فجر إيبار واحدة من المفاجآت الكبيرة في الدوري الإسباني لكرة القدم هذا الموسم وأعاد ضيفه ريـال مدريد إلى دوامة الهزائم بالفوز الكبير 3 / صفر عليه أمس في المرحلة الثالثة عشرة من المسابقة. ورفع إيبار رصيده إلى 18 نقطة ليقفز من المركز الثالث عشر إلى المركز السابع بفارق نقطتين فقط خلف الريـال الذي مني بالهزيمة الخامسة له في الدوري هذا الموسم. وأنهى إيبار الشوط الأول لصالحه بهدف سجله غونزالو إسكالانتي في الدقيقة 16 ليترجم به التفوق الواضح لفريقه في معظم فترات هذا الشوط. وفي الشوط الثاني، عزز إيبار فوزه بهدفين متتاليين أحرزهما سيرغي إنريش وإنريكي غارسيا كيكي في الدقيقتين 52 و57. وخاض الريـال اليوم المباراة الخامسة له تحت قيادة المدرب الأرجنتيني سانتياغو سولاري الذي تولى المسؤولية في نهاية الشهر الماضي بشكل مؤقت خلفا للمدرب المقال جولين لوبيتيغي. ومني الريـال اليوم بهزيمته الأولى تحت قيادة سولاري الذي قاد الفريق لانتفاضة في النتائج منذ توليه المسؤولية بتحقيق أربعة انتصارات متتالية على بلد الوليد وسلتا فيغو في الدوري الإسباني ومليلية في كأس ملك إسبانيا وفيكتوريا بلزن التشيكي في دوري أبطال أوروبا. ولم يكن الفوز الكبير هو المكسب الوحيد لإيبار في مباراة أمس وإنما كشفت المباراة عن نجم واعد للكرة الإسبانية هو لاعب الوسط الشاب مارك كوكوريا (20 عاما) المعار لإيبار من الفريق الثاني بنادي برشلونة حيث كان أحد أبرز نجوم المباراة وصنع هدفين وساهم في صنع الهدف الثالث. وبدأت الإثارة في وقت مبكر للغاية بالمباراة حيث دخل الفريقان سريعاً في أجواء اللقاء وقدم إيبار عرضاً يخلو من أي رهبة في مواجهة الفريق الملكي. وكانت المحاولة الأولى في المباراة من نصيب إيبار إثر هجمة سريعة وصلت منها الكرة إلى إنريكي غارسيا كيكي مهاجم الفريق خارج منطقة الجزاء حيث هيأ اللاعب الكرة لنفسه ببراعة فائقة وسددها مباشرة مباغتة ليفاجئ الحارس تيبو كورتوا الذي شاهد الكرة تمر من فوقه ثم ترتد من القائم الأيسر في الدقيقة الثالثة لينقذ القائم فريق الريـال من هدف مبكر للغاية. وواصل الفريقان محاولاتهما الهجومية في الدقائق التالية وسجل الويلزي غاريث بيل هدفا للريـال في الدقيقة الخامسة ولكن الحكم ألغاه بداعي التسلل. وتوالت المحاولات الهجومية المتبادلة من الفريقين بحثاً عن هدف التقدم، وأبعد دفاع إيبار الكرة من على خط المرمى بعد تسديدة من الفرنسي كريم بنزيمة مهاجم الريـال في الدقيقة 11. ورغم الفارق في الإمكانيات، وضحت الثقة الهائلة على أداء لاعبي إيبار الذين شكلوا إزعاجاً كبيراً لدفاع الريـال حتى جاء هدف التقدم لأصحاب الأرض في الدقيقة 16 وإن ألغاه الحكم في البداية قبل أن يستشير نظام حكم الفيديو المساعد (فار) ليحتسب الحكم بعد توقف المباراة لأكثر من دقيقة. وجاء الهدف إثر هجمة سريعة من الناحية اليسرى حيث مرر فابيان أوريانا الكرة عرضية لتصل إلى مارك كوكوريا الذي مررها بدوره إلى كيكي الذي سددها وهو على بعد خطوات أمام المرمى وحاول كورتوا التصدي للكرة لكنها سقطت من يده لتجد متابعة جيدة من إسكالانتي الذي أودعها المرمى وسط محاولة فاشلة من داني سيبايوس لاعب الريـال لإبعاد الكرة. بعد مرور أكثر من نصف ساعة، شعر الريـال بحرج موقفه وانتفض لاعبوه بحثاً عن هدف التعادل. وسقط بنزيمة على حدود منطقة الجزاء في الدقيقة 34 وسدد بيل الضربة الحرة بيسراه ولكن حارس إيبار أبعد الكرة ببراعة. ووصلت الكرة في الدقيقة التالية إلى الكرواتي لوكا مودريتش لاعب الريـال ليهيئ الكرة لنفسه ثم سددها قوية بيسراه ولكن الحارس تصدى لها. ولم يمنح إيبار ضيفه فرصة الاستمرار في هذه الصحوة، حيث عاد للضغط عليه في الدقائق التالية ليتراجع لاعبو الريـال للدفاع خشية اهتزاز شباك الفريق بهدف ثانٍ لينتهي الشوط الأول بتقدم إيبار بهدف نظيف. ومع بداية الشوط الثاني، عاد إيبار لتهديد مرمى الريـال من خلال هجمة منظمة في الدقيقة 48 وتمريرة عرضية لعبها كوكوريا وقابلها كيكي بضربة رأس لكن الكرة ذهبت بعيداً عن المرمى. ولقن إيبار دفاع الريـال درساً قاسياً عندما ضغط كوكوريا على ألفارو أودريوزولا مدافع الريـال وخطف منه الكرة ليمررها إلى زميله سيرغي إنريش الذي هيأ الكرة لنفسه على حدود منطقة الجزاء وسددها بيمناه قوية في اتجاه الزاوية البعيدة على يمين الحارس كورتوا الذي لم يستطع الوصول للكرة ليتعانق الكرة الشباك في الدقيقة 52. وخرج أودريوزولا مصابا بعد الهدف ولعب داني كارفاخال في الدقيقة 54. وواصل إيبار ضغطه على الدفاع المهتز للريـال ليطلق كيكي رصاصة الرحمة على الفريق الملكي بهدف ثالث في الدقيقة 57 إثر تمريرة من كوكوريا. وعمق إيبار جرح الريـال بالضغط على الفريق الملكي في الدقائق التالية وتوالي الفرص الخطيرة على مرمى كورتوا الذي أنقذ فريقه من هدف مؤكد بعد انطلاقة رائعة من أوريانا وتسديدة قوية من اللاعب من داخل منطقة الجزاء تصدى لها كورتوا برد فعل رائع. ودفع سولاري بلاعبه إيسكو في الدقيقة 63 بديلا لمودريتش في محاولة لاستعادة بعض الاتزان. ومنح إيسكو فريقه بعض الاتزان بمجرد دخوله الملعب ولكن صحوة الملكي ظلت بلا خطورة كبيرة، حيث صمد دفاع إيبار وحارس مرمى الفريق في مواجهة محاولات الريـال. ورغم الصحوة التي أظهرها الريـال في منتصف هذا الشوط، ظلت الخطورة واضحة لصالح إيبار لينتهي اللقاء بفوز كبير لإيبار بثلاثية نظيفة.
مشاركة :