختلـفـة.. * * فالرئيس أوباما في حديثه عن مصر.. نفى ضمنا أن تكون بلاده قد دعمت الإخوان المسلمين وساندت محمد مرسي حين قال: نحن لم نخـتر ــ عمدا ــ طرفا لدعمه في مصر.. ولذلك فإننا سنبقى على علاقة بناءة مـع الحكومة الانتقالية التي تدعم مصالحنا الأساسية مثـل اتفاق كامب ديفيد ومكافحة الإرهاب.. وتابـع قائلا: إن الولايات المتحدة ستعمل أحيانا مع حكومات لا تـتماشى مع التوقعات الدولية العالية ولكن ستعمـل معنا من أجل مصالحنا الأساسية وإن كنا لن نكف عن الحديث عن المبادئ التي تـتماشى مع قيمنا، وهو كلام واضح ومحدد.. ولا يحتاج إلى تعليق بالرغم من أنه موقف مغايـر لما كانت الإدارة الأمريكية قد عبرت عنه في بداية تغيير الأوضاع في مصر.. وأستطيـع أن أقول إن المملكة كان لها دور كبير وقوي ومؤثر في بلورة هذا الموقف من خلال اتصالات خادم الحرمين الشريفين شخصيا بالرئيس الأمريكي ومتابعة وزيـر الخارجية الأمـير سعود الفيصل وزياراته لأمريكا وفرنسا وبريطانيا لشرح حقيقة الموقف في مصر لقادتها ومسؤوليها.. بالإضافة إلى الجهود الكبيرة التي قامت بها الدولة المصرية الجديدة في الاتصال بهذه الدول وكذلك فتحها الأبواب على مصاريعها لوفود عالية المستوى لزيارتها والوقوف على حقيقة الوضع فيها بعد الاتصال بكل الأطـراف وتدارسها للموقف على الطبيعة. * * وسواء قصد أوباما مصـر بهذا الكلام أو قصد دولا أخرى في المنطقة وغيرها.. فإن المهم هو أن أمريكا نفسها تكون بذلك قد وصلت إلى قناعة جديدة مؤداها.. أن الدول والشعوب هي التي تحدد خياراتها.. ولا أحد يستطيـع أن يملي عليها ما لا تريـد.. وأن هناك مصالح مشتركة وعميقة هي التي يجب أن تفـرض نفسها على الجميـع وأن هناك فرصة أكبر للتفاهـم بين أمريكا ودول العالم الأخرى وفي مقدمتهم الدول الصديقة أيضا. * * وأخـيرا.. فإن الرئيس أوباما لخص هذه السياسات وتلك التوجهات في قوله: إن على أمريكا أن تبقي سياسة التواصل من أجل أمنها وأنا أؤمن أن العالم سيكون أفضل بهذه السياسة.. وذلك ينطوي على رد مباشر على من يعتـبرون التراجـع الأمريكي في سوريا استجابة لعرض روسي بدا وكأنه مغـرٍ ومشجـع.. أو أنه جاء بناء على طبخة أمريكية روسية إيـرانية يجري إنضاجها على نار هادئة.. أو أولئك الذين يعتقدون أن أمريكا تمارس بذلك ضغطا متـزايـدا على أصدقائـها لتمـريـر سياسات أو مشروعات أو مطالب من نـوع أو آخر. لكنه وفي كل الأحوال يستدعي من دول وشعوب المنطقة دراسة مستفيضة تحدد بعدها ما يتوجب عليها أن تفعله في المرحلة القادمة، لكنها تخطئ كثيرا إذا هي نظرت إلى هذا الخطاب على أنه صياغة جديدة لخطاب إعلامي مألوف في اجتماعات الجمعية العمومية السنوية التقليدية. * * ولا أدري إن كان أوبـاما قد قال في خطابه هذا كل ما تفكر فيه أمريكا أو تعتـزم القيام به في المستقبـل القريـب.. بهذه الشفافية وذلك الوضوح الذي فاجأ به الشعب الأمريكي وسائـر شعوب الأرض.. أو أنه عكس بذلك بعض ما يدور بيـن بـلاده وبـين دول المنطقة وغيرها في الغرف المغلقة وأراد بذلك أن يدمج الشعوب في تصورات بلاده وفي خططـها وبرامجها المستقبلية ولأي هدف وقـع هذا أيضا ؟.. * * لكن الوضـع بمجملـه يؤكد أن الفـترة القليلة القادمة سوف تشهـد عملية شد وجذب نأمـل أن تفيد في تحقيـق تفاهمات أفضل بـين دولنا وشعوبنا وبـين الأمريكان وليس العكس.

مشاركة :