سعاد إبراهيم: «بطولات فزاع» تحتل مكانة مرموقة محلياً وعالمياً

  • 11/29/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

حوار:أمل سرور كان قرار سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي بإنشاء «مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث» في السادس من إبريل/‏نيسان عام 2013، نقطة تحول جذرية منذ هذا التاريخ، ليس فقط في مسيرة تراث الإمارات وحسب، وإنما في الإرث الإنساني؛ فهذا الصرح يتضح من اسمه، بأنه يتعدى مفهوم الجمع والتدوين التقليدي إلى بث الروح فيه من جديد؛ ليكون كائناً حاضراً في حياة أبناء الإمارات، الذين لا يعتزون بشيء كاعتزازهم بهويتهم الإماراتية.ومنذ اللحظات الأولى لولادة المركز، وانطلاقه في إطار استراتيجية مدروسة؛ رفع معدل الوعي تجاه الإرث الأصيل (محلياً وإقليمياً وعالمياً)، وبكافة تفرعاته الإنسانية، الثقافية، الاجتماعية، اللغوية، المهنية، والرياضية، في إطار موضوعي بعيد عن المغالطات، ومن مصادر موثوقة تم التحري عنها؛ وفقاً للمعايير الدولية.للوقوف أكثر على تفاصيل ما يقدمه هذا الصرح، وما أعده للموسم الجديد من فعاليات وبطولات، التقت «الخليج» سعاد إبراهيم درويش، مدير إدارة البطولات في المركز، وتالياً نص الحوار:تقول سعاد إبراهيم: «نحن نعمل؛ لأجل هدف نبيل، ونسعى دائماً لصون تراثنا الثقافي، ومنعه من الاندثار، ونرحب بتبادل الخبرات مع كافة المؤسسات المحلية والهيئات المحلية والعالمية، وأؤكد أن المركز ينتهج أفضل الممارسات الإدارية والتنظيمية والخدمية في سبيل حفظ وإحياء الموروث الاجتماعي؛ ليكون صرحاً نموذجياً ومحفزاً، ويكشف جانباً مما وصلت إليه الدولة من تطور في ظل القيادة الرشيدة».مع احتفالات الدولة هذا العام، بمرور 100 عام على ولادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وبالتزامن مع «عام زايد»، هل اتسم تنظيم البطولات التراثية بأشكال جديدة تتلاءم مع تلك المناسبة؟هذه المناسبة فرصة للتركيز على العديد من الجوانب الإنسانية والمجتمعية والتراثية في دولة الإمارات، وبالتأكيد فإن «عام زايد» له بالغ الأثر في تحفيز وتشجيع الشباب؛ لإحياء الثقافة المحلية؛ لكونه قدوة ومنارة للقيم الإنسانية والمجتمعية، ويعلم الجميع أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه؛ هو أول من نادى وشدد على ضرورة المحافظة على التراث وصون كافة الموروثات.هل لنا أن نتعرف إلى أهم ملامح البطولات؟قمنا بتجهيز 18 بطولة وفعالية؛ (تراثية ورياضية وثقافية)، وهذه البطولات مستوحاة من ثقافتنا وبيئتنا، وتحمل طابعاً إماراتياً يعكس مدى اهتمامنا باستدامة الثقافة المجتمعية والتراثية، وأعلن المركز عن جدول «بطولات فزاع التراثية» للموسم الجديد مبكراً؛ ليتيح المجال أمام المشاركين؛ للتدريب والتسجيل فيها؛ حيث تمنح جوائز قيّمة؛ تندرج تحت قائمة الأغلى على مستوى العالم.وماذا عن «ماراثون الهجن»؟سباقات الهجن تعد من أكثر الرياضات الشعبية السائدة في الدولة؛ إذ تعد سفن الصحراء من أهم العناصر المرتبطة ببيئة البداوة؛ لذا فإن الإدارة سعت إلى تنظيم سباق مختلف من كافة النواحي؛ عبر إطلاق «ماراثون الهجن الأول»، بالتعاون مع «نادي دبي لسباقات الهجن» في عام 2015، وبالتالي رسم لوحة تراثية؛ احتفاء بمناسبة «اليوم الوطني ال44». وفي النسخة الثانية، تم تغيير الاسم إلى «ماراثون اليوم الوطني للهجن»؛ تخليداً لهذه المناسبة الغالية. أما هذا العام، فسيقام الماراثون في 8 فبراير/‏‏‏‏شباط المقبل؛ بالتزامن مع مهرجان سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، للهجن العربية الأصيلة. ويتسم هذا السباق، بنقاط عدة تجعل منه فريداً من نوعه على مستوى المنطقة والعالم؛ كطول المسافة، التي تبلغ نحو 25 كيلومتراً، ومشاركة فئة محترفة ومتمرسة ولديها باع طويل في هذا المجال؛ لخوض الماراثون. والحصيلة هي أن «ماراثون اليوم الوطني للهجن» يجمع أقوى المتنافسين؛ نظراً لصعوبة هذا السباق، الذي يعد سباقاً للقدرة. الصيد بالصقور من أهم الرياضات التراثية، فماذا تمثل لكم هذه الرياضة؟