اعتقلت الشرطة الباكستانية عشرات المحتجين خلال حملة على أتباع رجل دين متشدد قاد احتجاجات على قوانين التجديف وأدى اعتقاله إلى صدامات عنيفة مع الشرطة. واعتُقل الشيخ خادم حسين رضوي، زعيم «حركة لبيك باكستان»، عشية تظاهرة كانت مقرّرة في إسلام آباد أمس. وكتب وزير الإعلام فؤاد تشودري على «تويتر» أن «الشرطة وضعت خادم حسين رضوي قيد حبس احترازي ونقلته إلى دار للضيافة»، بعدما رفض سحب دعوته إلى تنظيم مزيد من الاحتجاجات اليوم. واستدرك تشودري أن هذه الخطوة ليست مرتبطة بقضية آسيا بيبي، وهي امرأة مسيحية كانت تنتظر تنفيذ حكم بإعدامها منذ 8 سنوات، لإدانتها بالتجديف، لكن المحكمة العليا برّأتها الشهر الماضي وأطلقتها. وأضاف: «الهدف حماية الحياة العامة والأملاك الخاصة والنظام، ولا علاقة له بآسيا بيبي. على القانون أن يأخذ مجراه». وجُرح 5 أشخاص، خلال صدامات ليل الجمعة- السبت بين أتباع رضوي والشرطة في مدينة لاهور شرق باكستان بعد اعتقاله، علماً أنه حضّ أنصاره على التظاهر إذا أوقفته السلطات. وقال ناطق باسم مكتب رئيس وزراء البنجاب إن السلطات اعتقلت أيضاً أفضل قدري، الرجل الثاني في «حركة لبيك باكستان». وأضاف أنه «أُدخل مستشفى سجن، وتُنفّذ حملة في البنجاب ضد ناشطي الحركة». وكان قدري دعا في تسجيل مصوّر بُثّ الجمعة، إلى احتجاجات أخرى، مشيراً الى أن الشرطة اعتقلت عشرات من أعضاء الحركة في مدينة كراتشي وأجزاء من إقليم البنجاب الأوسط، بما فيها لاهور. وأفادت وكالة «رويترز» باعتقال 10 آخرين من قياديَي الحركة. وأوقفت باكستان قياديين إسلاميين سابقاً، لكنها لم تنجح في إبقائهم محتجزين. وأغلق أعضاء «حركة لبيك» مدناً كبرى، خلال احتجاجات الشهر الجاري بعد تبرئة آسيا بيبي من تهمة التجديف. وطالب المتظاهرون بإعدام المتهمة، وأثاروا شللاً في أجزاء كبرى من باكستان. وتوصّلت الحكومة الى اتفاق مع المحتجين، يقضي بفرض حظر سفر على بيبي، في انتظار مراجعة نهائية لملفها. وهدّدت الحركة بالعودة إلى الشارع، إذا سمحت السلطات لها بالسفر. على صعيد آخر، افادت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم «داعش» بأنه أعلن مسؤوليته عن تفجير انتحاري نُفذ الجمعة في سوق شمال غربي باكستان. وأشارت إلى «مقتل 57 شيعياً بهجوم استشهادي بسترة ناسفة في منطقة أوراكزاي جنوب غربي إقليم خيبر بختون خوا شمال باكستان».
مشاركة :