طالب العشرات من مالكي البيوت المدمرة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» بدفع بدل ايجار منازلهم، في وقت أغلق مستوطنون يهود، على الجانب الآخر من الحدود، الشارع الرئيس المؤدي الى معبر كرم أبو سالم في وجه شاحنات البضائع المتجهة الى قطاع غزة لزيادة الضغط على الفلسطينيين. واتهم مالكو المنازل، التي دمرتها إسرائيل خلال عدوانها على القطاع عام 2014 «أونروا» خلال وقفة احتجاجية أمام مقرها في مدينة غزة أمس، المنظمة الدولية بالضغط عليهم لاخضاعهم لسياسة الأمر الواقع. واعتبر المشاركون في الوقفة الاحتجاجية الثانية خلال الشهر الجاري أن تبريرات «أونروا» وقف صرف بدل الإيجار لحوالى 1612 أسرة واهية وغير حقيقية، وطالبوها الإيفاء بالتزاماتها وسداد بدل الإيجار لهم، في ظل عدم إعادة إعمار بيوتهم المدمّرة منذ أربع سنوات. وكان مدير عمليات «أونروا» في قطاع غزة ماتياس شمالِه أعلن أن الوكالة أوقفت صرف بدل إيجار للمتضررين بسبب الأزمة المالية، التي تعاني منها. قام العشرات من سكان مستوطنات غلاف غزة، صباح أمس، بإغلاق الطرق المؤدية لمعبر كرم أبو سالم، لمنع وصول شاحنات البضائع الى قطاع غزة. في الأثناء أغلق حوالى 100 مستوطن يهودي من سكان المستوطنات الواقعة في محيط قطاع غزة الطريق الرئيسة، التي تسلها الشاحنات المحملة بالبضائع لصالح تجار غزيين. وتظاهر المستوطنون، ومعظمهم من الشبان صغار السن، على طريق تجمع «أشكول» الاستيطاني خلف السياج الفاصل شرق القطاع احتجاجاً على الأوضاع الأمنية واستمرار التظاهرات من قبل الفلسطينيين قرب الحدود. وقال موقع «كان» العبري إن العشرات من سكان غلاف غزة أغلقوا الطرق المؤدية الى معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد في القطاع، واعترضوا شاحنات البضائع المتجهة الى المعبر. وأضاف الموقع أن المتظاهرين طالبوا الحكومة الإسرائيلية بتحقيق الهدوء في الجنوب، وهتفوا: «دعونا نعيش بهدوء». وتشهد مستوطنات وشوارع غلاف غزة تظاهرات شبه يومية منذ أن توقفت آخر جولة من المواجهات بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وإسرائيل، عقب اعتداء قوات الاحتلال على القطاع قبل نحو أسبوعين. وجاءت هذه التظاهرات في ظل سريان اتفاق تثبيت وقف اطلاق النار الذي توصلت اليه الفصائل وإسرائيل برعاية مصرية بعد يومين من أعنف مواجهات عسكرية منذ انتهاء العدوان عام 2014. كما تأتي التظاهرات في وقت وصل وفد من حركة «فتح»، التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، الى العاصمة المصرية القاهرة، بعدما غادرها وفد حركة «حماس» أول من أمس، لاجراء مباحثات حول المصالحة الفلسطينية والتهدئة مع إسرائيل. الى ذلك، أعلنت «هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار» انطلاق المسير البحري الـ17 اليوم في أقصى شمال غربي القطاع في اطار الضغط على إسرائيل لارغامها على رفع الحصار المفروض منذ 12 عاما وإنهاء معاناة الفلسطينيين في القطاع. وقال عضو هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار عصام حماد خلال مؤتمر صحافي نظّمته الهيئة، بالتعاون مع «الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار» في ميناء غزة البحري أمس إن عشرات القوارب ستنطلق اليوم من شاطئ بلدة بيت لاهيا شمال القطاع يصاحبها جماهير حاشدة مؤازرة براً، في حراك يحمل عنوان «حقنا في بحرنا».
مشاركة :