تحولت احتجاجات «السترات الصفراء» في العاصمة الفرنسية باريس إلى مواجهات بين المتظاهرين والشرطة، بعد أن استخدمت الأخيرة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين الغاضبين من ارتفاع تكاليف الوقود والسياسات الاقتصادية للرئيس إيمانويل ماكرون. وقال موقع «لوبوان» الفرنسي: إن آلاف المحتجين تجمعوا، منتصف النهار بالشانزليزيه في منتصف باريس، إلا أن الشرطة تدخلت بقوة لتفريقهم.وتدخلت الشرطة الفرنسية لمنع المحتجين من الوصول إلى قصر «الإليزيه» القريب من المنطقة، مستخدمة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه. وردد بعض المحتجين النشيد الوطني ولوّحوا بالعلم الفرنسي، بينما رفع آخرون لافتات كُتب عليها «ماكرون، استقالة»، فيما شوهد محتجون آخرون وهم يجمعون الحجارة ويقيمون حواجز للرد على التدخل العنيف لرجال الشرطة. وأظهرت مقاطع فيديو، صورها محتجون ونشروها على حساباتهم الشخصية في «تويتر» و«فيسبوك»، النيران مشتعلة في شارع الشانزليزيه، وبعض مخلفات الغازات المسيلة للدموع.وخلال الاحتجاجات، أصيب ما لا يقل عن 19 شخصاً بجروح، بينهم 4 من عناصر الشرطة.وقال وزير الداخلية الفرنسية كريستوف كاستانير: إن ثمانية آلاف من المحتجين تم إحصاؤهم في باريس عند الساعة العاشرة بتوقيت «جرينتش» و23 ألفاً في فرنسا. وهذا العدد أقل بكثير من المشاركين السبت الماضي الذين بلغ عددهم 124 ألف شخص في جميع أنحاء البلاد في الساعة نفسها. واتهم كاستانير، زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان بتأجيج الاحتجاجات، وقال: «اليمين المتطرف محتشد ويقيم حواجز في الشانزليزيه. الشرطة تحقق تقدماً في تحييدهم ودفعهم للتراجع». وردت لوبان بالقول: إنها تساءلت عن سبب عدم السماح بالاحتجاج في المنطقة، وأضافت «اليوم كاستانير يستغل هذا لاستهدافي. هذا أمر وضيع ومضلل».وقالت الشرطة: إنه تم توقيف ثمانية أشخاص «خصوصا لإلقائهم مقذوفات».وصباح أمس، حاول المتظاهرون أن يسلكوا طرقاً عدة للاقتراب قدر الإمكان من قصر «الإليزيه» الذي أغلقت قوات الأمن محيطه من أجل منع الوصول إلى مقر الرئاسة. وتحدثت السلطات عن «بعض المحاولات لاختراق الحواجز في جادة الشانزليزيه الشهيرة في باريس». وأكدت بلدية باريس أن نحو ثلاثة آلاف شرطي تم إعدادهم للعمل في المدينة، أمس، لا سيما وأن العاصمة تشهد احتجاجات «السترات الصفراء» وتظاهرة ضد العنف الجنسي ومباراة لكرة القدم ومباراة للرغبي.وكان دينيس جاكوب الأمين العام لاتحاد الشرطة البديلة، قد قال في وقت سابق: إن من المتوقع أن يحتج نحو 30 ألف شخص في باريس وحدها. وقال: «نعلم أن هناك متسللين من اليمين المتطرف ومن اليسار المتطرف. يمكنك أيضا توقع عصابات من الضواحي». ولأكثر من أسبوع، أغلق متظاهرون يرتدون السترات الصفراء، التي يتعين على جميع سائقي السيارات في فرنسا حملها في سياراتهم، الطرق السريعة في جميع أنحاء البلاد بحواجز محترقة وقوافل من الشاحنات بطيئة الحركة مما عرقل الوصول إلى مستودعات الوقود ومراكز التسوق وبعض المصانع. ويعارض المحتجون الضرائب التي طرحها ماكرون العام الماضي على الديزل والبنزين، بغية تشجيع المواطنين على التحول لاستخدام وسائل نقل أقل ضرراً على البيئة. وبالتزامن مع فرض الضريبة، قدمت الحكومة حوافز لشراء سيارات كهربائية أو صديقة للبيئة. (وكالات)
مشاركة :