تحركات قطرية إيرانية لوأد جهود المصالحة الفلسطينية

  • 11/29/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - تبحث القاهرة تشكيل حكومة وحدة وطنية من الفصائل الفلسطينية على وجه السرعة، ووضع جدول زمني لهذا التوجه، قبل تصاعد حدة الاستقطاب الإقليمي. وعلمت “العرب” أن وفدا من المخابرات المصرية سيتوجه إلى رام الله قريبا، للقاء مسؤولين فلسطينيين للتشاور مجددا حول صيغة لإنهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس، وقطع الطريق على قطر وإيران لأجل ألا توظّفا الانقسام في خدمة مصالحهما. واستدعت القاهرة، الأربعاء، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة لنقل رسالة إلى الجانب الإيراني تحذره من أي محاولات لاستخدام غزة كورقة في الصراع مع الولايات المتحدة والسعودية. من جهة ثانية أعلنت الرياض، الأربعاء، تبرعها بمبلغ 50 مليون دولار لوكالة تشغيل اللاجئين (أونروا)، وسد جزء من الفراغ الذي خلفه انسحاب الولايات المتحدة من دعمها. وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني حذر الأربعاء من خطورة تقليص دور وكالة أونروا، والأثر الذي قد يتركه ذلك على حياة أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني. وبدأت الرياض بالتنسيق مع القاهرة تحركات لمواجهة المال القطري الذي يتسلل إلى حركة حماس في غزة، وتخفيف حدة الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، ووضع حد للانقسام وفتح أفق للمصالحة، لأن الدوحة تتحرك لتوظيف أوضاع غزة في زيادة حدة الاستقطاب الإقليمي. وتساعد الأجواء الراهنة في الأراضي الفلسطينية كلا من قطر وإيران، على المزيد من التدخل لخلق مناطق نفوذ تستخدمانها في الصراع مع الدول العربية المعتدلة (مصر- السعودية – الإمارات)، للفت الأنظار بعيدا عن الأزمات التي تحاصر كلتيهما. أكرم عطالله: تحركات قطر وإيران زادت مظاهرها في غزة، ما يمثل خطورة على مصرأكرم عطالله: تحركات قطر وإيران زادت مظاهرها في غزة، ما يمثل خطورة على مصر وتستغل حماس الموقف المتشابك لتمديد خيوط التواصل مع الدوحة وطهران، من أجل تحقيق مكاسب سياسية، وتجنب تعرضها لضغوط من جانب القاهرة تجبرها على التزام الفعلي بالمصالحة. ويثير هذا الوضع انزعاج مصر التي تصر على المضي قدما في المصالحة وفي تثبيت الهدنة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في القطاع. وأشارت مصادر لـ“العرب”، إلى أن القاهرة تمتلك أدوات ضغط على حماس، لكنها تصطدم ببعض العراقيل التي تضعها الحركة، والتي تضع مستقبل القطاع على المحك. وأكد أكرم عطاالله، المحلل السياسي الفلسطيني، لـ”العرب” أن قطاع غزة يتجه عمليا نحو الانفصال عن الضفة الغربية، وتحركات قطر وإيران زادت مظاهرها مؤخرا، ما يمثل خطورة على الأمن القومي المصري.وتجد الدوحة وطهران في الصمت الأميركي على تحركاتهما فرصة لزيادة تحركاتهما، التي قد تجد فيها واشنطن ذريعة لطرح صفقة القرن قريبا، باعتبارها الحل المنقذ للأوضاع الحالية، وتضطر معها بعض الدول العربية إلى دعمها. وتخشى مصر من وجود كيان مستقل في غزة تلعب فيه كل من قطر وإيران، ومعهما تركيا، دورا مركزيا، ما يهدد عملية حشد القوى الفلسطينية لمواجهة صفقة القرن. وقال أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، إن بعض القوى تتلاعب منذ فترة بالملف الفلسطيني وتعمل على إقحامه في الصراع الإقليمي، بما يتجاوز حدود تقويض دور القاهرة. ورفض الرقب في تصريحات لـ“العرب” المحاولات الإيرانية لابتزاز الفلسطينيين سياسيا، خاصة بعد إعلان طهران مؤخرا تبنيها لأسر شهداء مسيرات العودة التي انطلقت في غزة نهاية مارس الماضي. وثمن محاولات السعودية والإمارات والكويت الحفاظ على مبادرة السلام العربية التي طرحتها الرياض في قمة بيروت العربية عام 2002، ودعم تلك الدول لوكالة “أونروا”، محذرا من الجهود الرامية إلى إيجاد دولة معادية في خاصرة مصر يحكمها تيار الإسلام السياسي. ولفت منصور أبوكريم، الباحث في مركز التخطيط الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى أن الصراع المتصاعد ومحاولة “المحور الإيراني القطري التركي” الإمساك بالورقة الفلسطينية لاستخدامها في تحقيق مصالح إقليمية، “أمر واضح للعيان”. وأوضح لـ“العرب” أن مساعي إنجاز مصالحة فلسطينية مدعومة من مصر والسعودية والإمارات والأردن، لا بد من زيادتها، لأنها السبيل لتجاوز مرحلة الانقسام وتوحيد الصف الوطني، ومواجهة التحديات التي تضعها الدوحة وطهران وأنقرة. وشدد على أن غياب الإرادة لإنهاء الانقسام، واستمرار تدفق المال السياسي على غزة، في غاية الخطورة، ويجعلان من غزة بؤرة لجذب استقطاب إقليمي صعب، يمكن أن يؤثر على الكثير من قضايا المنطقة. ودخلت روسيا أيضا على خط القطاع، حيث وجهت وزارة الخارجية الروسية إلى إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، الأربعاء، دعوة رسمية لزيارة موسكو الشهر المقبل.

مشاركة :