أطلقت شركة سويدية روبوتا اجتماعيا، أطلقت عليه اسم “فورهات”، قادرا على إظهار تعبيرات وعواطف بشرية وفقا لحالة ورغبة مستخدميه، كما أنه قابل لتقلّد عدة وظائف والتكلم بالكثير من اللغات. لندن - يدير الإنسان الآلي فورهات رأسه ويبتسم وينشر العطف والدفء ويشجعنا على فتح قلوبنا أمامه. وفورهات عبارة عن مجسم ثلاثي الأبعاد يشبه التمثال النصفي بوجه بشري. وتستفيد التكنولوجيا المستخدمة في تصنيعه من ارتياحنا مؤخرا للكلام مع المساعدين الصوتيين الإلكترونيين مثل سيري وأليكسا، حيث يقنعنا بالتفاعل معه كما لو كان شخصا حقيقيا ويلتقط الإشارات التي تصدر منا لخلق جو من الألفة. ويقول مصنعوه إن كونه ليس إنسانا يجعله غير متحيّز مما يمكنه من تشجيع الناس على التعامل بصدق أكبر ليكون بذلك مفيدا في مواقف يكذب الناس فيها كثيرا كالفحوص الطبية. وأوضح سامر المبيض، الرئيس التنفيذي لشركة فورهات روبوتيكس، “رأينا أبحاثا تظهر أنه في مواقف معينة يكون الناس أكثر ارتياحا في الانفتاح والحديث عن أمور صعبة مع إنسان آلي أكثر من الإنسان العادي”. وأضاف أن السبب في ذلك هو أن شخصية الإنسان الآلي يمكن أن تعكس شخصية من يتفاعل معها، ولأن الناس لا يشعرون حينها بأن هناك من يسعى للحكم عليهم. ولطالما واجهت صناعة الروبوتات المؤنسنة (المصممة على هيئة الإنسان) عوائق مع اقتراب التصاميم من ملامح البشر الحقيقة، خاصة في ما يتعلق بتعابير الوجه البشري. ونظرا لأن الخط البياني الذي يقارن ملامح الروبوت بملامح الإنسان ينخفض بشكل حاد مع اقترابهما، وهو ما يجعل روبوتا مثل “صوفيا” يبدو مخيفا وغير مطمئن للكثيرين، على عكس مثلا وجه الروبوت “فلفل” الأليف والذي لا يشبه البشر بقدر ما يشبه شخصيات أفلام الرسوم المتحركة. ويكسر تصميم الروبوت الجديد فورهات هذه الظاهرة ببراعة، فهو قادر على أخذ أشكال ووجوه متعددة قادرة على أن تكون محببة للبشر، مما يعطيهم فرصة أكبر للتفاعل معها والتقرّب منها. تصاميم تقترب من ملامح البشر الحقيقةتصاميم تقترب من ملامح البشر الحقيقة وبحسب الموقع الإلكتروني لشركة العلوم والتكنولوجيا ميرك وفورهات روبوتيكس المطورة، فإن الروبوت يستطيع أيضا تأدية أعمال مختلفة تتعلق بالمساعدة خاصة في المطارات أو الأسواق الكبرى أو المستشفيات وحتى الشركات. ويُستخدم فورهات بالفعل في مطار فرانكفورت كحاجب ينطق بلغات مختلفة لمساعدة المسافرين على الوصول إلى وجهتهم. كما يساعد في تدريب موظفي خدمة العملاء بأن يلعب مثلا دور متسوقين غاضبين. كما كشفت الشركة، مؤخرا، عن نموذج من فورهات في ستوكهولم يسأل الناس عن صحتهم ونمط حياتهم ويفحصهم لرصد الإصابة بداء السكري أو إدمان الخمور أو قصور الغدة الدرقية. وفي حالة الضرورة سينصحهم الإنسان الآلي بإجراء فحص للدم أو زيارة الطبيب. وتابع المبيض “يحتاج كل روبوت إلى شخصية مختلفة على حسب الوظيفة التي سيؤديها”، مشيرا إلى أن فورهات يمكن أن يكون رجلا أو امرأة، كبيرا أو صغيرا، مازحا أو جادا، إذ يمكن للمستخدمين تغيير الوجه المعروض، وأنواع التعبيرات التي يستخدمها والصوت الذي يستخدمه. ويوصف فورهات بأنه من أكثر الروبوتات التي تتمتع بالمهارات الاجتماعية والذكاء العاطفي الذي يتيح له التواصل مع أشخاص من فئات عمرية مختلفة وبعدة لغات. وقال المبيض إن “أحد العوائق أمام الروبوتات هو عدم قدرتها على التحرك بشكل معبر مثلنا”.
مشاركة :