أكدت الدكتورة دينا صفوان اختصاصي طب العيون وعضو لجنة مكافحة العمى بمؤسسة حمد الطبية، أن أكثر أمراض العيون انتشاراً في قطر هي اعتلال الشبكية السكري، التي تمثل 25 بالمائة من إجمالي الحالات التي تستقبلها أقسام العيون بمؤسسة حمد الطبية لتتخطى بذلك المعدلات العالمية. ويعد هذا المرض أحد مضاعفات الإصابة بداء السكري الذي يحدث تلفاً بالأوعية الدموية في شبكية العين نتيجة عدم التحكم في مستوى السكر بالدم حيث يؤدي ذلك إلى اضطراب في الأوعية الدموية التي تغذي الشبكية، ويظهر هذا الاضطراب على هيئة تسرب لمكونات الدم مثل السوائل والبروتينات والدهون وقد تظهر أيضاً أوعية دموية غير سليمة تؤدي بدورها لحدوث نزف متكرر بالعين أو شد وانفصال بالشبكية. كما تعد المياه البيضاء من أكثر أمراض العيون انتشاراً في قطر وتصيب عادةً ذوي الأعمار الكبيرة (60 عاماً فما فوق)، وفيها يشكو المصاب من تحسسه للإنارة المبهرة والقوية مع ضعف في النظر ليلاً مما يؤثر بشكل كبير على معدل الرؤية، وقد يصيب عيناً واحدةً أو كلا العينين، وغالباً يتم علاج هذا المرض عن طريق إجراء عملية جراحية بسيطة لإزالة المياه البيضاء وزراعة عدسة ويخرج المريض من المستشفى في نفس اليوم، ويقدر عدد العمليات التي تم إجراؤها لإزالة المياه البيضاء خلال عام 2017 بحوالي 1500 عملية جراحية. وتأتي بعد ذلك أمراض ارتفاع ضغط العين حيث تصل نسبة المرضى المترددين على عيادات قسم العيون إلى حوالي 10 بالمائة من إجمالي الحالات، وأغلب هذه الحالات يتم علاجها عن طريق القطرات، ولكن قد تحتاج بعض الحالات إجراء عمليات جراحية بالعين، ويتم إجراء تلك العمليات بمختلف أنواعها بجودة عالية وباستخدام أحدث الأجهزة الطبية، ويقدر عدد عمليات ضغط العين التي تم إجراؤها خلال عام 2017 بحوالي 54 عملية. وأضافت الدكتورة دينا أن لجنة مكافحة العمى تقوم بالتنسيق مع وزارة التعليم والتعليم العالي ، بإقامة ورش عمل ومحاضرات تثقيفية بمختلف المدارس بالدولة لتوعية الطلاب وطاقم التدريس والإداريين بكيفية الحفاظ على صحة العيون والانتباه عند ملاحظة أي مؤشرات تدل على ضعف البصر عند الطلاب، وتدريبهم على كيفية التعامل مع إصابات العيون، والقيام بفحوصات مجانية للطلاب واكتشاف الأخطاء الانكسارية للاطمئنان على صحة عيونهم واكتشاف أي إصابة مبكرة وتوجيههم لتلقي الرعاية الصحية اللازمة بمرافق مؤسسة حمد الطبية. وتطبق مؤسسة حمد الطبية برنامج الفحص المبكر للنظر للأطفال حديثي الولادة للكشف المبكر عن أي مشاكل واضطرابات بالبصر وعلاجها، كما يتم متابعة فحوصات البصر عند سن الستة أشهر، ليعاد الفحص عند عمر الثلاث سنوات ومرحلة ما قبل المدرسة. ومن جانبه ، أكد الدكتور فيصل سعود نقادان استشاري العيون بمؤسسة حمد الطبية ، أهمية الفحص الدوري للعيون حيث إن 80 بالمائة من الإعاقات البصرية وخاصة مشاكل ضعف البصر يمكن تجنبها إذا تم الكشف عنها وتشخيصها في وقت مبكر.. مشددا على عدم التهاون في إجراء الفحص الدوري وبصورة منتظمة للعيون خاصةً بالنسبة للأفراد الأكثر عرضة للإصابة بأمراض العيون مثل مرضى السكري، وفي حالة وجود أمراض وراثية مرتبطة بالعين في العائلة، وكذلك أطفال المدارس، حيث تزيد بينهم نسبة الأخطاء الانكسارية المتعلقة بضعف وقصر وطول النظر. ونصح الدكتور نقادان، أولياء الأمور بالحفاظ على صحة عيون أطفالهم واتخاذ الحيطة والحذر عند استخدامهم للشاشات الإلكترونية تجنباً لإصابتهم بضعف وقصور النظر، وذلك من خلال تقنين الوقت المخصص لاستخدامها على ألا يزيد عن ساعتين يومياً للطفل فوق عمر العامين وأن يكون الاستخدام في حضور الأهل، وتجنب استخدام تلك الشاشات للأطفال دون عمر العامين، والابتعاد عنها أيضاً قبل النوم ووقت اللعب والمذاكرة.  كما نصح الدكتور فيصل سعود نقادان استشاري العيون بمؤسسة حمد الطبية، الجمهور مع بدء موسم التخييم باتخاذ الاحتياطات اللازمة عند اشعال النيران، وعدم الاقتراب منها، وتجنب اشعالها بالأماكن المغلقة تجنباً لحدوث إصابات بالعين مثل الحساسية والاحمرار مما يتسبب في حكة بالعين وقد يؤدي الأمر لحدوث إصابات بالغة بها، ويجب التوجه إلى الطبيب على الفور في حالة حدوث أي إصابة.;