في حوار مع قناة DW، أكد صائب عريقات تمسك القيادة الفلسطينية بحل الدولتين. وقال إن واشنطن "حاولت ابتزازنا". كما رد على سؤال بخصوص اتهامات للأجهزة الأمنية الفلسطينية بانتهاك القانون الدولي الإنساني. قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات للمذيع "تيم سيباستيان" -مقدم برنامج "في دائرة الخطر" بقناة DW الناطقة بالإنجليزية- هذا الأسبوع: "لقد كان الأمر متروكاً لنا ولزملائنا الإسرائيليين للعمل على اتفاق سلام". وأوضح عريقات أنه "ليس لدينا خيار آخر غير حل الدولتين". وأضاف عريقات "إذا لم نساعد أنفسنا كإسرائيليين وفلسطينيين، فلن يساعدنا أحد آخر. القرارات مطلوبة منَّا ومن الإسرائيليين، فالأمريكيون والبريطانيون والألمان لا يمكنهم صنع السلام معنا". وقال عريقات "أتحدى السيد نتنياهو رسمياً ويمكنه اختيار أي دولة على وجه الأرض، موسكو، بكين، لندن أو برلين. سنلتقيه. (…) هذه ليست مزحة. لا أحد يستفيد من تحقيق السلام أكثر من الفلسطينيين ولا أحد يخسر أكثر منهم في غياب السلام. إنها حياة أطفالي وأحفادي، وأنا لا أريدهم أن يكونوا يائسين". وعلى الرغم من استعداد المسؤول الفلسطيني للتفاوض، إلا أنه انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بشدة في حديثه مع برنامج "في دائرة الخطر" وقال: "السيد نتنياهو يحاول أن يدمرنا، وأن يسلب منا مصداقيتنا، لكننا لا نستطيع أن نطلق النار على أقدامنا. الوضع الحالي غير مستدام. نتنياهو يدمر حل الدولتين لأنه يريد استبداله بدولة واحدة ونظامين. وهذا فصل عنصري". وتابع عريقات: "اليهودية بالنسبة لي كفلسطيني لم تكن تهديداً قط، كما أنها ليست تهديدا، ولن تكون تهديداً أبداً. لدينا نزاع إقليمي، نزاع وطني ويجب ألا يتحول هذا الصراع إلى نزاع ديني ". "إدارة ترامب تخلف وعدها" وقال عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "التقى بالرئيس ترامب وفريقه 37 مرة في عام 2017. أعتقد أننا نحتفظ بالسجلات". وأضاف "لقد قرر الرئيس ترامب فجأة اتخاذ خطوات أحادية بدلا من المفاوضات، وأعلن القدس عاصمة لإسرائيل". ووصف عريقات اجتماعاً بالبيت الأبيض في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 مع مستشاري ترامب لإسرائيل جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات، تم إعداده للتخطيط لزيارة لعباس في 5 ديسمبر/ كانون الأول، فقال إن كوشنر أخبره بأن الإدارة ستوقع على عدم نقل السفارة. وأفاد عريقات أنه أخبر كوشنر أنه إذا اعترفت الولايات المتحدة "بالقدس عاصمة لإسرائيل، فسوف تستبعدون أنفسكم من أي دور في عملية السلام". واستشهد عريقات بكلام الرئيس الأمريكي الراحل ثيودور روزفلت الذي قال فيه إن "البيت الأبيض هو مكتب للأخلاق العالمية". وقال إن "هذا البيت الأبيض يتطلب رجال دولة عمالقة وليس سماسرة عقارات". وأضاف أن الولايات المتحدة حاولت الضغط علينا "من خلال لي ذراعنا، بابتزازنا، من خلال قطع 844 مليون دولار من المساعدات لنا. إنهم يعتقدون أنهم يستطيعون. أما نحن فلا نستطيع". واعترف عريقات بأنه "لا أحد يستفيد أكثر من فتح الأبواب مع الأميركيين أكثر من الفلسطينيين ولا أحد يخسر أكثر عند إغلاق الأبواب من الفلسطينيين". وقال إنه سيستمر في "الحديث إلى الأوروبيين والروس". الأحزاب المتنافسة وانتهاكات حقوق الإنسان وألقى عريقات باللوم، فيما يخص الوضع الحالي في الأراضي الفلسطينية، على 26 حزباً سياسياً، بما في ذلك حماس وقال: "لقد استولوا على غزة بالسلاح". وأضاف عريقات أن حكومة الرئيس الفلسطيني محمود عباس كانت ترغب في إجراء انتخابات ديمقراطية مع حماس. وحول أحدث تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش، والذي يعرض انتهاكات القانون الدولي الإنساني من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، قال عريقات: "نحن دولة ديمقراطية (...) في اللجنة التنفيذية المنتخبة حديثاً في منظمة التحرير الفلسطينية ، شكلنا دائرة لحقوق الإنسان. أخذنا التقرير على محمل الجد. أصدرنا بيانا (...) وشكلنا لجنة للتحقيق في كل مسألة. (...) نحن أعضاء في اتفاقية مناهضة التعذيب". وتابع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: "سيكون مستقبل الدولة الفلسطينية مستقبلاً للديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والمساءلة والشفافية وسيادة القانون. هذا وعدنا". يذكر أن صائب عريقات شارك يومي 26 و27 نوفمبر في منتدى برلين للعلاقات الخارجية. وسيتم بث المقابلة كاملة مع كبير المفاوضين الفلسطينيين مترجمة إلى اللغة العربية على قناة DW عربية يوم الأحد (الثاني من ديسمبر/ كانون الأول) مع الساعة: 10.30 صباحا بالتوقيت العالمي الموحد، وتعاد في الأوقات التالية: - الإثنين 3 ديسمبر/ كانون الأول، الساعة 6 صباحاً، وكذلك 9.30 مساءً بالتوقيت العالمي الموحد - الثلاثاء 4 ديسمبر/ كانون الأول، الساعة 10 صباحاً، وكذلك 4.30 مساءً بالتوقيت العالمي الموحد ص.ش/ف.ي (DW)
مشاركة :