بعد فيلم وثائقي سابق عن منطقة «المدابغ» الشهيرة بتصنيع الجلود، يعود المخرج المصري أحمد فوزي صالح إلى ذات المكان ليقدم فيلمه الروائي الأول «ورد مسموم» الذي يسلط الضوء على حياة سكان المنطقة. يتناول الفيلم قصة عاملة النظافة تحية التي تعيش مع أمها وشقيقها صقر الذي تراه من وجهة نظرها كل الدنيا رغم أنها هي العائل الرئيسي للأسرة لأن الأخ والأم يعملان ضمن العمالة الموسمية. وتتطور الأحداث حين يقرر الأخ البحث عن فرصة للسفر إلى أوروبا بطريق الهجرة غير الشرعية وهو ما تساعده عليه الأم وترفضه الأخت تماماً. تبذل تحية كل ما في وسعها للحفاظ على صقر في البيت حتى لا يتركها وحيدة إلا أن حلم الخروج من «المدابغ» يظل يراوده. الفيلم بطولة كوكي وإبراهيم النجاري وصفاء الطوخي ومحمود حميدة، وهو مأخوذ عن رواية بعنوان «ورود سامة لصقر» للكاتب أحمد زغلول الشيطي. وقال المخرج أحمد فوزي صالح في مناقشة بعد عرض الفيلم لأول مرة بمصر في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي «أحببت المكان جداً والناس الذين يعيشون فيه. الفقراء ليسوا مجرمين، الفقراء يعملون ويكدون». وأضاف «إذا أردنا أن نقول: إن هذا الفيلم يحمل رسالة محددة فهي الاحتفاء بقيمة العمل، حتى لو كان المكان بهذه الصعوبة». وظف المخرج منطقة المدابغ في سياق العمل بشكل بصري مميز استطاع من خلاله التعبير عن معاناة سكان المنطقة واعتمد على طبيعة المنطقة من منشآت ومنازل دون بناء ديكورات أو اللجوء لمصادر إضاءة صناعية وهو ما أضفى مصداقية على القصة تكاملت مع الأداء الجيد للممثلين. وقال في المناقشة مع الجمهور «وجدنا تعاوناً كبيراً من أهل المنطقة، تعاملنا معهم بمنتهى الحب، وهم أيضاً بادلونا حباً بحب، لولا مساعدتهم لنا لم يكن لهذا الفيلم أن يتم». وأضاف «لكن طبيعة المكان فرضت علينا أن نكون منظمين لأبعد حد وأن نجهز المشاهد ونعد لها إعداداً جيداً قبل التصوير لأنه لم تكن هناك رفاهية التكرار أو إعادة المشاهد». ويتنافس الفيلم ضمن ثمانية أفلام بمسابقة «آفاق السينما العربية» في الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يختتم فعالياته مساء اليوم الخميس. وتتكون لجنة تحكيم المسابقة من المخرج المصري أبوبكر شوقي والممثلة التونسية عائشة بن أحمد والمخرج السويدي/الفلسطيني محمد قبلاوي. أحمد فوزي صالح
مشاركة :