قالت مصادر مقربة من أسرة الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، إن علاء وجمال نجلي مبارك، يقيمان حاليا كلٌ في منزله بالقاهرة، عقب إخلاء سبيلهما، وذلك وفقا لترتيبات أمنية معينة، إضافة إلى تفضيلهما الوجود بالقرب من والدهما، الذي يتلقى العلاج في مستشفى المعادي العسكري جنوب العاصمة. وأشارت المصادر في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أمس إلى أن «الرئيس الأسبق التقى نجليه فور خروجهما وكان في قمة السعادة بهما، حيث استعاد حيويته السابقة بعد نحو 4 سنوات من الفراق»، حيث لم تكن تجمعهما إلا الجلسات داخل قفص المحاكمة. وقررت محكمة جنايات القاهرة الخميس الماضي، إخلاء سبيل علاء وجمال، بضمان محل إقامتيهما، على ذمة إعادة المحاكمة في القضية المتعلقة باتهامهما بالاستيلاء على أكثر من 125 مليون جنيه (نحو 17 مليون دولار) من المخصصات المالية للقصور الرئاسية. جاء قرار المحكمة في ضوء الطعن بالاستئناف المقدم من فريد الديب محامي أسرة مبارك، على استمرار حبسهما على ذمة القضية. ومنذ قرار المحكمة بالإفراج عنهما، سادت حالة من الجدل الإعلامي حول توقيت الإفراج عن علاء الذي كان يفضل الابتعاد عن الحياة السياسية، وجمال الذي كان أمينا مساعدا للحزب الحاكم الذي أطاحت به ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011. وجاء قرار الإفراج بالتزامن مع إحياء مصر الذكرى الرابعة للثورة يوم الأحد الماضي. وكشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط» عن أن «علاء وجمال خرجا بالفعل من سجن طره مساء يوم السبت الماضي، وليس كما قيل أول من أمس (الاثنين)، وتوجها فورا بصحبة والدتهما سوزان مبارك إلى مستشفى المعادي للقاء الرئيس الأسبق وذلك في الساعة الحادية عشرة مساء، وخرجا من المستشفى في تمام الساعة الواحدة من صباح يوم الأحد الماضي». وكانت وسائل إعلام رسمية خصوصا، أشارت إلى خروجهما مساء الخميس الماضي، في حين نقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» عن مصدر أمني رفيع المستوى بوزارة الداخلية أنه «تم إخلاء سبيل علاء وجمال مبارك في وقت متأخر من مساء الأحد»، عقب هدوء الأوضاع الأمنية وانتهاء مظاهرات ذكرى الثورة. وأشارت المصادر إلى أن السلطات الأمنية فضلت التعتيم الإعلامي على موعد إطلاق سراح علاء وجمال، خوفا من استهدافهما. وكان الديب طالب بإخلاء سبيل ابني مبارك بعد أن أصدرت محكمة النقض في 13 يناير الحالي، حكما بنقض الحكم السابق صدوره من محكمة الجنايات بمعاقبتهما بالسجن المشدد لمدة 4 سنوات لكل منهما ومعاقبة والدهما بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات. وجاء في حيثيات القرار أنه ثبت للمحكمة أن المتهمين بدأت مدة حبسهم احتياطيا على ذمة قضية «قصور الرئاسة» موضوع التظلم يوم 25 يونيو (حزيران) 2013، حتى أصدرت المحكمة حكمها في 21 مايو (أيار) 2014 بسجن كل من علاء وجمال مبارك 4 سنوات لكل منهما. وقالت المحكمة إنه في جلسة 13 يناير 2015 قضت محكمة النقض بقبول النقض المقدم من المتهمين وحدهما وأنهما ما زالا محبوسين احتياطيا على ذمة تلك القضية حتى تاريخه، ومن ثم فقد قضى المتهمان مدة الحبس الاحتياطية في تلك الفترة لمدة تجاوزت 18 شهرا من تاريخ 26 يونيو 2013 وحتى اليوم. وقررت المحكمة قبول التظلم المقدم من المتهمين شكلا، وإخلاء سبيلهما بضمان محل إقامة كل منهما. ووفقا للقرار، فإن الرئيس الأسبق مبارك أيضا لم يعد مدانا في أي قضية حاليا، بعد أن تمت تبرئته في قضية قتل المتظاهرين أيضا. وحكم مبارك البلاد لنحو 30 عاما، قبل أن يعلن عن تخليه عن الحكم في 11 فبراير (شباط) 2011، على خلفية الاحتجاجات الشعبية ضده. ويتهم مبارك من معارضيه بأنه كان يسعى قبل الثورة إلى توريث الحكم لنجله جمال، في حين أنه منح علاء (الابن الأكبر) السيطرة على قطاعات اقتصادية واسعة، وهو ما سبق أن نفاه الرئيس الأسبق وأسرته. وكشفت المصادر المقربة من أسرة مبارك عن كواليس زيارة علاء وجمال لمستشفى المعادي، التي قالت إنها استغرقت بضع ساعات، وأضافت أن الزيارة شملت فقط علاء وجمال ووالدتهما، ولم يصطحبا أطفالهما أو زوجتيهما، وأنهما اكتفيا فقط بشرب الشاي مع مبارك، دون إقامة أي أجواء احتفالية صاخبة منعا لحدوث قلق أمني. وقالت المصادر إن «مبارك منذ لقائه بهم تحسنت حالته المعنوية والنفسية كثيرا، وكان في قمة السعادة، حيث يعد هذا أول لقاء يجمعهم خارج قفص الاتهام في المحكمة منذ نحو 4 سنين». وتابع: «منذ خروجهما لم يزورا المعادي إلا مرة واحدة فقط، في حين تزور سوزان مبارك زوجها بصفة شبه يومية، حيث تذهب في الصباح ومعها بعض الأمتعة، وكذا الطعام الذي يفضله مبارك، وتخرج مع نهاية اليوم». وأوضحت المصادر أن علاء وجمال فور علمهما بقرار المحكمة استبعدا فكرة السفر إلى مدينة شرم الشيخ الساحلية على البحر الأحمر، حيث يمتلكان ووالدهما 3 فيلات هناك، وقررا البقاء في القاهرة، كل في منزله، ليكونا بجانب والديهما، حيث تسكن سوزان في فيلتها بحي مصر الجديدة، بالإضافة إلى متابعة مسار القضايا التي يحاكمون فيها وهي قضيتا القصور الرئاسية والتلاعب بالبورصة. ويحظر على نجلي الرئيس الأسبق السفر خارج مصر. وأكدت المصادر أن هناك ترتيبات أمنية عالية لحمايتهما بمنزليهما بالقاهرة، وأن مكان وجودهما مؤمن، وأنهما يرفضان الخروج في المناسبات أو الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام في الفترة الحالية لحين انتهاء كل القضايا التي يحاكمون فيها.
مشاركة :