أحكم مقاتلو جماعة "بوكو حرام" المتشددة حصار مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو، التي تشكل مفترق طرق استراتيجيا، دعت السلطات فيه السكان البالغ عددهم مليوني نسمة إلى عدم الاستسلام للخوف. وتعرضت مايدوغوري لهجوم كبير أول من أمس تمكنت السلطات من صده بعد معارك استمرت ساعات بين المتشددين والجيش النيجيري، في محاولة أيضا لاستعادة السيطرة على بلدة مونغونو. وقال الجيش إن عددا كبيرا من المتشددين قتلوا فيه. وفي تسجيل فيديو لإعلان المسؤولية عن السيطرة على باجا، قال المتشددون إنهم استولوا على ما يكفي من الأسلحة "للقضاء على نيجيريا". وقال عبد القادر ابراهيم وهو متحدث باسم وكالة إدارة الطوارئ الوطنية، إن أكثر من خمسة آلاف شخص سجلوا أسماءهم بصفتهم هاربين من مونغونو. ويثير هذا التهديد لمايدوغوري قلقا على الانتخابات التشريعية والرئاسية التي يفترض ان تنظم في 14 فبراير (شباط)، لأن جزءا كبيرا من سكان الولاية البالغ عددهم اربعة ملايين نسمة قد لا يتمكنون من التصويت. وقال العقيد ساني عثمان الناطق باسم الجيش في المنطقة، إن السكان يمكنهم استئناف أعمالهم في مايدوغوري بعد رفع حظر التجول الذي فرض لـ24 ساعة. ودعا حاكم ولاية بورنو هاشم شيتيما سكان مايدوغوري الى عدم الاستسلام للخوف ومغادرة المدينة، لكنه اعترف بأن سيطرة "بوكو حرام" على بلدة مونغونو وقاعدتها العسكرية، على بعد 130 كلم شمال شرقي المدينة يؤجج التوتر. وقال شيتيما إن "الأمور تسير بشكل سيئ في مونغونو". وأضاف "لن أكذب عليكم. هناك أشخاص متوجهون إلى مايدوغوري. الجيش يحتويهم خارج المدينة، وعلينا تفتيشهم جميعا قبل أن نسمح لهم بالدخول". وتابع "أطلب من سكان ولاية بورنو عدم الاستسلام للهلع"، قائلا "إنها أرضنا. لا تستسلموا ولا تخافوا ولا تتنازلوا أبدا". وتابع الحاكم أن "تاريخنا يبلغ عمره أكثر من ألف سنة وأقسم بالله أننا سننتصر". وتضاعف عدد سكان مايدوغوري الذي كان يبلغ أصلا مليون نسمة، في الأشهر الأخيرة مع وصول مئات الآلاف من سكان بلدات ومدن أخرى في بورنو فروا من عنف "بوكو حرام". وكان وجهاء في المدينة ذكروا في سبتمبر (أيلول) الماضي ان مايدوغوري باتت تستقبل أكثر من نصف سكان ولاية بورنو البالغ عددهم 4.1 مليون نسمة، بينما لم يتوقف تدفق النازحين منذ ذلك التاريخ. وقال هؤلاء الوجهاء الذين اجتمعوا في إطار "منتدى الأعيان"، ان مايدوغوري محاصرة وقد تسقط في أي لحظة ما لم يجر إرسال تعزيزات كبيرة من الجيش.
مشاركة :