قمة أوروبية حاسمة اليوم في بروكسل لانتزاع تسوية مع بريطانيا

  • 11/25/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

توقع مسؤولون إسبان أمس عدم حضور رئيس الوزراء بيدرو سانشيز اجتماع الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم، وسط خلاف بين إسبانيا وبريطانيا بشأن إقليم جبل طارق البريطاني، ويهدف الاجتماع إلى المصادقة على اتفاق تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية، لخروج بريطانيا من التكتل. ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء، عن مسؤولين إسبان قولهم إن بيدرو سانشيز رئيس الوزراء الإسباني، ربما لن يحضر الاجتماع في بروكسل، إذا لم يحصل على ضمانات أولا بشأن كيفية التعامل مع الإقليم المتنازع عليه بعد خروج بريطانيا من التكتل. ويمثل ذلك آخر عقبة للمملكة المتحدة وباقي الاتحاد الأوروبي، وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية أن موقف إسبانيا لم يتغير. وكان سانشيز قد قال إن الخلاف بشأن جبل طارق قد يؤدي إلى إفساد قمة الاتحاد الأوروبي الخاصة حول خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي. وأشار سانشيز خلال زيارة إلى العاصمة الكوبية هافانا أمس إلى أنه "إذا لم يكن هناك اتفاق بشأن جبل طارق، فمن الواضح أن الجلسة لن تعقد على الأرجح". وكرر أنه سيصوت ضد مسودة اتفاق بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي إذا لم يتم إجراء أي تغييرات لتعكس المفاوضات حول الخلاف بشأن جبل طارق. وأضاف سانشيز، أنه إذا لم تتم مراجعة المادة 184 من مسودة الاتفاقية في القمة الخاصة، فإنه سيصوت بـ"لا" على إقرار صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. من جهته، أعرب جان أسيلبورن وزير خارجية لوكسمبورج، عن توقعه بألا يكون الفشل مصير القمة الطارئة للاتحاد الأوروبي. وقال أسيلبورن في تصريحات لإذاعة ألمانيا أمس: "أعتقد أن هناك مخرجا.. على الأرجح سيجري العمل على إصدار بيان تفسيري من المجلس الأوروبي"، ليتم على أساسه التفاوض حول قضايا جبل طارق بين مدريد ولندن. ويقع جبل طارق على الساحل الجنوبي لإسبانيا، وكان إقليما تابعا لبريطانيا منذ عام 1713، وطالبت إسبانيا مرارا بالسيادة عليه. وقال أسيلبورن: "يخشى الإسبان من تمديد المرحلة الانتقالية لجبل طارق لما بعد 2020". وأشار وزير خارجية لوكسمبورج إلى أنه ليس هناك فائز من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، مضيفا أن الدول المتبقية في الاتحاد تريد مساعدة تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية على نحو غير مباشر في الحصول على موافقة البرلمان البريطاني على مشروع اتفاقية الخروج. وذكر أسيلبورن أنه في مطلع كانون الأول (ديسمبر) المقبل سيكون هناك تصويت مبدئي على الاتفاقية، وإذا صارت الأمور على ما يرام، سيتعين على البرلمان البريطاني صياغة الاتفاقية في هيئة قانون بحلول 29 آذار (مارس) المقبل. وأوضح أنه إذا لم ينجح الأمر، فإن كل شيء سيتداعى"، لافتا إلى أن من المحتمل أن تخفق عملية التصويت في البرلمان البريطاني، حيث تحتاج ماي إلى أصوات كثيرة من المعارضة، وقال أسيلبورن: "الحصول على هذه الأصوات غير ممكن من الناحية العملية، لكن لا ينبغي التقليل من قدرات تيريزا ماي، فقد أظهرت قدرتها على الصمود". ومن المقرر أن يقر زعماء دول الاتحاد الأوروبي الـ27 المتبقية اتفاق الانسحاب الذي توصلت إليه بروكسل ولندن الأسبوع الماضي في قمة اليوم. ومن المتوقع أيضا أن يصدر عن هذا الاجتماع إعلان سياسي يحدد العلاقة المستقبلية بين بريطانيا والتكتل. وتقول إسبانيا إن مسودة اتفاق الخروج الحالية لا توضح أن المفاوضات المستقبلية حول العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي ستتم بشكل منفصل عن تلك الخاصة بجبل طارق. وتريد مدريد أن ينص الاتفاق بشكل واضح على إجراء مفاوضات مباشرة بين إسبانيا وبريطانيا. وطالب لويس ماركو أجيريانو وزير الدولة الإسباني للشؤون الأوروبية، لندن بتعهّد "خطي" في ملف جبل طارق قبل القمة الأوروبية. وأفادت مصادر عدة بأن إسبانيا لا تملك قدرة على تعطيل اتفاق "بريكست"، وقال جان كلود بيريس المدير السابق للدوائر القانونية في المجلس الأوروبي، إن "المقرر رسمياً هو موافقة بغالبية مؤهلة" من الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي. وسواء وافق الإسبان أم لا، فهذا لن يغيّر شيئاً على المستوى القانوني". وذكر مصدر أوروبي "أنها مسألة سياسية، وليست قانونية: ستكون مشكلة حقيقية بالنسبة للدول الـ27 ألا تنضمّ دولة كبيرة مثل إسبانيا إلى المصادقة على اتفاق الانفصال". كما تم "التوصل إلى حل" لمسألة كانت لا تزال عالقة في الأيام الأخيرة، وهي حقوق الأوروبيين بالصيد في المياه الإقليمية البريطانية، وفق ما أكد مصدر دبلوماسي آخر بعد اجتماع رفيع المستوى لممثلي القادة الأوروبيين في بروكسل. وأوضح دبلوماسي أنه يُفترض أن تكون مسألة الصيد التي لم تُحلّ في معاهدة الانسحاب، موضوع نصّ منفصل في بيان قمة بروكسل، وأضاف مصدر ثالث أن "الأمور تتقدم، نرى نورا في نهاية النفق". ولا تهدف زيارة ماي لبروكسل إلى إجراء مفاوضات نهائية حول النصوص التي أنهيت صياغتها بعد 17 شهراً من المفاوضات المتوترة. فقد أوضح مصدر دبلوماسي "أنها زيارة لتثبيت الرسائل السياسية التي ستصدر بشكل علني" مؤكداً أنها "لم تعد مسألة تفاوض بشأن أي شيء" مع ماي. وتواجه ماي انتقادات في صلب معسكرها فالبعض يتهمها بأنها قدمت تنازلات كثيرة للاتحاد الأوروبي.

مشاركة :