المستهلك والتعلم من النظريات التسويقية «2 من 2»

  • 11/27/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

يعد نموذج "هيرميز" أساسا للصناعة الفاخرة، فإذا فَقَد المنتج الفاخر خصوصيته المتفردة، يصبح عندها أحد المنتجات الاستهلاكية العامة، ولا يمكن عند ذلك تبرير سعره. أما شركة لويس فويتون، فلم يكن أداؤها التنافسي جيدا في السوق، فتم ضمها إلى مجموعة مويت هينسي في نهاية المطاف، وقد استطاعت أسواق رأس المال توفير شريان الحياة للعلامة التجارية التي تكافح من أجل البقاء، وتمكنت مجموعة لويس فويتون مويت هينسي من إعادة هيكلة العلامة التجارية بنجاح، وبالتالي تنشيطها. لقد مكنت الإصلاحات التي اتخذتها الصين من أن تنفتح الأسواق أمامها بشكل كبير، لكن اقتصاد البلاد وواقعها الاجتماعي لم يتمكنا من تطوير علامة تجارية فاخرة، وذلك بسبب الافتقار إلى الأساسيات التالية: * الجانب الاقتصادي: ثمة نقص في رؤوس الأموال والمواهب اللازمة للصناعات الصينية والإبداعية؛ وذلك لأن معظم هذه الأموال والمواهب هرعت إلى الأسواق المالية المزدهرة وقطاع العقارات، التي من المرجح أن تدر عوائد عالية جدا في المدى القصير. * الجانب الاجتماعي: في مجتمع يسعى الناس فيه في الغالب إلى أرباح مفاجئة على المدى القصير، فإن عددا قليلا منهم على استعداد للمشاركة في صناعة المنتجات الراقية؛ وذلك لأن السلع الاستهلاكية سريعة الحركة أكثر ربحية. * الجانب الثقافي: لقد دمرت الثورة الثقافية القيم الثقافية التقليدية للبلاد، ما يعيق عملية التحديث في الفنون والثقافة. * الجانب القانوني: في بلد لا تتوافر فيه حماية حقيقية للحقوق الفكرية، ويغتني فيه المزورون بسرعة كبيرة، ليس بمقدور المبتكرين إلا أن يفسحوا المجال للمقلدين. لكن جولة جديدة من التعديلات الاقتصادية الكلية، وإعادة هيكلة الشركات، والإصلاحات الثقافية، ستعطي الصين فرصة ذهبية لتطوير صناعة السلع الفاخرة، وسيكون للنمو السريع في أعداد مستهلكي السلع الفاخرة ميزة إيجابية أخرى. قد لا يكون "التاريخ الطويل من التراث وقصة العلامة التجارية الخرافية" متاحا بسهولة بالنسبة للداخلين الجدد، لكن لا يزال باستطاعتهم النجاح من خلال تمسكهم بروح الحرفية الدقيقة، وبذل جهود عظيمة في معالم أخرى، فعلامة كوتش التجارية - على سبيل المثال - أثبتت وجودها بنجاح كعلامة تجارية محلية رائدة وفاخرة في الولايات المتحدة، على الرغم من أنه لم يمض على وجودها سوى 60 سنة تقريبا، ويعود نجاحها إلى التزامها بالحرفية الباهرة وجودة منتجاتها. وفي السنوات الأخيرة، قامت بعض الشركات الصينية بتطبيق هذه الممارسات، فقد أنتجت العلامة التجارية زهاويكويوا Zhaoyicuiwu للمجوهرات التي مقرها بكين - على سبيل المثال - مجموعة من منتجات الحِلي الشعبية، من خلال إعادة اكتشاف الفسيفساء التخريمية، المفقودة منذ زمن طويل، وإدماجها في المبتكرات الحديثة. ليس من العملي في الوقت الحاضر أن تتبنى الشركات الصينية النموذج التنموي لمجموعة لويس فويتون مويت هينسي، حيث يتطلب الأمر أولا ظهور عدد كبير من العلامات التجارية المحلية الفاخرة والمنافسة. تعمل العلامات التجارية الصينية أيضا في بيئة اقتصادية وظروف سوق مختلفة جدا، وقد يكون هذا في مصلحتها، ولديها اليوم - على سبيل المثال - أسرع الطرق للنمو عن طريق الاستفادة من أسواق المال. يجب على بناة العلامة التجارية الصينية، من خلال الاستفادة من خبرات العلامات التجارية الدولية الفاخرة، مثل "فويتون وهيرميز" - أن يواصلوا تطوير تكنولوجياتهم، وتحسين قيمة منتجاتهم، كي يتمكنوا من إيجاد علامات تجارية حقيقية.

مشاركة :