وزير الخارجية الألماني يعتبر أن التوتر الحاصل بين موسكو وكييف حول القرم وفي شرق أوكرانيا خطر على أمن أوروبا، مؤكدا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي كان يجب أن تتوصل إليه الأطراف المعنية بالأزمة منذ فترة طويمدريد/كييف - اقترحت ألمانيا وفرنسا التوسط بين أوكرانيا وروسيا لتفادي تحول التوتر بين البلدين إلى "أزمة خطيرة"، وفق ما أعلن الاثنين في مدريد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس. وقال ماس إنه بمناسبة اجتماع مقرر منذ فترة مع روسيا وأوكرانيا الاثنين في برلين، ستعمل فرنسا وألمانيا "معا وعند الحاجة كوسيطين من أجل تجنب تحول هذا النزاع إلى أزمة خطيرة". ومن المقرر أن يجتمع المدراء السياسيون لوزارات الخارجية في الدول الأربع اليوم الاثنين في العاصمة الألمانية "وهي أول فرصة لجمع أطراف النزاع" بحسب الوزير الألماني. واعتبر ماس أن التوتر حول القرم وفي شرق أوكرانيا "خطر على أمن أوروبا وسننخرط كلانا للتوصل إلى حل سياسي كان يجب أن نتوصل إليه منذ فترة طويلة". وكانت ألمانيا طلبت إعادة السفن الأوكرانية والإفراج عن البحارة الذين احتجزتهم البحرية الروسية الأحد في بحر آزوف بين أوكرانيا والقرم التي ضمتها روسيا في 2014، ووصفت غلق هذا الممر البحري بأنه "غير مقبول". كما طالبت فرنسا أيضا بالإفراج عن البحارة الأوكرانيين والسفن المحتجزة. وقال متحدث باسم الخارجية الفرنسية "لا شيء يبرر هذا الاستخدام للقوة من قبل روسيا". وفي المقابل أدانت بريطانيا اليوم الاثنين التصرف الروسي بعد إطلاق سفن روسية النار على ثلاث سفن تابعة للبحرية الأوكرانية واحتجازها قرب القرم قائلة إن هذا الحادث يعطي دليلا آخر على سلوك موسكو المزعزع للاستقرار. وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للصحفيين "ندين العمل العدواني الذي قامت به روسيا .. هذا الحادث يعطي دليلا آخر على سلوك موسكو المزعزع للاستقرار في المنطقة. وتابع "موقف المملكة المتحدة واضح وهو ضرورة السماح للسفن بحرية الوصول إلى الموانئ الأوكرانية في بحر آزوف. نحث كل الأطراف على التحلي بضبط النفس. يجب عدم السماح لروسيا باستخدام القوة لزيادة الضغط على أوكرانيا". وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت على تويتر إن هذا الحادث أثبت أن الروس "يستخفون بالمعايير الدولية وبالسيادة الأوكرانية". لة.تواجه كييف وموسكو أسوأ أزمة منذ سنوات فيما طالبت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون الاثنين بالإفراج عن السفن الأوكرانية الثلاث التي احتجزتها روسيا بعد إطلاق النار عليها بالقرب من شبه جزيرة القرم. واحتجزت روسيا سفينتين حربيتين مصفحتين وسفينة جر الأحد بعد اتهامها بدخول المياه الروسية بشكل غير شرعي قبالة ساحل القرم في بحر آزوف. ووضع الجيش في حالة تأهب عليا كما من المقرر أن يصوت البرلمان الاثنين على طلب من الرئيس بترو بوروشينكو لفرض الأحكام العرفية لمدة 60 يوما. وأثار الحادث مخاوف من اتساع التصعيد العسكري ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة الاثنين. كما دعا حلف شمال الأطلسي إلى لقاء طارئ لبحث الحادث. وقال وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين للصحافيين في كييف "هذه أعمال عدائية