المستهلك والتعلم من النظريات التسويقية؟ «1 من 2»

  • 11/26/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

في أعقاب الإصلاحات الاقتصادية التي قامت بها الصين، أصبحت النزعة الاستهلاكية ظاهرة جديدة على نطاق واسع. النزعة الاستهلاكية للسلع الغربية الفارهة؛ بسبب نقص السلع الصينية الفاخرة. كيف يمكن لشركتين من شركات الأزياء الفرنسية، أن تساعدا على تغيير هذا الاختلال في السوق.. لمصلحة الشركات الصينية؟ لقد أصبحت الصين ثاني أكبر سوق للسلع الفاخرة في العالم، لكنها لا تزال حتى الآن غير قادرة على أن تتباهى بعلاماتها التجارية رغم انفتاح الأسواق أمامها في العقود الثلاثة الماضية. تعد شركتا فويتون وهيرميز من الشركات العالمية العملاقة؛ حيث يقدر إجمالي مبيعاتها السنوية بـ3.35 مليون يورو، على التوالي عام 2010، وبنمو مستقر ومستدام، حتى في البيئة الاقتصادية الصعبة. فماذا يمكن للشركات الصينية التي ترغب في تأسيس علامة تجارية فاخرة أن تتعلم منهما؟ عندما ننظر إلى تطور شركتي لويس فويتون وهيرميز، فإننا نجد قواسم مشتركة: الأول هو أن كلتا الشركتين بدأتا بتطوير وتصنيع المنتجات الكلاسيكية التي صمدت أمام تحديات الزمن، وقد ميزت هذه المنتجات نفسها من خلال ست سمات رئيسة، هي: الأسعار العالية، والجودة الممتازة، والتفرد والندرة، والقيمة الجمالية والعاطفية، والتاريخ والتراث الغني للعلامة التجارية، والرمزية المعنوية لامتلاك العلامة التجارية. وبعد ذلك قامت الشركتان بتأسيس نموذج تجاري موثوق، سرعان ما توسع وانتشر في الخارج. وقد أثبتت الأسواق الدولية أنها منصة عظيمة لتسليط الضوء على المهارة التصنيعية المتميزة، والمساعدة على تأسيس صورة راقية لعلامة تجارية دولية. وفي الوقت ذاته، فقد تميزت العلامتان التجاريتان تميزا واضحا من حيث الممارسات الإدارية، ويذكر أن شركة لويس فويتون هي جزء من مجموعة لويس فويتون مويت هينسي، وهي مجموعة متعددة العلامات التجارية، ومسجلة كشركة عامة، بينما ظلت شركة هيرميز علامة تجارية مستقلة تديرها شركة عائلية. تعد شركة لويس فويتون، من الناحية الاستراتيجية، تقدمية إلى حد ما. لقد توسعت الشركة الأم لهذه الشركة، واستمرت في بناء إمبراطورية متعددة العلامات التجارية من خلال الشراء والاستحواذ. لقد شيدت مجموعة لويس فويتون مويت هينسي أقوى محافظ العلامات التجارية في القطاع، التي بلغ عددها 60 علامة من أشهر العلامات التجارية، وذلك في أقسامها الخمسة وعملياتها الأخرى، وكانت "لويس فويتون" "نجمة النجوم" بالنسبة لها، وكانت رسالتها للأسواق والمستثمرين هي أن كل علامة من هذه العلامات قد تصبح "لويس فويتون" يوما من الأيام، ما يوفر إمكانات كبيرة للنمو المستقبلي، وإيجاد القيمة للمستثمرين المحتملين. إن استراتيجية "هيرميز" تميل لأن تكون استراتيجية محافظة؛ حيث تركز على تراث العلامة التجارية والحرفية الخالصة، من خلال بناء قيمة مع مرور الزمن، ومن خلال الجودة أيضا، فهي تفضل النمو الداخلي، حتى عندما لا تتمكن "هيرميز" من تلبية الطلب على حقائب كيلي الشهيرة، فإنها تفضل عدم التوسع في الإنتاج، وقد يكون هذا مستحيلا بالنسبة لشركة مسجلة.

مشاركة :