عندما نذكر فصلي الصيف والربيع مباشرة، يتبادر إلى أذهاننا الشمس والحرارة العالية، والرحلات والبحر، الطبيعة التي تأخذ ألوانها شكلاً أجمل وأكثر تحيزاً للدهشة، كل المشاوير والأصدقاء، كل السهرات في ليالي هذين الفصلين التي لا يمكن نسيانها، ولكن على جانب آخر هناك «كـابـوس» لا يمكن أن نغفل عنه، وهو «البعوض»، واللسعات المتتالية والمثيرة للإزعاج، والتي توقف المتعة في كل ما ذكرناه سابقاً، البعوض القاضي على كل مُتع الصيف. وعلى الرغم من كل المشاكل والأمراض، التي كانت هذه الحشرات المزعجة هي السبب الرئيسي فيها عبر التاريخ، إلا أننا سوف نبدأ حديثنا عن إحدى الخرافات التي نسمعها في كل فصل صيف أو ربيع، والشكاوى التي لا تتوقف من هذه اللسعات المجنونة، بأن البعوض ينجذب إلى أشخاص معينين دون غيرهم، حتى يتمتع بدمائهم هذا الـ«دراكولا» الصغير جداً. وبهذا الشأن، وحول هذه الخرافة بالتحديد، نقلت لكم «سيدتي»، حواراً أجرته صحيفة الـ«ديلي ميل daily mail» البريطانية، مع الدكتور «كاميرون ويب»، وهو عالم وباحث بالحشرات الطبية، وإدارة الأمراض التي ينقلها البعوض، من جامعة «نيو ساوث ويلز»، في المملكة المتحدة، والذي تحدث خلالها عن كل ما يتعلق في هذا الشأن، وتحديداً الخرافة القديمة المتجددة، حول لدغ البعوض لأشخاص معينين أكثر من غيرهم، ونصائح الدكتور «ويب» لتجنب هذه اللسعات. وسائل منزلية لا تحمينا من لسعات البعوض.. وبدأ الدكتور «كاميرون ويب» حديثه للـ«ديلي ميل»، حول بعض الخرافات الأخرى، التي تخص وسائل الحماية المنزلية من لسعات البعوض المزعجة، مؤكداً، بأن كل ما قيل حول فوائد الموز و«شراب الشعير»، بأنها تقلل من لسعات هذه الحشرة، ليست بالأمور الصحيحة، فهي لا تفيد بأي شكل من الأشكال، وعلل «ويب» ذلك، بأن الناس يعتقدون أن «فيتامين ب6» الموجود في الموز، يساعد على إبعاد هذه الحشرات، بينما أثبتت الدراسات العلمية أن هذا الفيتامين لا يفعل ذلك إطلاقاً. كذلك الأمر بما يخص «شراب الشعير»، إذ يعتقد الكثيرون بأن شربه يزيد من مستويات الـ«ثيامين» - نوع آخر من فيتامين ب - في الدمّ، ويعتقدون أيضاً بأن البعوض لا يحب رائحة هذا النوع من الفيتامينات، فهذا اعتقاد آ خر غير صحيح على الإطلاق، إذ أن هناك أبحاث تُرجع أن هذا النوع من الشراب، يجعل الشخص أكثر جاذبية للحشرات. وبحسب الدكتور «ويب»، فإن تغيير رائحة الجسد عبر تناول أغذية أو مشروبات معينة، لن يجعل البعوض يبتعد عنك ولا يقوم بلسعك. الحقيقة بين العلم والخرافة.. ويتابع الدكتور «ويب» حديثه حول انجذاب البعوض نحو أشخاص دون غيرهم، بأن هذا الأمر حقيقية علمية لا شكّ فيها، وعلل ذلك أن الأمر عائد إلى طبيعة أجساد هؤلاء الأشخاص وحالتهم الوراثية والجينية، التي تجعلهم أكثر عرضة من غيرهم لهذه اللسعات، وليس هنالك أي وسيلة للتخلص من هذا الأمر، إلا من خلال بعض الطرق البديهية مثل القيام باستخدام مبيدات الحشرات، أو ارتداء قمصان ذات أكمام الطويلة، وغير ذلك هو ضرب من الخيال وليس حقيقياً. نصائح الدكتور «كاميرون ويب».. ويرى الدكتور «كاميرون ويب»، أن هناك عدة طرق من الممكن لها أن تُجنبنا لسعات البعوض المزعجة، مثل ارتداء الملابس ذات الكم الطويل كما ذكرنا، أو الملابس البراقة التي تزعج البعوض وتجعله يتجنبنا، بالإضافة إلى عدم الخروج في أوقات معينة كالغسق أو الفجر، إلى جانب تشغيل المروحة. كما أن هناك إجراءات وقائية من الممكن فعلها، مثل تفريغ المياه والطعام من أوعية الحيوانات الأليفة التي نربيها في المنزل، لاسيما في الحديقة الخلفية، حتى لا تصبح مكاناً لتجمع البعوض. الـ«ديت DEET».. قاهر الحشرات المزعجة.. وينصح الدكتور «ويب»، باستخدام مادة الـ«ديت DEET»، وهي عبارة عن مادة زيتية صفراء اللون، تستخدم عادة عبر دهنها على الجلد أو الملابس، مما يوفر وقاية ضد البعوض، أو أي نوع آخر من الحشرات والكائنات اللادغة الأخرى. كما أن هذه المادة الكيميائية تعتبر الأكثر شيوعاً واستعمالاً لطرد الحشرات، ويوضح «ويب» أنه رغم الجدل الذي أثير حول ضررها على الأطفال تحديداً، إلى أن الخبراء والمختصين، أثبتوا بأنها تعتبر من المواد الآمنة. ويشرح «ويب» طريقة عمل مادة الـ«ديت DEET»، والمعروفة علمياً بـ«داياثولوميد diethyltoluamide»، عن طريق طرد البعوض برائحتها، والذي يعتقد أنها تعمل على إيقاف حاسة الشمّ عند هذه الحشرات، ويقول الدكتور «ويب»: «عندما تبحث البعوضة عن شخص حتى تقوم بلدغه، يمكنها أن تستشعر غاز (ثاني أكسيد الكربون) الذي نتنفسه ولاسيما رائحة بشرتنا». وكشف الدكتور «ويب»، أن بعض العلاجات المنزلية الشهيرة، مثل الشوفان وعصير البصل أو صودا الخبز، قد يكون لها بعض التأثير على تخفيف لسعات البعوض، ولكنها ليست مفيدة بشكل حقيقي، وبدلاً منها، ينصح بوضع القليل من الثلج على مكان اللسعة، حتى نتمكن من تخفيف الحكّة المزعجة التي تصيبنا بعد هجوم البعوض. وأضاف الدكتور «ويب» قائلاً: «أي كريم مهدئ سيقلل من هذه الحكّة أيضاً، ولكن بالنسبة للأطفال الصغار، علينا أولاً أن نتأكد من وضع بعض الكريم المطهر، حتى لا يحدث لهم عدوى ثانوية من أثر الحكّة».
مشاركة :