فوجئت الطفلة الألمانية يارا، 6 سنوات، في يومها الأول بمدرستها الابتدائية بولاية هيسن وسط البلاد، أن كل زملائها الجدد وعددهم 102 تلميذ وتلميذة، ممن يتواجدون في فصلها الدراسي أو الفصول الأخرى المجاورة، لا يتحدثون الألمانية، لأنهم وببساطة من أبناء المهاجرين. ونقلت صحيفة "بيلد" الألمانية واسعة الانتشار عن والد يارا، أنها شعرت بالصدمة منذ اللحظة الأولى لها بالصف الأول الابتدائي بالمدرسة، لعجزها عن التواصل مع أيّ من زملائها. وقال والد الطفلة، وهو مهندس زراعي يعيش وأسرته في منطقة ريفية، إنها تعاني بشدة، وأصبحت تشعر بالوحدة، ناهيك بصدمتها من عنف بعض زملائهم، نظرًا لانحدارهم من أماكن صراعات وحروب أهلية. وقالت الطفلة للصحيفة: "أحب المدرسة، لكني لا أستطيع التفاعل فيها، أفتقد بشدة اللعب مع زملائي.. لا أفهمهم ولا يفهمونني". وقال مسؤول بالمدرسة، إن جميع التلاميذ يخضعون لبرنامج لغوي عاجل، في حين تم تأجيل المناهج الأساسية لصفوف أخرى إلى حين إتقانهم الألمانية. وبشأن مشكلة يارا، أشار المسؤول إلى أنه لا يستطيع مساعدتها، وإذا أراد والداها نقلها إلى مدرسة أخرى فلن يمانع. وبدت يارا مجبرة على المدرسة، نظرًا لقربها من منزلها، في حين تبعد أقرب مدرسة أخرى لمسافة لا تقل عن 60 كيلومترًا. مأساة يارا الكبرى، أن بعض زملائها يعاملونها بعنف شديد لفشلهم في فهم كلامها.
مشاركة :