واشنطن - أفادت دراسة أميركية حديثة أن الوزن الزائد عند الأطفال قد يكون مسؤولا عن حوالي ربع حالات الإصابة بمرض الربو في مرحلة الطفولة. الدراسة أجراها باحثون في المركز الطبي بجامعة ديوك الأميركية، ونشروا نتائجها، في دورية (بيدياتريكس) العلمية. ولكشف العلاقة بين البدانة وإصابة الأطفال بالربو، راجع الفريق بيانات صحية شملت 507 آلاف و496 طفلاً في 6 مراكز صحية رئيسية بالولايات المتحدة الأميركية. وفي الدراسة التي امتدت بين عامي 2009 و2015، وجد الباحثون أن البدانة قد تكون السبب في حوالي 23 إلى 27 بالمئة من حالات الربو عند الأطفال. واعتبر الفريق أن هذه النتائج تعني أن حوالي 10 بالمئة من جميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين إلى 17 عامًا، ويبلغون ما يقرب من مليون طفل في الولايات المتحدة قد يتجنبون مرض الربو عن طريق الحفاظ على وزن صحي. وقال الدكتور جايسون لانج، قائد فريق البحث “إن الربو هو المرض المزمن الأول لدى الأطفال، وبعض الأسباب مثل الجينات والالتهابات الفيروسية خلال الطفولة هي أشياء يصعب الوقاية منها”. وأضاف “قد تكون السمنة عامل الخطر الوحيد لربو الأطفال الذي يمكن الوقاية منه، وهذا دليل آخر على أن بقاء الأطفال نشطين وبوزن صحي أمر مهم لصحتهم البدنية”. وأشار إلى أن “هناك حاجة لمزيد من التجارب لإثبات أن السمنة في مرحلة الطفولة تسبب تغيرات مباشرة تؤدي إلى الإصابة بالربو، لأن العلماء لا يفهمون تماما كيف ولماذا يحدث هذا”. واختتم حديثة قائلا “يبدو أنه كلما عانى الأطفال من زيادة الوزن، زاد خطر الإصابة بالربو، وهي زيادة كبيرة تلفت الانتباه مرة أخرى إلى أهمية الوقاية من السمنة في سن مبكرة”. والربو هو مرض تنفسي مزمن، ينتج عن وجود التهاب وتشنج في المسالك الهوائية، مما يؤدي إلى انسدادها، وهو يصيب الذكور والإناث في جميع مراحل العمر، ويتمثل في سرعة التنفس والكحة وكتمة الصدر. ويرتبط الربو بشكل كبير بأمراض الحساسية، ويصيب الأشخاص وخاصة الأطفال، الذين لديهم عوامل وراثية لبعض المواد المثيرة للحساسية، كالغبار والقطط والفئران والصراصير. وكانت دراسة فنلندية قد توصلت إلى أن الأطفال الذين يعيشون في وقت مبكر من حياتهم في بيئة زراعية، يصبحون أقل عرضة للإصابة بالربو وأمراض الحساسية. الدراسة أجراها باحثون من جامعة شرق فنلندا، ونشروا نتائجها في دورية (بيدياتريك آليرجي أند ايمونولوجي) العلمية. وأوضح الباحثون أن أمراض الحساسية انتشرت بشكل كبير خلال العقود الماضية، ما خلق أعباءً مالية ومجتمعية كبيرة، دفعت الباحثين إلى اكتشاف طرق جديدة للوقاية والعلاج.
مشاركة :