الأقارب لا يتفهمون انسحاب المصاب بالاكتئاب من الحياة الاجتماعية

  • 11/28/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

برلين - كشفت دراسة ألمانية حديثة أن الإصابة بالاكتئاب تؤثر سلبا إلى حد كبير على شركاء الحياة وأفراد الأسرة. وأظهرت الدراسة، التي أجريت بتكليف من المؤسسة الألمانية لإغاثة الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب ومؤسسة “دويتشه بان”، أن 84 بالمئة من المصابين بالاكتئاب ينسحبون من الحياة الاجتماعية، وهو ما قد يسيء الأقارب فهمه على أنه رفض للتواصل معهم. وحذّرت الدراسة من أنّ هذا ينطوي على خطر الانفصال بين شركاء الحياة، وأشارت إلى أن العلاقات غالبا ما تعود إلى طبيعتها بالمعالجة الناجحة للاكتئاب. ومن المنتظر أن تعلن المؤسستان تفاصيل عن نتائج الدراسة في وقت لاحق في برلين. وشملت البحوث 5 آلاف شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و69 عاما خلال الفترة الممتدة من يونيو حتى يوليو الماضيين. وبحسب تقديرات القائمين على الدراسة، فإن نحو 17 بالمئة من الألمان البالغين يصابون مرة واحدة على الأقل في حياتهم باضطراب اكتئابي مستمر. ووفقا لتحليل معهد “روبرت كوخ” الألماني، يعتبر الاكتئاب من أكثر الأمراض النفسية شيوعا في ألمانيا، حيث لا يقتصر على فئة عمرية أو وضع اجتماعي محدد. ومع حلول فصل الشتاء يعاني البعض من مشاعر سلبية كالحزن والكآبة فيما يعرف باكتئاب الشتاء. قالت البروفيسورة الألمانية كنيغينغا ريشتر إن الأجواء السائدة في فصل الشتاء والمتمثلة في قِصر النهار والظلام والسماء الملبدة بالغيوم تتسبب في إصابة البعض باكتئاب يعرف باسم اكتئاب الشتاء. وأوضحت الطبيبة النفسية أن اكتئاب الشتاء هو أحد أنواع الاكتئاب، وهو عبارة عن اضطراب عاطفي موسمي يهاجم بعض الأشخاص في أواخر الخريف وأوائل الشتاء، بينما يختفي بحلول الصيف. ومن جانبه أشار البروفيسور الألماني أولريش هيغيرل إلى أن أعراض اكتئاب الشتاء تختلف عن أعراض الاكتئاب الحقيقي؛ حيث يعاني المرء من زيادة الشهية والوزن بدلا من فقدان الشهية والوزن. كما ينام لمدة أطول من المعتاد بدلا من المعاناة من صعوبات النوم، في حين تتمثل الأعراض المشتركة في الحزن والكآبة والشعور بالتعب والإرهاق. وبدورها أشارت أخصائية العلاج الطبيعي الألمانية هانا فريدل إلى إنه يمكن مواجهة اكتئاب الشتاء من خلال التعرض لضوء النهار؛ نظرا لأن الضوء يلعب دورا حاسما في الحالة المزاجية؛ فهو يعمل على إفراز هرمونات لها تأثير على المشاعر. ويمكن أيضا اللجوء إلى ما يعرف بالعلاج بالضوء؛ حيث يمكن التخلص من المشاعر السلبية من خلال التعرض لمصباح خاص يشع ضوءا قويا وساطعا بعد الاستيقاظ مباشرة ولمدة 60 دقيقة يوميا. ويعمل الضوء على رفع مستوى الطاقة وتحسين المزاج. وتعد الرياضة سلاحا فعالا لمحاربة اكتئاب الشتاء، خاصة الجري في الطبيعة. وبالمثل تعتبر التغذية السليمة من الأسلحة المهمة؛ حيث ينبغي تناول الأطعمة، التي تساعد على تحسين المزاج مثل الشوكولاتة والموز والبلح والتين والأناناس والأفوكادو والمكسرات والأسماك والأرز غير المقشر. وتسهم التوابل أيضا في تنشيط الأيض، ومن ثم تحسين المزاج، خاصة الفلفل الأسود والفلفل الحار والقرفة والزنجبيل. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن تحسين المزاج من خلال جلسات التدليك واستنشاق العطور والاستماع للموسيقى المحببة للقلب والنظر إلى الألوان الزاهية والمبهجة.

مشاركة :