المملكة العربية السعودية تزداد قوة ومنعة يوماً بعد يوم، قام الملك عبدالله يرحمه الله بأعمال كثيرة زادتها قوة وثباتاً، تقدمت المملكة في عهده لتصبح واحدة من الدول العشرين الأغنى في العالم، وأصبحت الدولة الأولى في العالم في عدد المبتعثين على حساب الدولة مقارنة بعدد سكانها، أحال العجز إلى فائض وحرص على تنمية جميع مناطق المملكة، يقول أحد الشباب من منطقة جازان العزيزة: كنا نسافر إلى الرياض وجدة والدمام وأبها بحثاً عن الدراسة والعمل، كان يوم الجمعة يوم رحيل الطلبة إلى تلك المناطق، اليوم صار الكثير من أبناء الوطن يأتون إلى جيزان للعمل ومواصلة الدراسة. عمّ الحزن جميع مواقع التواصل الاجتماعي بصورة لم نعهدها من قبل، وضجت تلك المواقع بالعزاء والدعاء لخادم الحرمين الملك عبدالله يرحمه الله، ولم يخفف من هذا الحزن إلا سرعة انتقال الأمانة إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز بسلاسة وشمول، لتعم الفرحة والتفاؤل تلك المواقع، حيث أصبح الملك سلمان صاحب الحكمة والرؤية والتجربة هو القائد، ذلك الرجل الذي فرض احترامه على الجميع بدءاً بأبناء الأسرة المالكة التي تكن له كل ودّ وتقدير واحترام، يسانده أخوه مقرن بن عبدالعزيز ذلك الطيار المقاتل الذي تخرج في أرقى الكليات العسكرية في العالم وحصل على الكثير من التأهيل والممارسة في القوات الجوية التي تعد من القوات المتميزة على مستوى العالم، رجل عرف بانضباطه وحبه للناس وخدمتهم، وكانت المفاجأة السارة تعيين ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف ذلك الشاب الذي أخذ على عاتقه ملف الأمن ومحاربة الإرهاب. هذا الفريق الرائع جاء في وقت أحوج ما تكون إليه المملكة والمنطقة، فالمملكة تعيش في منطقة مضطربة ومحاطة بدول تعيش حروباً أهلية وقلاقل تؤثر على كل المنطقة وبحاجة إلى الدعم والمساعدة، وفي الداخل تحديات كثيرة من أهمها مواصلة البناء ومحاربة البطالة والفقر رغم نزول أسعار البترول بأكثر من 60%. المملكة بما حباها الله من قوة روحية واقتصادية وجغرافية هي المهيأة من بين الدول العربية والإسلامية لتأخذ زمام المبادرة للتغيير نحو الأحسن، وترسيخ مبدأ العدل والتسامح ومحاربة الفساد وحل الكثير من التحديات ومن أهمها الإرهاب بكل أشكاله وألوانه وبناء جبهة داخلية تستعصي على الاختراق لقد كانت ردود دول العالم وقادته يوم وفاة الملك عبدالله يرحمه الله استفتاء على مكانته في القلوب، ومكانة المملكة على مستوى دول العالم فقد نكست الأعلام في معظم الدول ومنها الدول المتقدمة وأعلن الحداد في أكثر من بلد عربي وأجنبي وتوافد القادة إلى الرياض للتعزية رغم كل جداولهم والتزاماتهم المسبقة، وهذا يدفعنا إلى المزيد من العمل لترسيخ مكانة المملكة على مستوى العالم، فالمملكة بما حباها الله من قوة روحية واقتصادية وجغرافية هي المهيأة من بين الدول العربية والإسلامية لتأخذ زمام المبادرة للتغيير نحو الأحسن، وترسيخ مبدأ العدل والتسامح ومحاربة الفساد وحل الكثير من التحديات ومن أهمها الإرهاب بكل أشكاله وألوانه وبناء جبهة داخلية تستعصي على الاختراق ومن تلك الخطوات ما يلي: أولاً: التغيير والإصلاح هو سنة الحياة، كانت وتيرة التغيير في العالم تأخذ مئات السنين إلى أن جاءت الثورة العلمية وما تحمله من تقنيات جعلت العالم قرية كونية تتغير بخطى متسارعة لم تشهدها البشرية من قبل، لقد طال التغيير كل مناحي الحياة من اقتصاد واجتماع ونظام سياسي. ومن أهم المرافق التي طالها التغيير في العالم هو التعليم بكل مراحله العام والجامعي، فالتعليم هو الضامن لتخريج جيل محب متسامح مجدّ ومفكر، جودة التعليم تعني جودة ما عداه من مجالات كالاقتصاد والصحة وكل قطاعات الدولة، فهو المزود لها بالعنصر البشري الذي سيتولى التحديث والتغيير، الملك عبدالله رحمه الله ضاعف عدد الجامعات وحان الوقت للتركيز على جودة المخرجات لنضمن الكم والكيف، وأن يكون لكل جامعة تخصصاتها وهويتها واستقلاليتها ومراكز أبحاثها التي تصب في اقتصاد المعرفة وما تحتاجه المملكة من تقنية. ثانياً: يعد الاقتصاد في ظل تدني أسعار البترول من أهم التحديات لكل الدول المنتجة والمصدرة للبترول، وسيكون التحدي الحقيقي مواصلة المشاريع الإنمائية وتعدد مصادر الدخل، واستثمار الفوائض المالية في إنشاء الشركات المنتجة والمربحة والموفرة للوظائف للجنسين، كما أن تركيز كل الصنايق والبنوك كبنك التسليف والادخار والمئوية ومكافحة الفقر وصنوق التنمية الزراعي والصناعي كلها يجب أن تركز على إنشاء ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حتى تصبح خير رافد لاقتصاد البلد وتوظيف أبنائه بدل الصرف عليهم في بيوتهم. ثالثاً: المملكة بحاجة إلى نظام إداري علمي يكفل معرفة أفضل القيادات المتوسطة والعالية لاختيار الرجل المناسب للمكان المناسب، فقد ثبت أن أهم عوامل نجاح المؤسسة سواء أكانت في القطاع العام أم الخاص هو القائد أو المدير، كما أن معظم السلبيات من فساد مالي وإداري وقلة إنتاج تختفي مع وجود الرجل الناصح الأمين. الملك عبدالله رحمه الله أوصل المملكة إلى مجموعة الدول العشرين وقام بالكثير من العمل لخدمة شعبه وأمته، والملك سلمان بما يملك من خبرة ودراية وعزيمة سيواصل العمل بإذن الله حتى تصل المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة وتتمتع بكل ما لدى الدول المتقدمة من متانة في الاقتصاد والسياسة والقوة العسكرية، ولنردد معاً ذلك النشيد الجميل يا بلادي واصلي والله معاك، يا بلادي واصلي واحنا وراك، واصلي الله يحميك إله العالمين.
مشاركة :