قالت صحيفة «يو أس أيه توداي» الأميركية: إن دفاع الرئيس دونالد ترمب عن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان يقدّم أحدث مثال على أن ترمب يحكم من مكان مظلم، خاصة أن ثمة دليلاً قوياً على أن الأمير الشاب متواطئ في قتل الصحافي المعارض جمال خاشقجي.وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أن عبارة «أميركا أولاً» فقدت بريقها بسبب ارتباطها بالفاشية، بالإضافة إلى الحركات الداعية لها، والتي ظهرت في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي وكان بعض أعضائها يدعمون ممارسات عنصرية، وبعضهم زار ألمانيا النازية بانتظام. ولاحظت الصحيفة أن ترمب بدأ يصف نفسه بالـ «قومي»، وهو لفظ آخر مشحون بالمعاني ونادراً ما استُخدم في الساحة السياسية الرئيسية في أميركا، ناهيك عن أن القومية ارتبطت بإشعال الحرب العالمية الأولى المأسوية، والتي انتهت قبل قرن مضى، ثم حمل لواءها فيما بعد الحزب النازي الذي أسسه هتلر. وذكرت الصحيفة أن التاريخ المعاصر خالٍ من أية أمثلة تشهد بأن شعارات القومية -التي تعتمد على تبنّي سياسة خارجية عدائية وتسعير الحروب والحمائية التجارية والانقسام العرقي- قد حققت نتائج إيجابة للدول والأفراد على المدى الطويل. واعتبرت الصحيفة أن نهج ترمب يمثل إخلالاً بالقيم الأميركية الرئيسية ويضعف الروابط العالمية التي أفرزت فترة غير مسبوقة مدتها 7 عقود من السلام العالمي والازدهار، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. وأوضحت أن الدول الفقيرة والخطيرة من العالم بدأت تسير في طريق التقدم إبان تلك الفترة، وقلّصت الفجوات مع الدول المتقدمة، التي واصلت هي الأخرى ازدهارها في الوقت ذاته. بالطبع لم يفت الصحيفة الإقرار بأن «العالمية» مثلها مثل الاضطرابات الاجتماعية، سببت ارتدادات عكسية في الولايات المتحدة والخارج، مشيرة إلى أن سياسات ترمب التجارية تلقى دعماً من عمّال أميركا المشردين، كما أن موقفه من الهجرة ليس مختلفاً عن التوجهات النامية في أوروبا في هذه القضية، بالإضافة إلى أن نهجه في عزل أميركا يشابه إلى حدّ كبير تصويت «خروج بريطانيا» من الاتحاد الأوروبي. لكن الصحيفة ترى أن هذا النهج لا يتعلق بالمواقف السياسية فقط، وذكرت أن حملة ترمب المناهضة لمبدأ «العالمية»، نشر الانقسام وبثّ الخوف وروّج للعدائية العرقية كاستراتيتيجة سياسية. وعادت الصحيفة للقول إن دفاع ترمب عن ابن سلمان يعني أن الولايات المتحدة ستقف مع أية «بلاطجة» يكيليون المديح له ويغدقون عليه عقود شراء الأسحلة والنفط الخام. وأكدت الصحيفة أن دفاع ترمب عن «أمير قاتل» -حسب وكالة الاستخبارات الأميركية- قد بعث رسائل إلى السلطويين حول العالم أن بإمكانهم قتل معارضيهم والإفلات من العقاب. وختمت الصحيفة بالقول إن تبنّي ترمب مبدأ مناهضة العالمية يقود العالم نحو اتجاه خطير، وهو اتجاه يُظهر التاريخ صعوبة العودة منه.;
مشاركة :