ماذا لو اهتمت إيران باستيراد الثروة بدلا من تصدير الثورة؟

  • 11/29/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

«إن العالم يشهد اليوم تحديات متزايدة تهدد الأمن والاستقرار، وإن الحروب والصراعات لم تُخلف سوى الدمار والخراب، وهي أول عائق يقف أمام تجمع الشعوب ووحدتها وعيشها في محبة وسلام». هذه العبارة قالها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء أثناء استقباله يوم الثلاثاء الماضي رؤساء وممثلي المؤسسات والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني العاملة في مجال تعزيز السلام والتعايش. ولو طبقنا هذه العبارة على منطقة الخليج العربي لوجدنا أن (إيران) منذ اندلاع الثورة الخمينية عام 1979 لعبت دورًا خطرًا في صناعة الخراب والحروب والصراعات في المنطقة، فإنها لم تكتف بتصدير الثورة والفكر الطائفي والفتن إلى دول المنطقة، بل تجاوزت ذلك لتتدخل في دول عربية أخرى من خلال صناعة أحزاب ومليشيات مسلحة موالية لها في سوريا ولبنان والعراق واليمن.. وكل هذه الجبهات العسكرية صرفت عليها إيران مليارات الدولارات منذ عام 1979 وحتى الآن. وقد جاء هذا البذخ المالي على حساب الشعب الإيراني الذي يتضور جوعًا وفقرًا الآن في عدة مدن إيرانية. ولكم أن تتخيلوا كم كان الوضع سيختلف جدا لو أن إيران منذ 1979 بدلاً من تصدير الثورة قامت باستيراد (الثروة) من دول المنطقة؛ أي لو أنها اهتمت بالاقتصاد والتجارة والاستثمار والسياحة مع جيرانها؛ إذ إنها لو فعلت ذلك بدلا من صنع المليشيات المسلحة لوجدت كل التعاون من دول الخليج العربي، بل وكل التعاون مع الدول العربية الأخرى أيضًا ولأصبح الشعب الإيراني أكثر رفاهية وتقدما في مستوى المعيشة والثروة. لكن خطأ الاختيار لحكم الملالي في إيران والرغبة في مد النفوذ السياسي والعسكري خارج حدود إيران الجغرافية منذ عام 1979 كان الكارثة الكبرى على الشعب الإيراني والشعوب العربية معا، وما المظاهرات الصاخبة والاحتجاجات العمالية في الأحواز ومدن إيرانية أخرى هذه الأيام إلا نتيجة طبيعية لخطأ الاختيار الأول منذ عام 1979؛ أي اختيار النظام لتصدير الثورة بدلا من استيراد الثروة. يمكننا فهم أن التطرف والتشدد يحدثان في بدايات الثورات الراديكالية الدموية، لكن أن يستمر هذا التطرف والرغبة في تصدير الثورة أربعين عامًا من قِبَل إيران فهذا الجنون السياسي بعينه!

مشاركة :