في عمل بطولي نادر.. طفل سعودي مقعد يتبرع لأختَيْه بنخاع العظم مرتَيْن

  • 11/27/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

رغم حالته الصحية، وما يكابده من ألم ومرض، ورغم صغر سنه، إلا أن ذلك كله لم يمنع الطفل السعودي أحمد عماد جبران ذا السنوات الخمس من القيام بعمل بطولي إنساني نادر، يتمثل في تبرعه لشقيقتَيْه المريضتَيْن بالنخاع العظمي. وفي التفاصيل، أوضح والد الطفل أحمد لـ"سبق" أن ابنه البطل وأختَيْه يعانون وضعًا صحيًّا صعبًا منذ الولادة؛ فأحمد يعاني مرض "الصلب المشقوق"، وهو إعاقة للجزء السفلي من الجسم، بينما تعاني شقيقتاه مرضًا وراثيًّا، يدعى "البيتا ثلاسيميا". وتابع: مرض ابنتَي كان يتطلب نقل دم بشكل دوري شهريًّا؛ ما أدى لارتفاع الحديد بالدم كثيرًا بسبب نقل الدم المتكرر؛ فقرر الأطباء إجراء عملية زراعة نخاع لابنتَي، وبعد إجراء التحاليل لأبنائه الثلاثة جاءت نتيجة أحمد مطابقة ومناسبة لزراعة نخاع أختَيْه. وأضاف: بعد ذلك تم تحويلهم من مركز الدم بالأحساء إلى مستشفى الملك فهد التخصصي، وتم عمل الإجراءات والتحاليل اللازمة؛ إذ خضعت الابنة الكبرى قبل ٧ أشهر لعملية زراعة نخاع تحت إشراف طاقم طبي متميز بقيادة الدكتور سعد الدعامة، وكان ذلك بعد أن خضع أحمد لعملية سحب الخلايا الجذعية، وتكللت الزراعة بالنجاح ولله الحمد، لكن الفريق الطبي المعالج فوجئ بوجود جرثومة نائمة بالأمعاء، لم يستطع جسم الابنة المتعب من جرعات الكيماوي الخافضة للمناعة أن يقاوم الجرثومة؛ وهو الأمر الذي جعلها تدخل في أكثر من عملية للسيطرة على الجرثومة، ولكن دون جدوى، فشاء الله أن تُتوفى وهي في سن العاشرة من العمر. ويتابع والد البطل أحمد قائلاً: عقب مرور ٧ أشهر على وفاة الابنة الكبرى وردنا اتصال من مستشفى الملك فهد التخصصي، وأخبرونا بأنهم على استعداد لعمل زراعة نخاع لابنتي الأخرى؛ فقررنا الزراعة، وتواصلنا مع الفريق الطبي، ورحب الدكتور سعد الدعامة باتخاذنا القرار الصائب، وقام بالإجراءات اللازمة؛ فخضع ابني أحمد لعملية سحب الخلايا الجذعية مرة أخرى. ومن جانبه، أكد الدكتور سعد أحمد الدعامة أن الطفل أحمد عماد يجسِّد هو ووالداه أعظم مراتب العطاء والبذل والإيثار.. مشيرًا إلى أنه يدعمه ويرشحه هو ووالديه لنيل أعلى الأوسمة التقديرية للأسباب الآتية: 1- هذا الطفل بسبب عيوب خِلقية في العمود الفقري مقعد، ولا يكاد يحس بأي شيء في نصف جسمه السفلي. 2- تم عمل جراحات في أسفل الظهر، وترقيع للجلد مع مقاربة العظام والعضلات لإصلاح الفجوة التي كانت في أسفل الظهر، وهذا الموقع نفسه الذي تم منه تجميع نخاع العظم، وقد شكل ذلك لنا وللطفل صعوبات خلال عمليات جمع الخلايا، وقد تم تجاوزها بعون الله. 3- تبرع هذا البطل بنخاع العظم مرتين لأختيه اللتين تكبرانه في السن، وتعانيان أنيميا خبيثة، تؤدي في أو بعد العقد الثاني إلى فشل في القلب والكبد والغدد الهرمونية، مع حاجة المريض لنقل الدم شهريًّا، وأدوية خفض الحديد بشكل مستمر. 4- نظرًا للفرق الكبير بين وزن البطل أحمد وأختيه بما يقارب 30 كيلوجرامًا للأخت الكبرى، و16 كيلوجرامًا للأخت الصغرى، فقد كان ذلك تحديًا كبيرًا لنا وللطفل، وقد تجاوزنا ذلك، وكان هناك مخاطر وعقبات، ولكن والحمد لله حصلنا على 3.2 مليون خلية جذعية للأخت للكبرى و6.2 مليون خلية للصغرى. وقال والد الطفل: "أرجو كطبيب معالج لهؤلاء الأطفال أن يحصلوا على التقدير المناسب، ولكي نُعلم المتابعين بأن هناك أبطالاً، لاتهمهم أي مخاطر أو عقبات ما دام الأمر فيه إيثار وعطاء". يُذكر أن الطفل البطل البالغ من العمر 5 سنوات يمارس حياته بشكل طبيعي بعد أن وجد الدعم من والديه اللذين سعيا كثيرًا لإيجاد روضة أهلية تحتويه؛ ليدرس ويمارس نشاطاته مع أقرانه.

مشاركة :