تسوية ودية وراء إطلاق الإمارات سراح الجاسوس البريطاني

  • 11/26/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أصدرت الإمارات عفوا، اليوم الاثنين، عن الأكاديمي البريطاني المحكوم عليه بالسجن المؤبد بتهمة التجسس وذلك بعد دقائق من بث تسجيل فيديو يعترف فيه بأنه عضو في المخابرات البريطانية (إم.آي6).ووترت القضية العلاقات بين الإمارات وبريطانيا الحليفين القديمين ودفعت لندن لإصدار رد دبلوماسي قوي بعد صدور الحكم الأسبوع الماضي، مع التحذير من أنه قد يضر بالعلاقات.ووفقا لبيان نشرته وكالة أنباء الإمارات أصدر رئيس الإمارات العفو عن ماثيو هيدجز بأثر فوري ضمن عفو عام شمل أكثر من 700 سجين بمناسبة العيد الوطني للبلاد.وقال البيان "سوف يسمح له بمغادرة الدولة فور اكتمال الإجراءات الرسمية". ويحضر هيدجز (31 عاما) رسالة الدكتوراه في جامعة درم البريطانية وهو محتجز في الإمارات منذ أكثر من ستة أشهر.وفي وقت لاحق قال مسؤول إماراتي إنه تم إطلاق سراح هيدجز.ورحب وزير الخارجية البريطاني بالقرار ووصفه بأنه "أنباء رائعة".وأضاف "رغم أننا لا نتفق مع الاتهامات فإننا ممتنون للإمارات لحل القضية بسرعة".وأضاف أنها "لحظة حلوة لا تخلو من مرارة" في نفس الوقت لأنه يفكر في أبرياء ما زالوا محتجزين في إيران.ومضى قائلا "لن تتحقق العدالة حتى يعودون هم أيضا إلى الوطن سالمين".وقالت دانييلا تيجادا زوجة هيدجز إن أسرته "مبتهجة" بعد سماع الأنباء.ألمحت الإمارات يوم الجمعة بأنها تعمل على التوصل "لتسوية ودية" للقضية بعد أن وصفت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي الحكم بسجن هيدجز الأسبوع الماضي بأنه مخيب للآمال بشدة.وهيدجز محتجز منذ الخامس من مايو أيار عندما ألقي القبض عليه في مطار دبي الدولي بعد زيارة دراسية استغرقت أسبوعين.وذكرت تيجادا أنه ظل في الحبس الانفرادي لأكثر من خمسة أشهر وأن الأدلة ضده ضمت ملاحظات من بحث أطروحته للدكتوراه.وأضافت أن جلسة المحكمة الأسبوع الماضي استمرت أقل من خمسة دقائق.ورفض سفير الإمارات في لندن هذه الرواية وقال إن القضية "خطيرة للغاية وأنه لم تكن "هناك محكمة صورية لمدة خمس دقائق".وقبل دقائق من إعلان العفو عرض متحدث باسم الحكومة على الصحفيين تسجيل فيديو يعترف فيه هيدجز بأنه عضو في المخابرات البريطانية (إم.آي6) وكان يجمع معلومات عن الأنظمة العسكرية التي تشتريها الإمارات.وخلال تسجيل الفيديو الذي لم يكن مسموعا بعض الأحيان، وظهر مصحوبا بترجمة على الشاشة لم يتسن التحقق منها بشكل مستقل، قال هيدجز فيما يبدو أنه كان يتقرب من مصادره بصفته طالب دكتوراه.وقال المتحدث جابر اللمكي "قد أثبتت الأدلة التي عُرضت على المحكمة من قبل النيابة العامة التهم المسندة للسيد هيدجز والتي أكدها كذلك اعترافه الصريح بقيامه بالتخابر لصالح دولة أجنبية، الأمر الذي لا يقبل الجدل بإدانة السيد هيدجز".وأضاف أن هيدجز كان يهدف إلى "جمع وتحليل المعلومات عن متخذي القرار بالدولة بما فيهم أفراد من الأسر الحاكمة" وبيانات اقتصادية تتعلق بشركات استراتيجية.وقال اللمكي "نظرا لشبكة العلاقات الكبيرة التي أسسها المدان نتيجة عمله السابق" مع مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري ومقرها دبي "تم تعيينه من قبل أحد أجهزة الاستخبارات، وذلك لمعرفة هذا الجهاز بالعلاقات التي يملكها هيدجز مع الأوساط العسكرية والأمنية في الإمارات... وتم اسناد مهمة العودة إلى الإمارات تحت غطاء باحث أكاديمي".ووصفته أسرته وزملاؤه بأنه باحث موهوب أوقعته الظروف في متاعب مع الأمن ونظام العدالة في الإمارات. وأضافوا أن أطروحته ركزت على الهياكل الأمنية والقبلية وتوطيد السلطة السياسية في أبوظبي وهي موضوعات ذات حساسية في الإمارات.وبعد العفو شكرت أسرة هيدجز السلطات البريطانية وآخرين ساهموا في حث السلطات الإماراتية على الإفراج عنه. وقالت زوجته تيجادا "العفو الرئاسي عن مات هو أسعد خبر يمكن أن نسمعه. انتهى أخيرا كابوسنا الذي استمر أكثر من ستة أشهر".

مشاركة :