حذر المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، من إطلاق الشائعات؛ لأنها بضاعة من بضائع الشيطان الذي يعمل على إغواء بني آدم وإخافتهم وإحزانهم؛ لكي يعيشوا في ضلال وخوف وحزن في الحياة الدنيا. وقال "المطلق" في محاضرة ألقاها اليوم في مقر الجامعة السعودية الإلكترونية بالرياض: لقد ابتُلي الإنسان في هذا العصر بأدوات الإعلام الجديد، أو ما يُعرف بالإعلام الرقمي الذي جعل العالم كأنهم يعيشون في قرية واحدة، وزاد معه معدل انتشار الشائعات بين الناس، لا سيما من خلال أجهزة الاتصالات، وما تحمل من برامج تقنية أصلها فيه النعمة، لكن الإنسان الضالّ يستخدمها نقمة على نفسه وعلى غيره. وأضاف: الله تعالى سمّى أهل الشائعات بالمرجفين، قال تعالى: {لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمنَافِقونَ وَالَّذِينَ فِي قلوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمرْجِفونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثمَّ لَا يجَاوِرونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً}، وأهل الشائعات يريدون أن يوهنوا الأمة، يقول تعالى: {لَوْ خَرَجوا فِيكم مَّا زَادوكمْ إِلَّا خَبَالاً وَلَأَوْضَعوا خِلَالَكمْ يَبْغونَكم الْفِتْنَةَ وَفِيكمْ سَمَّاعونَ لَهمْ وَاللَّه عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}. واستطرد: الشائعات تدخل في الحرب النفسية أثناء الحروب وتثبيط العزم ونشر الخوف بين صفوف المسلمين، وهي من أساليب الأعداء وينبغي على المسلم الحذر منها، وألا يسهم في نشرها ويضر بنفسه وأهله، قال سبحانه وتعالى: {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنوا إِن جَاءَكمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنوا أَن تصِيبوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتصْبِحوا عَلَى مَا فَعَلْتمْ نَادِمِينَ}، كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء إثماً أن يُحدّث بكل ما سمع". وتأتي هذه المحاضرة في إطار برامج التوعية الفكرية التي أطلقتها الجامعة السعودية الإلكترونية، بتوجيه من مدير الجامعة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الموسى لإرشاد الشباب بما يفيدهم في الحياة، وتوضيح مدى خطورة الأفكار الدخيلة على ديننا الإسلامي ومجتمعنا.
مشاركة :