سوف يستضيف باريس سان جيرمان الفرنسي في ملعبه حديقة الأمراء نادي ليفربول الانجليزي في أحد أكثر المباريات أهمية بمجموعات دوري أبطال أوروبا وأعلاها قيمة ربما لكلال الفريقين كونها ستحدد بشكل كبير هوية أحد المتأهلين لدور الستة عشر من المجموعة الثالثة «C» والتي تضم الى جانبهما كلا من نابولي الايطالي وسرفينا الصربي. وسيسعى هذان الناديان المرشحان بقوة للفوز بلقب دوري الأبطال هذا الموسم الى تجنب الخسارة في «مباراة الحسم» والتي قد تقصي أحدهما خارج أسوار البطولة الأغلى على صعيد الأندية الأوروبية، لينتقل أحدهما للعب في البطولة الرديفة «الدوري الأوروبي» وهي التي لا تناسب مكانة الفريقين قاريا وطموحهما الكبير تاريخيا خصوصا سان جيرمان الذي يود أن يكون ثاني أندية فرنسا التي تفوز باللقب بعد أن حقق مارسيليا ذلك منذ أكثر من عقدين من الزمن. وفي حال فوز ليفربول فإنه سيضمن بشكل مؤكد تواجده في الدور القادم من التشامبيونزليغ بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية والتي ستجمع بين نابولي وسرفينا، وكذلك مباريات الجولة الأخيرة التي سوف تسفر عن مواجهة أخرى نارية للنادي الفرنسي مع نابولي أيضا أحد الأندية الخطيرة هذا العام والساطع نجمه أوروبيا بفضل خبرة مدربه كارلو أنشيلوتي. ويعيش ليفربول أحد أفضل فتراته هذا الموسم منذ سنوات عدة، إذ يبدو المنافس الرئيسي لمانشستر سيتي على لقب الدوري الانجليزي هذا الموسم، كما أنه يطمح رفقة مدربه الالماني يورغن كلوب لإعادة إنجاز الموسم الماضي والوصول للمباراة النهائية التي خسروها آنذاك أمام ريال مدريد الاسباني بثلاثة أهداف لهدف. ويعتبر محمد صلاح التهديد الرئيسي لأحلام الباريسيين ببلوغ المجد، إلا أن تراجع مستواه هذا الموسم وتحديدا منذ نهائي دوري الأبطال ومن بعدها بطولة كأس العالم قد يمنعه من التألق أو لفت الأنظار خصوصا أنه سيكون بمواجهة حارس غير عادي وأحد الأفضل في التاريخ وهو الايطالي جانلويجي بوفون الذي كان إحدى تعزيزات نادي العاصمة الفرنسية من أجل الفوز بلقب دوري الأبطال. أما باريس سان جيرمان فهو صاحب الكلمة العليا في فرنسا، ويصب جل تركيزه وطموحه منذ أعوام عدة على إضافة لقب قاري لخزائن الفريق، تخلده في تاريخ المسابقة الأوروبية كأحد أبطالها وهو شرف تسعى جميع الأندية في القارة العجوز للحصول عليه. ويحارب كلا النجمين البرازيلي نيمار والفرنسي كيليان مبابي من أجل استعادة لياقتهما والشفاء من الإصابة التي لحقت بهما خلال مشاركتهما مع منتخبات بلادهما خلال فترة التوقف الدولي الأسبوع الماضي. وتبدو الأمور شبه محسومة محلياً في الدوري الفرنسي إذ يحلق الباريسيون بمفردهم في الصدارة وبفارق خمسة عشر نقطة عن أقرب منافس لهم وهو نادي ليون الذي هيمن في السنوات العشر الماضية أيضا على المنافسات في فرنسا. وتتجه الأنظار أيضا الى الحارس الآخر اليسون والذي تمكن الليفر من التعاقد معه خلال فترة الإنتقالات الصيفية مقابل 50 مليون جنيه إسترليني من أجل حل مشاكل حراسة المرمى وسيخضع الدولي البرازيلي لاختبار حقيقي لقدراته عندما يواجه واحداً من أعتى وأقوى خط هجوم في أوروبا ممثلاً بالثلاثي الفرنسي مبابي، البرازيلي نيمار والأوروغواياني إدينسون كافاني فخر المدرب توماس توخيل. وأظهر الجدار البرازيلي «اليسون» قدرات هائلة في حماية مرماه، حيث لم يتلقَ مرماه سوى خمسة أهداف محليا ويسعى حامي عرين الريدز لتدوين اسمه كأفضل حارس مرمى في العالم حاليا خصوصا في ظل التراجع الملحوظ لمستوى لكلا من تيبو كورتوا، ديفيد دي خيا وتقدم بوفون في العمر ما يجعل الفرصة مواتية له ليكون الرقم 1 بمركزه عالمياً. تاريخياً، تواجه الفريقان أوروبياً في ثلاث مناسبات، حقق باريس سان جيرمان الفوز في واحدة منها بينما تفوق ليفربول مرتين. وكان اللقاء الأول والثاني بينهما في نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 1997 حيث فاز باريس سان جيرمان على ليفربول بمجموع المباراتين 3 – 2، إذ تفوق ذهابا بثلاثة أهداف دون رد وخسر إياباً بهدفين دون رد. أما اللقاء الثالث بينهما فكان في مرحلة مجموعات دوري أبطال أوروبا هذا الموسم وتفوق ليفربول بثلاثة أهداف لهدفين بفضل لاعبه المتألق فيرمينو، تشكيلة باريس سان جيرمان المتوقعة: بوفون، مونيير، ماركينيوس، كمبابي، بيرنات رابيو، فيراتي، دي ماريا، نيمار، كافاني ومبابي، تشكيلة ليفربول المتوقعة: اليسون، اليكسندر أرنولد، غوميز، فان ديك، روبرتسون فاينالدوم، فابينيو، شاكيري، فيرمينو، ماني وصلاح.