تحل علينا مناسبة اليوم العالمي لمواجهة العنف ضد المرأة، الذي يوافق الخامس والعشرون من نوفمبر الجاري، وقد تمتعت المرأة الفرعونية في مصر القديمة بقيمة كبرى ومكانة عالية، حيث أرادت “نبض العرب ” أن تلقى الضوء عن كيف كانت حياة المرأة في مصر الفرعونية، فيقول مجدي شاكر الباحث الاثري ، أن الملفت للنظر في الحضارة المصرية القديمة , أنها أعلت من شأن المرأة ولم تهمشها. وتابع الأثري، أن مكانة المرأة الفرعونية في مصر القديمة لم تهمل, حيث اعتلت المرأة أرفع المناصب في الدولة , بدءً من ملكة , وقاضية , وقائدة جيوش , وكاهنة في المعابد , ومنشده، ويضيف أن المرأة لم ينظر إليها كعوره، بل حصلت على العديد من الألقاب من خلال الوظائف التي تقلدتها، وقد ذكر على سبيل المثال لا الحصر “مقيمة الشعائر، الرئيسة، طاهرة اليدين، رفيقة الحياة، سيدة القصر، الصورة الرائعة للمعبود، عالية الريشتين، الجميلة بالريشتين. وشرح الأثري، أن المرأة الفرعونية في مصر القديمة وصل تقديرها لمرحلة القداسة حتى أصبحت معبودة واستطرد، فهي نوت معبودة السماء وأيزيس رمز الأمومة وحتحور رمز الحنان والعطف بل عندما أرادت إن تختار للعدالة رمزا جعلته رمز امرأة وهى ماعت ورمزت لها بالريشة وجعلتها ملكة فإذا كانت اليمن تفخر بالملكة بلقيس وسوريا بزانوبيا والعراق بسمراميس فأن حضارتنا بها ستة ملكات حكمن بطريقة مباشرة أشهرهن نيت أيقرت وأحمس نفرتارى وحتشبسوت. لقد ساهمت المرأة الفرعونية في مصر القديمة في الحكم ونذكر الملكات، تى وتويا ونفرتيتى ونفرتارى و اللواتي قد شغلن وظائف هامة فهي قائدة الجيش والطبيبة والكاهنة وكبيرة الكهنة وزوجة الإله والمشرفة على ملابس وحفلات القصر وفى الأقصر نجد وادي الملوك ووادي الملكات لا تفرقة لا في الحياة ولا في الموت. كيف تعرضت المرأة الفرعونية في مصر القديمة للتحرش؟ من ناحية أخرى يقول كبير الأثريين حول مكانة المرأة الفرعونية في مصر القديمة، أن المرأة المصرية العادية في حياتنا المعاصرة بجانب تربية الأولاد ونظافة المنزل تسهم مع الرجل في أعمال الحقل من حصاد وتذرية للحبوب مع الرجل وهى التي تصنع الملابس من الكتان والخبز، إلى جانب ارتدائها لأجمل الثياب وتضع الشعر المستعار وأدوات التجميل وكانت حرة في ملابسها كانت ترتدي ملابس طويلة حابكة تظهر مفاتنها ورغم ذلك لم تسجل حالة تحرش واحدة إلا في عهد رمسيس الثالث، ولم تسجل حالة عنف ضد المرأة. ويقول شاكر أن المرأة الفرعونية في مصر القديمة، هي الزوجة المصرية الفرعونية التي كانت تُصوَّر على مقابر زوجها “في الأسرتين الثالثة والرابعة ” بحجم زوجها أحيانًا ، مما يدل على التماثل في الشرف والمكانة، ومساواتها للـزوج في الحقوق والواجبات على نحوٍ لم يعرف إلا في أوائل القرن العشرين ؛ وهذا لم يمنع الرجـل من أن يكون قـــوّاماً على المرأة في حدود ما يحفظ حقها ويصون كرامتها ومنذ الأسرة السادسة وحتى نهـاية الأسرة الثانية عشرة نرى الزوجة ممثلةً بحجم صغير جداً دون حجم الزوج ، وكثيرًا ما كانت تُمثَّل راكعة عند أقدام زوجها كما هو مُمثَّل على النصف الجنوبي. من ناحية أخرى ذكر كبير الأثريين، أن هناك العديد من الأشخاص حاولوا تفسير صغر حجم الزوجة وركـوعها في بعض المناظر بأنها تقدم لزوجها فروض الطاعة، أو لأن مركزها أدنى من مركز ابنها البكر، مؤكدا أن هذه الصورة ما هي إلا أن تلك المناظر تعبر عن حـب زوجي، وتعكس خوفًا من أن يُضـلل الحجمُ الكبير لصورة الزوجة روحَ المتوفى في التعرف على صورة صاحب المقبرة والحلول فيها إذا تطلّب الأمر في حالة فناء المومياء. أشار شاكر خلال حديثة الي أن المرأة الفرعونية في مصر القديمة، هي الزوجة التي تُظهر صغـيرة بالنسبة لزوجها في كل أوضاعها، ولكن أحيانًا تراها في حجم الزوج ، وأحيانا ممثلة له في المناظر الخاصة، أما في معظم المواقف الرسمية فإن صورة الزوجة تبدو صغيرة إلى جانب صورة زوجها، ولم نلاحظ إلا أمثلة قليلة رُسِمت فيها بحجم زوجها، وقد ظهرت المرأة في نقوش المقابر بلون فاتح ضارب إلى الصفرة بينما صُوِّر الرجل بلون ضارب إلى السُّمرة. وإذا ما رافقت الزوجة زوجها في نُزهاته، فإنها تُرسم في هذه المناسبات بحجم أصغر من حجمه.
مشاركة :