عقدت في الجامعة الكاثوليكية في ميلانو أخيراً، ندوة بعنوان «دور المؤسسات الثقافية في دعم اللغة العربية»، نظمها معهد دراسات اللغة العربية في الجامعة وشارك فيها عضو مجلس إدارة جائزة الشيخ زايد مدير المكتبة الوطنية في أبوظبي ماجد آل علي، وأستاذ الأدب العربي في الجامعة الدكتور وائل فاروق، ورئيس المجلس الأوروبي للسياسات اللغوية الدكتورة ماريا تريزا زانولا. واستهلت الندوة بكلمة للقنصل العام للإمارات العربية المتحدة في ميلانو عبد الله الشامسي، رحب فيها بالحضور من أساتذة وطلاب ومهتمين بالشأن العربي، وبينهم القنصل العام لمصر إيهاب أبو صير. ورحب مدير الجامعة الدكتور ماريو جاتي، بالضيوف وبمشروع «كلمة» الذي أهدى حوالى ألف كتاب لمكتبة الجامعة دعماً لدورها في نشر الأدب العربي. ويتولى معهد الدراسات العربية في الجامعة الكاثوليكية؛ الذي تأسس قبل نحو عشر سنوات؛ ترجمة الأعمال الأدبية وعقد الندوات الفكرية إلى جانب نشاطه في البحث العلمي؛ حيث هناك عشرات من رسائل الماجستير والدكتوراه التي يشرف عليها أساتذته، كما وصل عدد طلابه إلى أكثر من 700 طالب، ما يجعل جامعة ميلانو - على الأقل من الناحية العددية - الجامعة الثالثة على مستوى إيطاليا لجهة الاهتمام باللغة العربية وآدابها. وتوجه جاتي بالشكر إلى الدكتور وائل فاروق على ما أثمرته جهوده من نجاح على المستوى الأكاديمي وعلى مستوى العمل العام. وأكد أن الجامعة لا تنظر إلى معهدها كمؤسسة تعليمية وإنما كجسر للتواصل مع الآخر، وقال: «مع شركائنا في البحر المتوسط، وشركائنا في كل ما ازدهر في حوضه من حضارات». وأوضح أن الجامعة توجه جزءاً معتبراً من مواردها لدعم الثقافة العربية، وضرب مثالاً على ذلك باحتفالها بالثقافة العربية في شهر آذار (مارس) من كل عام، وهو الحدث الثقافي الأكبر المتعلق باللغة العربية في القارة الأوروبية. وثمَّن عبد الله آل علي؛ جهود الجامعة الكاثوليكية، وأعرب عن سعادته بالمشاركة في اللقاء، وقال: «إنه لمن دواعي سرورنا أن نجتمع اليوم لنحتفل باهداء نسخة كاملة من ترجمات مشروع كلمة» في دائرة الثقافة والسياحية- أبوظبي إلى الجامعة الكاثوليكية في ميلانو، والتي تأتي في إطار سعي الدائرة لتحقيق رؤية أبوظبي والامارات العربية المتحدة في مد جسور التواصل مع الشعوب كافة وردم الهوة الفاصلة بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى». وأضاف: «ليس هناك أجمل من أن نساهم في نشر الثقافة والمعرفة، ونعتز اليوم باستعراض جهودنا في إحياء حركة الترجمة، بعد ترجمة قرابة الـ 1000 كتاب في مجالات متنوعة عبر مسيرة بدأناها قبل إحدى عشر عاماً، وتأتي هذه المبادرة انطلاقاً من إيماننا العميق بأهمية تطور الفكر الإنساني، وخلق أجيال واعية تقود مجتمعاتها إلى الرقي والتطور، مستلهمين خطانا من حضارتنا العربية وثراثنا العريق». من ناحيته؛ قال عبدالله الشامسي إنه يتمنى أن تكون هذه الفعالية بمثابة افتتاحية لموسم من أعمال الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإيطالية والعكس حتى تظل أبواب التواصل الحضاري مفتوحة بين الثقافتين.
مشاركة :