بيروت - أثار تصريح منسوب لأمين عام حزب الله اللبناني جدلا واسعا على الشبكات الاجتماعية. ونقلت عشرات الحسابات على تويتر عن نصرالله قوله السبت، في حفل تخرّج طالبات بمعاهد تعليمية تابعة للحزب، المموّل إيرانيا “يؤسفني فعلا أن العديد من الأخوات يضعن صورهنّ على مواقع التواصل الاجتماعي ويتصفح وجوههن القاصي والداني.. الابتلاء الأكبر في هذا العصر هو الإنترنت ومواقع التواصل”. ونقل مغرد حرفيا عن نصرالله: abou_nabill@ “أنا مش عم افتي، عم أعطي رأي؛ الأخوات اللّي بحطّو صورهن ع مواقِع التّواصل، بقلن مش هاي مدرسة السّيدة الزهراء، عليها السّلام. كيف وسيتصفّح وجوههنّ كلّ من في الكرة الأرضيّة!” 24/11/2018. السّيد حسن نصرالله. (في حفل تخريج معاهد سيّدة نساء العالمين، عليها السّلام.) وضجت مواقع التواصل، بعد كلام نصرالله هذا، بالانتقادات من قبل الكثير من اللبنانيين، والتي اعتبرت أن تلك التوجهات غريبة تماما عن المجتمع اللبناني. وكتب مغرد: syriano100@ أيديولوجيا حزب الشيطان لا تختلف عن التكفير الداعشي القاعدي إلا في تفاصيل عقائدية شكلية بينما هي نسخة طبق الأصل في ما يتعلق بإعادة المجتمع إلى القرن السابع الميلادي وخنق الحريات واستعباد المرأة ومعاداة بقية الأديان والاتباع الأعمى للولي أو للخليفة. وسخر مغرد: IKoumayha@ مفارقة: في حين أن السعودية (المتخلفة) تكسّر القيود الجاهلة عن المرأة، حزب الله (المتقدم) يطالب المراجع بتحريم استعمالها للإنترنت!!! #منشكر_الله_إنك_مش_مرجع. يذكر أن دراسة حول أحوال نساء حزب الله اللبناني أفادت بأن 60 بالمئة من نساء حزب الله يؤيدن الترشح للانتخابات النيابية! إلا أن الحزب لم ينظر إلى الآلاف من نسائه اللاتي يؤيدن حقهن في الترشح للمجلس النيابي، وهكذا مرت الانتخابات النيابية بصفر نساء لحزب الله! ووفق موقع “جنوبية” اللبناني فإنه بحسب الدراسة تجب الإشارة إلى أن الحزب لم يعلن رفضه لنيابة النساء، لكن أمينه العام ربط ذلك حرفيا بأنه “إلى حين تصحيح ما أُفسِد والعودة بالنائب إلى دوره الطبيعي كعضو لجان وتشريع وجزء من مؤسسة سياسية حقيقية ستبقى المرأة خارج لوائح حزب الله الانتخابية”. بمعنى آخر، لا نيابة لامرأة في حزب الله طالما أنه لا مؤسسة سياسية حقيقية في لبنان، وهو في الحقيقة استنساخ شرطي لمقولة “لا نترك السلاح حتى قيام الدولة العادلة القوية، إلخ” هكذا إذن المرأة والسلاح مرتبطان بقيام الدولة الطوباوية، فلن ترى هذه ولا تلك ولا هاتيك! وسخرت مغردة: NisrinMerheb@ خلاصة خطاب نصرالله: أغقلـوا مواقع التـواصـل.. ويا أيتهـا المـرأة “كـوني شجـرة”. وكتب مغرد: Emad82683180@ بإمكان حسن نصرالله تحريم مواقع التواصل الاجتماعي.. لكن فتاواه هذه ستكون ملزمة فقط لأتباعه ومن يتبعون مذهبه ولن تكون ملزمة للجميع.. لذلك لو كان نصرالله مرجعا “دينيا” سوف لن يصدر مثل هكذا فتوى مطلقا. وقال فادي غصن: Fadi_Ghosn1@ “بدو (يريد) السيد #نصرالله يمنع مواقع التواصل الاجتماعي في #لبنان إسوة بالدول الدكتاتورية العسكرية والأنظمة الدينية الشمولية القائمة على تمجيد وتأليه الأصنام البشرية وجعل الشعوب مجرد قطعان من الماشية تصفق وتطبل عند كل خطاب ومناسبة وتمشي على الشعارات الخشبية والإسمنتية الفارغة”. من جانب آخر سخر مغردون من التناقض العجيب لنصرالله مذكرين بخطابه حين إعلان الولايات المتحدة الأميركية نقل سفارتها إلى القدس. وأكد نصرالله حينها على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه المواقع والناشطون عليها بخلق رأي عام معترض على خطوة نقل السفارة! وقال معلقون إن هذا التناقض الواضح و“الفاخر” بين الموقفين، هو إشكالية عميقة تتصل بمنهجية التفكير عند معظم رجال الدين التقليديين، وصولا إلى أزمة إنتاج الفكر الحوزوي ومدى لحاقه بمقتضيات العصر الحالي.