التقى رئيس المجلس الأعلى للإعلام المصري مكرم محمد أحمد مع وفد من الصحافيين والإعلاميين السعوديين، ضم نحو 30 مسؤولاً إعلامياً سعودياً، بينهم رئيس هيئة وكالة الأنباء السعودية عبدالله بن فهد الحسين، ومدير عام مركز التواصل الحكومي عبدالله بن أحمد المغلوث، فيما شهد اللقاء من الجانب المصري عدد من القيادات الصحافية والإعلامية. وشدد مكرم محمد أحمد على عمق العلاقات المصرية- السعودية وسبل دعمها، كما أكد على ضرورة التضامن والعمل المشترك بين الطرفين، وضرورة صياغة خطة عمل للنهوض بحرية الرأي والتعبير والارتقاء بوعي الشعوب العربية. مشيراً إلى أن ذلك لن يتأتى إلا عبر إتاحة المعلومات وتطوير وسائل الإعلام كي نتمكن من مواجهة خفافيش الظلام. ونوه أحمد بضرورة توثيق العلاقات بين السعودية ومصر، وأن استقرار السعودية يعزز قوة استقرار منطقة الشرق الأوسط، كما عبر عن رفضه واستهجانه محاولة بعض وسائل الإعلام تسييس قضية مقتل خاشقجي من أجل ضرب استقرار المملكة. لافتاً إلى أهمية التضامن العربي. كما تطرق إلى الحرب اليمنية وتسوية القضية السورية. من جانبه، أكد رئيس الوفد الإعلامي السعودي عبدالله بن فهد الحسين أن ذلك هو اللقاء الأول بهذا الحجم بين إعلاميين مصريين وسعوديين. لافتاً إلى أن التعاون الإعلامي المشترك بين الطرفين ينبغي أن يترجم على كافة الأصعدة. كما كشف أنه سيكون هناك بروتوكول تعاون بين نقابة الصحافيين المصرية وهيئة الصحافة السعودية حول برامج عمل مشتركة بين المؤسسات الصحافية في البلدين. وأعرب عضو الوفد سعود الريس في تصريحات لـ «الحياة» عن تفاؤله بهذا اللقاء، وأن يثمر مزيداً من التعاون بين البلدين، لافتا إلى أن الإعلام السعودي والمصري يكملان بعضهما الآخر لكن المواطن في البلدين لا يلمس هذا التجانس، ومن ثم تعتبر تلك فرصة كبرى لتعزيز العلاقة بين إعلام البلدين واستهداف توحيد الرسالة الإعلامية من أجل إحياء الهوية العربية والقومية والإسلامية، مشيراً إلى أنه لا توجد حتى اليوم أي دولة عربية قادرة على تقديم نموذج مماثل مثلما هو الحال في مصر والسعودية، نظراً لأن هناك تطابقاً في الرؤى على المستوى السياسي وتجانساً على الصعيد الشعبي؛ لكن الإعلام لم يتمكن حتى الآن من تقديم ما يعزز هذا الاتجاه وقال: «التقينا بالعديد من قيادات الصحف المصرية ولمسنا الرغبة في تعزيز التعاون». وتطرق الريس إلى الأزمة التي تمر بها الصحافة الورقية، منوهاً الى أنه في المقابل ينبغي ألا ننسى أن الحملة التي استهدفت المملكة تصدت لها صحف ورقية ومن ثم ينبغي إعادة النظر في شأن الأولويات التي ينبغي تسخيرها لخدمة أي مشروع عربي. وصرح رئيس الهيئة الوطنية للصحافة في مصر كرم جبر لـ«الحياة» بأن اللقاء شهد الاتفاق على خطة عمل مشتركة وتشكيل لجنة عمل توحد المدونات تجاه العمل مع القضايا التي تشغل البلدين والدول العربية لاسيما قضايا الأمن القومي العربي والمخاطر التي تهدد الدول العربية، بخاصة أن مصر والسعودية هما رمانة الميزان لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة. ومن المرتقب أن يشهد العام 2019 تعاوناً إعلامياً واسعاً بين البلدين يتزامن مع إعلان الرياض عاصمة للثقافة العربية، إذ جرى الاتفاق على تشكيل لجنة إعلامية مشتركة وتوقيع بروتوكول لتنسيق التعاون الإعلامي والصحافي يشتمل على برامج للتدريب وزيارات متبادلة للوفود الصحافية بين الطرفين.
مشاركة :