الصيد بالصقور من أهم الرياضات بالفعل، والمركز يقدم تسهيلات كاملة للصقارين، ويوفر الحلقات الذكية والشرائح الإلكترونية المركبة التي يضعها في رجل الطائر، وأرى أننا حققنا الرؤى المنشودة، وتمكنا من تفعيل تراثنا الثقافي على مستوى المجتمع المحلي، ونشر الوعي حوله، كما نظمنا بطولات للناشئين، وبعد سنوات من مشاركات الأطفال نجدهم اليوم يتنافسون مع الكبار، ويحققون المراكز المتقدمة؛ لنقطف ثمار هذه المسيرة الوطنية؛ وبناء على ذلك تم إيصال رؤية ولي عهد دبي، وتم إيصال الرسائل، وتحقيق هذه الأهداف المرجوة.هل كان للمركز أي دور في نشر الفعاليات والرياضات التراثية خارج الدولة؟يمكن القول إنه بعد أكثر من 18 سنة، كانت النتائج مجزية؛ لأنها انتشرت في الخليج وعلى مستوى المنطقة؛ بسبب النجاح، الذي حققته «بطولات فزاع»، وعلى سبيل المثال «الصيد بالصقور»، بطولة خرجت من النطاق المحلي إلى الإقليمي، واستقطبنا الكثير من الأجانب لاسيما أصحاب مزارع التهجين من روسيا وكازاخستان وبريطانيا وألمانيا وغيرها من الدول ممن توجهوا نحو إنتاج الصقور المخصصة للبطولات في منطقة الخليج. منصات التتويج تتطلع سعاد إبراهيم إلى ظهور وجوه جديدة على منصات التتويج هذا الموسم وتقول: المركز يفتح باب المشاركة في بطولاته لكافة الجنسيات، لإثراء المنافسة وجعلها في أوجها، لتستمر مسيرة إحياء الثقافة المحلية والتراثية المترجمة في شكل منافسات وبطولات رأت النور بتوجيهات من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، منذ 2001، ونحن فخورون بتنظيم هذه الفعاليات رفيعة المستوى والتي تحمل طابعاً محلياً يترجم رؤية ولي عهد دبي الرامية إلى تعزيز الهوية الوطنية وتناقل الموروث الاجتماعي إلى الناشئة وتربية أجيال مرتبطة بتراثها محبة لوطنها. شخصية متوازنة ترى سعاد إبراهيم أن أهمية الألعاب الشعبية والتراثية تزايدت في الآونة الأخيرة لما تلعبه من دور في تحقيق تنمية شخصية متوازنة للطفل، فمع نتائج الدراسات الكثيرة التي تؤكد على سلبيات الألعاب الإلكترونية وما تفرزه من شخصية تتسم بالعنف والعدوانية والتوتر، تزداد هذه الأهمية وتتعزز أكثر. وتقول: ألعابنا الشعبية غنية بمضامينها وقيمها الجميلة، فضلاً عن أنها ألعاب نظيفة لا تترك أي أثر سلبي في عقل الطفل أو نفسيته أو شخصيته كما في الألعاب الإلكترونية.وتضيف: موسم البطولات يبدأ بتصفيات بطولة فزاع لليولة، واتسعت دائرتها عبر السنوات الماضية، وباتت ذات صدى واسع في أرجاء المنطقة، وكانت البطولة الأولى التي اختار سمو ولي عهد دبي تنظيمها منذ 18 عاماً، وشهدت خلال مسيرتها تغييرات جذرية في التنظيم وآلية المسابقة وأعداد المتسابقين وجودة الأداء إثر التجهيزات المسبقة والتدريبات المكثفة مما أسهم في رفع المستوى العام للبطولة ورسخ مكانتها كمهرجان شعبي تراثي وتظاهرة شبابية شيقة، واليولة تعني خفة ورشاقة في تدوير السلاح.ورغم أنها ليست لعبة بل فن من الفنون الشعبية وشكل من أشكال الأداء الاحتفالي إلا أنها أنجبت في الآونة الأخيرة شكلاً مبسطاً عنها أقرب إلى الاستعراض التراثي، ووجدت صدى كبيراً لدى الناشئة والأطفال لما يتحقق فيها من عناصر المتعة والإثارة والحركة التي يغرم بها شباب وأطفال اليوم، ولكونها موروثاً اجتماعياً في المقام الأول، فقد حظيت بدعم كبير من الدولة خاصة أنه ليس لها سن محددة.

مشاركة :