أعلن المغرب أنه ظل "منفتحاً ومتفائلاً" حيال مستقبل العلاقات مع الجزائر، وفي بيان للخارجية المغربية، صدر مساء اليوم الاثنين، طالبت الرباط من السلطات الجزائرية برد على "مبادرة" العاهل المغربي محمد السادس، لإحداث "آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور". وجاء البيان الدبلوماسي المغربي، في أعقاب إجراء ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي، لمباحثات رسمية، في مقر الخارجية المغربية في الرباط، مع السفير الجزائري في المغرب. وكشفت الدبلوماسية المغربية، عن أنها قامت بمبادرات رسمية وغير رسمية، طيلة 10 أيام، "من دون أي جدوى" لربط الاتصال مع السلطات الجزائرية "على مستوى وزاري". ونقل وزير الخارجية المغربي، إلى السفير الجزائري، رغبة الرباط في "معرفة الموقف الرسمي" للجزائر من المبادرة المغربية لإقامة آلية للحوار الثنائي. ووصفت الخارجية المغربية مبادرة العاهل محمد السادس، بأنها تعبر عن "إرادة صادقة لخلق إطار حوار ثنائي مباشر"، و"بدون شروط"، بغية "تبديد جميع الخلافات" بين الجارين المغاربيين. وأكدت الخارجية المغربية أن الرباط تبقى "منفتحة ومنصتة لجميع اقتراحات" الجزائر. ومن جهة ثانية، أعلنت الرباط أن الطلب الجزائري لقمة مغاربية لوزراء الخارجية؛ "لا علاقة له بالمبادرة الملكية" المغربية، لإحداث آلية للحوار الثنائي، لأن العلاقات بين الرباط والجزائر "ثنائية". في المقابل، وصفت الدبلوماسية المغربية الخطوة الجزائرية، بأنها "خطوة لاستئناف البناء الإقليمي" المغاربي. وربطت الخارجية المغربية، في بيانها المفصل، بين "وضعية الجمود" لاتحاد المغرب العربي، وبين "طبيعة العلاقات غير العادية" للعلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر. وفي نفس الاتجاه، أكد المغرب أن العلاقات مع الجزائر "لا يمكن معالجتها إلا في إطار ثنائي، مباشر ودون وسطاء". وعبر المغرب عن "عدم اعتراضه، من حيث المبدأ"، على عقد اجتماع لمجلس وزراء الخارجية لدول الاتحاد المغاربي، مذكرا بأن الرباط "تفاعلت بشكل إيجابي مع اقتراح تونس لعقد خلوة لوزراء الخارجية المغاربيين". ففي ظل "غياب إعداد جيد"، و"حوار مباشر مسؤول"، بين المغرب والجزائر، عبرت الخارجية المغربية عن "تشكيكها" في قدرة "الاجتماع الوزاري" رقم 35، لرؤساء الدبلوماسية للدول المغاربية الخمسة، في "التوصل لنتائج ملموسة". وجدد المغرب الطلب للجزائر، بموقف رسمي من المبادرة الملكية المغربية لإحداث آلية للحوار الثنائي، معبرا في نفس الوقت عن "التمسك باستئناف البناء المغاربي"، على "أسس صلبة وسليمة". وفي بيانها الدبلوماسي، عبرت الرباط عن "الأسف" لأن مبادرة العاهل المغربي محمد السادس للجزائر؛ "لم تعرف الرد المأمول"، خصوصا وأنها "كانت محط طلب جزائري". وأعلن المغرب عن أمله في أن "تتمكن الاتصالات الإنسانية المباشرة من تقديم الجواب الملائم للخلافات الثنائية" مع الجزائر . وبلغة واضحة، بينت الخارجية المغربية أن "الصيغ الأخرى للوساطة" مع الجزائر، من قبيل "الإطار الإقليمي" أي الاتحاد المغاربي، "يبقى غير مثمر".
مشاركة :