قالت وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية، إن أولى رحلات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للخارج منذ ظهور مزاعم تتهمه بالضلوع في قتل الصحافي المعارض جمال خاشقجي، ستوفر مؤشرات أولية عن مضاعفات عملية الاغتيال المروّعة. وأشارت الوكالة في تقريرها، إلى زيارة ابن سلمان لعدة دول شرق أوسطية أنظمتها حليفة لنظامه، قبل أن يتوجه منها لحضور قمة العشرين في الأرجنتين التي تنطلق غداً الجمعة؛ إذ يتقابل فيها وجهاً لوجه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي دافع عن صلات بلده بالمملكة، بينما يحضر القمة أيضاً زعماء أوروبيون، بالإضافة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي واصل الضغط على الرياض منذ مقتل خاشقجي للكشف عن الحقيقة.نقل التقرير عن أتش أيه هيلير -المحلل لشؤون الشرق الأوسط في المعهد الملكي للخدمات المتحدة بلندن والمجلس الأطلسي- تشكيكه في إمكانية استقبال ابن سلمان من قبل زعماء غربيين وتبادل المصافحات الحارة كما كان الوضع من قبل. وذكر التقرير أن رحلة ابن سلمان للخارج -والتي تهدف إلى إعادة رسم صورته وتعزيز روابط نظامه مع الحلفاء- تكشف عن تناقض مع شكل زيارته السابقة للغرب في أبريل الماضي، والتي التقى خلالها شخصيات أميركية رفيعة، مثل مايكل بلومبيرج، ووربرت مردوخ، ومؤسس «جوجل» سيرجي برين، ورئيس «أبل» تيم كوك، وغيرهم. وأضاف الخبير هيلير أن زيارة ابن سلمان للأرجنتين توحي بأنه يشعر بخروجه من عاصفة خاشقجي دون ضرر، أو أنه لكي يخرج من العاصفة فعليه أن يقوم بهذه الزيارة. وكان النظام السعودي قد أنكر لأسابيع مسؤوليته عن قتل خاشقجي، لكنه أقر تحت ضغط تركي ودولي بتنفيذ عملاء مارقين تابعين له عملية الاغتيال، بينما قدّمت النيابة السعودية بياناً تفيد فيه مطالبتها بتوقيع عقوبة الإعدام على 5 من المتهمين. ولفت تقرير «أسوشيتد برس» إلى أن بيان النيابة السعودية الذي برّأ ابن سلمان يبدو أنه كافٍ للرئيس الأميركي ترمب، الذي رفض تصديق استنتاجات أجهزته الأمنية وخاصة «سي. آي. أيه»، والتي خلصت إلى مسؤولية ابن سلمان الشخصية عن العملية، مفضلاً الإبقاء على مبيعات الأسلحة للنظام السعودي، والتي يقول البعض إن ترمب بالغ فيه وأوصلها إلى 110 مليارات دولار، بينما الحقيقي منها 14 ملياراً فقط. وذكر التقرير أن نهج ترمب في التعاطي مع ابن سلمان أفسح أمامه الطريق للعودة للمنتديات الدولية. لكن حتى لو صافح ابن سلمان ترمب في قمة العشرين بالأرجنتين، فإن ولي العهد سيظل شخصاً غير مرغوب فيه في واشنطن، حيث طالب أعضاء من «الكونجرس» من الحزبين، وكذلك من «سيلكيون فالي»، باتخاذ إجراءات مشددة ضد «قاتل خاشقجي». وتابع التقرير أن ابن سلمان من الممكن أيضاً أن يلقى ترحيباً فاتراً من زعماء آخرين يحضرون القمة. ففي أوروبا، برزت دعوات لإنهاء مبيعات السلاح للمملكة، بينما لا تزال كندا تحمل ضغينة ضد الأمير الشاب الذي قطع العلاقات معها بسبب انتقادها أوضاع حقوق الإنسان في المملكة. وركز التقرير على الرئيس أرودوغان الذي سيحضر القمة أيضاً، ووصفت دوره بالمحوري في الانتقادات العالمية التي تواجه ابن سلمان حالياً.;
مشاركة :