يراقب العالم الأزمة المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا في بحر آزوف، ومضيق كيرتش عقب احتجاز روسيا سفنا أوكرانية، وأطلقت القوات الروسية طلقات نارية تحذيرية على السفن الأوكرانية في خليج كيرتش، بالقرب من الحدود الروسية، ثم احتجزتها في حادث وقع مطلع هذا الأسبوع. ورفض خفر السواحل الروسي عبور سفن تابعة للبحرية الأوكرانية في مضيق كيرتش قبالة شبه جزيرة القرم، وتصادم بإحدى السفن، واحتجز ثلاث سفن أوكرانية، مما أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص. وبررت الاستخبارات الداخلية الروسية الحصار بانتهاك الحدود. وطالب الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو روسيا أمس بإطلاق سراح البحارة والسفن الأوكرانية. وقال خلال اجتماع لمجلس الأمن الوطني الأوكراني «إن البحارة الأوكرانيين قبض عليهم بشكل وحشي، في انتهاك للقانون الدولي»، وفقا لتعليقات نشرت على موقعه على الانترنت. وطالب السلطات الروسية بأن «تنقل البحارة على الفور إلى الجانب الأوكراني مع السفن، وأن تضمن عدم تصعيد الموقف في بحر أزوف». وأعلن الرئيس أمس، فرض الأحكام العرفية في البلاد خلال الـ60 يوما المقبلة على خلفية النزاع، حسبما ذكر المكتب الرئاسي في كييف. ودافع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن رد بلاده، وقال في تصريحات نقلها الإعلام الرسمي «كان هذا بالتأكيد استفزازا» انتهك السيادة الروسية. ودعا الجهات الغربية الراعية لأوكرانيا إلى تهدئة الموقف، وحذر في تعليقات منفصلة من احتمال تجاوز «نقطة اللاعودة» بين روسيا والغرب. وأعرب أمين عام حلف شمال الأطلسي»الناتو» ينس ستولتنبرج، عن وقوف الحلف إلى جانب أوكرانيا، مؤكدا دعم الناتو الكامل لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، بما في ذلك حقوقها الملاحية الكاملة في مياهها الإقليمية بموجب القانون الدولي. وقالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي مايا كوسيانتس إن السفراء الدائمين للدول الأعضاء المعتمدون في بروكسل سيجتمعون اليوم في إطار اللجنة السياسية والأمنية الأوروبية لبحث تطورات الوضع. وأضافت أن الممثلة العليا الأوروبية للسياسة الخارجية على اتصال مع الشركاء لمعاينة التطورات وأنها لا تستبعد مبادرات أخرى مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم وحدة وسيادة أوكرانيا بشكل تام على مجمل أراضيها. بدوره، دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس روسيا وأوكرانيا إلى التهدئة فورا. وقال أمس خلال زيارته الرسمية للعاصمة الإسبانية مدريد «التطورات حول بحر آزوف مثيرة للقلق للغاية. ليس من المقبول أن يكون هناك حصار مفروض من جانب روسيا، لا يمكن سوى دعوة الطرفين إلى التهدئة، وآمل أن تتم الاستجابة لهذه الدعوة، التي لا تأتي من ألمانيا وحدها». وقال ماس في إشارة إلى قرار موسكو بفتح الملاحة في المضيق مجددا منذ صباح أمس «إنها إشارة جيدة».
مشاركة :