قالت روسيا، أمس، إنّها تعتزم نشر المزيد من صواريخ اس -400 أرض جو المتطورة في شبه جزيرة القرم، مع تصاعد التوترات مع أوكرانيا بسبب احتجاز روسيا لثلاث سفن تابعة للبحرية الأوكرانية وأفراد طواقمها. قال مراسل لوكالة رويترز في القرم، إن سفينة تابعة للبحرية الروسية، هي كاسحة الألغام «فايس-أدميرال زاخارين»، تتحرك من البحر الأسود تجاه بحر آزوف. ونقلت وكالات أنباء روسية عن الناطق باسم المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية، فاديم استافييف، قوله إنّ كتيبة من صواريخ إس-400 ستنقل إلى القرم قريباً وتصبح جاهزة للاستخدام بحلول أواخر العام. وعلى الفور، وقع الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، قانون الطوارئ الذي يسري على المناطق الحدودية على خلفية التوتّر مع روسيا. وأكّد الناطق باسم الرئيس الأوكراني، أنّ بوروشنكو وقع قانون الطوارئ الذي يفرض لمدة ثلاثين يوماً في عشر مناطق على الحدود مع روسيا والبحر الأسود وبحر آزوف. وكتب الناطق الرئاسي الأوكراني سفياتوسلاف تسيغولكو على «فيسبوك»: «الرئيس بوروشنكو وقع القانون». بدوره، صرّح رئيس الوزراء الأوكراني، فولوديمير غرويسمان، في مستهلّ جلسة حكومية، أمس: «يجب أن نكون جميعاً مستعدين لصدّ عدوان من عدوتنا التي كانت منذ وقت قليل فقط جارتنا». إلى ذلك، اتهم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، نظيره الأوكراني بترو بوروشنكو، بافتعال مواجهة بحرية مع روسيا في البحر الأسود، بهدف زيادة شعبيته قبل انتخابات مقررة العام المقبل. وقال بوتين، إن خطأ السفن الأوكرانية كان جلياً. ووصف بوتين ما حدث بأنه مسألة حدودية بسيطة، متهماً بوروشنكو بافتعال أزمة صغيرة لزيادة شعبيته المنخفضة. وقال بوتين أمام منتدى مالي في موسكو «كان ذلك بلا شك استفزازاً». وأضاف: «دبّر الرئيس ذلك قبيل الانتخابات، الرئيس ترتيبه الخامس من حيث الشعبية وكان عليه القيام بعمل ما، استغل الأمر كذريعة لفرض الأحكام العرفية»، لافتاً إلى أنّ أوكرانيا استغلت الموقف بنجاح للترويج للمشاعر المناهضة لروسيا، وأن الغرب مستعد للصفح عن أخطاء ساسة أوكرانيا، لأنّ ذلك يصب في صالح الرواية المعادية لروسيا التي تروجها كييف. ولفت بوتين إلى أن خفر السواحل الروسي أدى واجبه العسكري، عبر اعتراضه ثلاث سفن حربية أوكرانية قبالة شبه جزيرة القرم، مردفاً: «أدوا واجبهم العسكري بشكل مثالي وبدقة، في حماية حدود روسيا»، وبرّر بوتين تحركهم بأن أفراد الطواقم الأوكرانية لم يردوا على تحذيرات القوات الروسية. من جهته، قال الكرملين، إن بوروشنكو طلب الاتصال هاتفياً بنظيره فلاديمير بوتين، بشأن احتجاز موسكو ثلاث سفن تابعة للبحرية الأوكرانية واعتقال طواقمها، لكن روسيا رفضت. في السياق، قال الممثل الأميركي الخاص لمفاوضات أوكرانيا، كيرت فولكر، إنّ واشنطن ترغب في أن يفكر حلفاؤها الأوروبيون في فرض مزيد من العقوبات على روسيا بسبب الوضع في أوكرانيا. وأضاف فولكر في برلين: «بالتأكيد نشجع حلفاءنا الأوروبيين على البحث أكثر عما يمكن فرضه من عقوبات إضافية، أرى في هذه المرحلة أنه ليس أمراً تقول ألمانيا وفرنسا أنهما تبحثانه لكن أعتقد أن هذه الأمور يمكن أن تتغير مع الوقت». وتهدد تداعيات الواقعة، بتقويض اجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين. وقال ترامب، أول من أمس، إنه قد يلغي الاجتماع مع بوتين بسبب الاحتجاز الروسي للسفن الأوكرانية، إلّا أنّ الكرملين أعرب عن اعتقاده بأنّ الاجتماع لم يلغَ.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :