وجهت شركات السيارات العالمية أنظارها أمس إلى تونس، التي تحتضن للمرة الأولى قطاع صناعة المكونات ومغذيات المركبات في منصة واحدة وسط رهان من المنظمين بأن يحظى الصالون خلال أيامه الأربعة بمتابعة كبيرة من الزوار لإعطاء شحنة إضافية تعزز مكانته مستقبلا. تونس- انطلقت في تونس أمس فعاليات أول نسخة دولية في مجال صناعة السيارات تركز على أحدث ابتكارات مكونات وقطع غيار وتجهيزات المركبات. ويراهن رعاة معرض “تونسيا أوتوموتيف 2018″ على مشاركة قوية من المصنعين لاستعراض عضلاتهم في ما يتعلق بالتقنيات الثورية الجديدة في قطاع المكونات وقطع الغيار والخدمات الملحقة بها وكافة الخدمات ذات الصلة بهذه الصناعة. ويُتوقع أن يوجه المعرض، الذي سيقام في مركز معارض الكرم في الضاحية الشمالية للعاصمة، أنظار نحو 8 آلاف زائر من تونس والمغرب العربي والدول العربية وأفريقيا وأوروبا والصين. ويتطلع عمالقة صناعة السيارات والتجهيزات التابعة لها، والتي شهدت تحولا كبيرا خلال السنوات القليلة الماضية للاستفادة من تونس كنقطة انطلاق جديدة لهم نحو أسواق أفريقيا. وتشارك في الحدث وفق ما ذكرته الجمعية التونسية للسيارات، إحدى الجهات المنظمة للمعرض، على موقعها الإلكتروني، حوالي 120 من الشركات المحلية والعالمية العاملة في المجال والساعية للفت الانتباه والهيمنة على كل تفاصيل المعرض. ولإنجاح المعرض، شكلت جمعية تونس الدولية تحالفا مع الجمعية التونسية للسيارات والمركز الفني للصناعات الميكانيكية والكهربائية، إلى جانب كل من وكالة النهوض بالصناعة والتجديد ووكالة الاستثمار الخارجي ومركز النهوض بالصادرات والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة. وتهدف هذه التظاهرة إلى إبراز تطور هذا القطاع وأنشطته التصديرية، كما أكد نجيب بن ميلاد، المدير العام لشركة تونس الدولية للمعارض خلال لقاء إعلامي حول المعرض، الذي سيشهد في دورته الأولى مشاركة 90 عارضا من تونس وفرنسا وإيطاليا وألمانيا لعرض مختلف صناعات المكونات وقطع الغيار. ولم يغفل بن ميلاد الإشارة إلى حسن تموقع تونس في سوق صناعة مكونات السيارات باعتبارها المزود الخامس للاتحاد الأوروبي. وقال إن “الصناعات الميكانيكية والكهربائية تضم اليوم 260 شركة منها 57 بالمئة مصدرة كليا، كما يمثل هذا القطاع نسبة 4 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد المحلي”. 120 من الشركات المحلية والعالمية العاملة في المجال والساعية للفت الانتباه والهيمنة على كل تفاصيل المعرض وتعتبر تونس في الوقت الحالي من بين الوجهات العشر الأولى في صناعة الكابلات المزودة للاتحاد الأوروبي، وهي أيضا واحدة من ثلاث دول أفريقية مصدرة لمكونات السيارات. ومن المتوقع أن تشهد الدورة الأولى من المعرض التوقيع على اتفاقية تعاون بين الاتحاد الفرنسي لصناعات مكونات السيارات ووكالة تنمية الاستثمار الخارجي، وجمعية مصنعي قطع غيار السيارات التونسية. ويعول المسؤولون في جمعية تونس الدولية للمعارض بأن يصبح هذا الحدث أحد أبرز الصالونات في منطقة شمال أفريقيا وربما في القارة في مجال السيارات مستقبلا. وشدد عماد شرف الدين نائب رئيس الجمعية على أهمية هذه الدورة على اعتبار أنها الأولى من نوعها، حيث ستشهد تنظيم 6 ورشات عمل لمناقشة مستقبل القطاع. وقال في تصريحات إعلامية “سنطرح حزمة من المواضيع للمناقشة مع الشركات الأوروبية والصينية واليابانية لرؤية وتحليل الفرص المتاحة في هذا القطاع والتشجيع على تنميته”. وستتناول الورشات عدة محاور منها تونس مركز للبحث والتطوير والهندسة لسيارات المستقبل، وتونس منصة صناعية إقليمية، والتصنيع الإضافي وأيضا موضوع معايير تحسين الإنتاجية في الصناعة وغيرها. ومن المؤكد أن التكنولوجيا ستكون في قلب هذا الحدث، فالفكرة بالنسبة للمنظمين، هي تحسيس العاملين في القطاع بجدوى استخدام التقنيات الحديثة، وخاصة التغيرات المستقبلية في عالم صناعة السيارات. وتسعى تونس إلى استقطاب المزيد من المستثمرين الأجانب في هذه الصناعة بما يسمح بالنهوض بالقطاع المحلي بالشكل المطلوب، والعمل على نقل التكنولوجيا وتوفير اليد العاملة المختصة وإعطاء وجهتها الاستثمارية مقومات التنافسية في السنوات المقبلة.
مشاركة :