مخططة من قبل الاتحاد الروسي ضد أوكرانيا. سنطالب في مجلس الأمن بالإفراج الفوري عن بحارتنا وتحرير سفننا". وأشار إلى أن محادثات تجري مع الاتحاد الأوروبي وغيره حول فرض المزيد من العقوبات على روسيا. وأصرت موسكو أن اللوم يقع على كييف. وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الاثنين أن "الجانب الروسي تصرّف بشكل يتطابق تماما مع القوانين، القانون الدولي والقانون الداخلي في آن معا"، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بـانتهاك سفن حربية أجنبية المياه الإقليمية لروسيا الاتحادية". واندلعت الأزمة عندما كانت السفن الأوكرانية تمر في مضيق كيرتش المؤدي إلى بحر آزوف من البحر الأسود، والذي تستخدمه أوكرانيا وروسيا. وقالت أوكرانيا إن سفينة تابعة لحرس الحدود الروسي صدمت سفينة جر أوكرانية وبعد ذلك أطلقت النار على السفن وشلت حركتها. وأضافت أن مضيق كيرتش أغلق بناقلة نفط وأن طائرات الجيش الروسي كانت تحلق فوق البحر. وأكد جهاز "اف اس بي" الأمني الروسي المشرف على قوات الحدود، أن النيران أطلقت وأن السفن احتجزت، متهما السفن الأوكرانية بـ"انتهاك الحدود الروسية". وتعتبر هذه المواجهة تطورا خطيرا في النزاع الطويل بين كييف وموسكو والمتمردين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا. وقتل أكثر من 10 آلاف شخص في القتال. وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على روسيا بسبب النزاع، والاثنين سارعت العديد من العواصم الأوروبية إلى دعم كييف. وكتب رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك على تويتر "أدين استخدام روسيا للقوة في بحر آزوف" مضيفا أن "السلطات الروسية يجب أن تعيد البحارة والسفن الأوكرانية والامتناع عن أي استفزاز جديد". وعبّر سفراء فرنسا وبريطانيا والسويد وبولندا وهولندا الذين يقومون بجولة في الصين في بيان مشترك عن "مخاوفهم من تصاعد التوتر الأخير في بحر آزوف ومضيق كيرتش"، وحثوا روسيا على إطلاق سراح البحّارة الأوكرانيين المعتقلين وإعادة السفن المحتجزة. وتتصاعد التوترات منذ فترة حول مضيق كيرتش حيث بنت روسيا جسرا جديدا يربط برا بينها وبين منطقة القرم التي ضمتها روسيا في 2014. واتهمت كييف موسكو بمنع دخول السفن الأوكرانية عبر مضيق كيرتش الذي يعتبر الطريق الوحيد للدخول والخروج من بحر آزوف إلى البحر الأسود. وفي الأشهر الأخيرة نشر الجانبان المزيد من السفن الحربية وسفن خفر السواحل في المنطقة. وذكرت مجموعة يوراسيا للأبحاث أن "الحادث يشير إلى تصعيد كبير للنزاع بين روسيا وأوكرانيا". وأضافت "ستقف الحكومات الغربية إلى جانب أوكرانيا في مواجهة روسيا في هذا الحادث مما يرجح فرضها عقوبات جديدة على موسكو". وعقد بوروشينكو اجتماعا في وقت متأخر من الليل لحكومته العسكرية واقترح فرض الأحكام العرفية في أوكرانيا "لضمان أمن وسلامة المواطنين". وقالت مجموعة يوراسيا أن فرض الأحكام العرفية يمكن أن يخلف تبعات واسعة داخليا خاصة لأنه من المقرر إجراء انتخابات رئاسية في مارس/آذار وأن بوروشنكو متراجع في استطلاعات الرأي. وذكرت المجموعة أن "بوروشينكو لم يتخذ مثل هذا العمل خلال أسوأ فترات النزاع في 2014 و2015. ويثير هذا المخاوف من أنه قد يؤدي إلى تأجيل انتخابات الرئاسة".
مشاركة :