استطاعت فنانة سعودية جذب أنظار زوار متحف اللوفر في أبوظبي لها من خلال تقديمها لعمل فني نادر من نوعه، له غرابة وبساطة، في نفس الوقت، ويعبر عن فكرة ذات أبعاد عميقة، استعملت فيها "قدور وأواني الطهي" القديمة بطريقة مبدعة. وفسرت الفنانة السعودية مها الملوح رؤيتها عن الفن، بأنه يوجد للفن أكثر من وجه، فهو ليس حقيقة ثابتة لا تقبل التأويل، وإنما مسارات لها أبعاد وعمق، والكل يفسرها كما يشاء، ومن هذا المنطلق اتجهت نحو صياغته بما تستخدم من مفردات. وأشارت مها، بحسب صحف محلية، إلى أن فكرتها جاءت من حنينها للأدوات القديمة كرمز لأسلوب حياة يومية في السعودية، إذ استخدمت مفردات الحياة في العقود الماضية وأعادت تدويرها، ليس بمعنى إعادة تشكيل بالضرورة، وإنما قد تستخدمها بذات هيئتها مع ترجمة جديدة تحاول أن تبرز من خلالها قضايا المجتمع. وقد ركّزت الفنانة السعودية على استخدام الأجسام والأشياء في عملها، كوسيلة لتصوير هذه التغييرات وما نتج عنها من مواجهة بين الحداثة والتراث الثقافي، وتخطّت استعمال محيط منزلها لتصل إلى البيئة السعودية الواسعة، فالأغراض التي تستخدمها لم تعد حاجيات شخصية صغيرة فحسب، بل يمكن وصفها بأنها أشياء تاريخية تمثّل الهوّية الجماعية للمجتمع. وأبانت مها، أنها استخدمت في متحف اللوفر قدوراً وصحوناً للطبخ "مستعمله"، عددها 16، مصنوعة من "الألومونيوم" بمختلف الأحجام، تتماثل في كونها مدورة، تم تعليقها أعلى حائط ناصع البياض، كأسلوب التركيب والإنشاءات والتنصيب، كأحد تيارات الفن المعاصر، وكصناعة فنية لتقديم تراث قديم برؤية حديثة. الجدير بالذكر أن الفنانة مها الملوح شاركت في معارض عالميّة كبيرة، كان آخرها معرض بينالي فينيسيا في إيطاليا، ومعرض جميل في دبي، وغيرها من الملتقيات العالمية، وباعت العديد من أعمالها لعدّة متاحف عالمية هامة، مثل المتحف البريطاني ومتحف التيت مودرن في لندن، ومركز جورج بومبيدو في باريس.
مشاركة :