برغم اختلاف الظروف والمستويات، تبقى مباراة الشارقة مع الوصل إحدى مباريات «كلاسيكو الماضي الجميل»، هذه حقيقة لن يمحوها ترتيب الفريقين في جدول دوري الخليج العربي للموسم الحالي، حيث شاءت الظروف أن يأخذ كل فريق موقع الآخر هذا الموسم، بعكس الموسم الماضي، حيث كان الوصل في نفس هذه الجولة (11) في الموسم الماضي متصدراً للدوري برصيد 22 نقطة، في الوقت الذي كان فيه الشارقة في المركز التاسع برصيد 9 نقاط، ولكن شتان الفارق بين الأمس واليوم، فـ«الملك» يتصدر القمة برصيد 24 نقطة، والوصل في المركز الحادي عشر برصيد 10 نقاط، وهذه هي الحكاية الأولى في مباراة الليلة. أما الحكاية الثانية فهي المواجهة الأولى في عصر الاحتراف بين مدربين مواطنين في القلعتين الكبيرتين، تجمع بين عبدالعزيز العنبري في الشارقة، وحسن العبدولي في الوصل، وهي مباراة يمكن أن نُطلق عليها حوار المواطنين في موقعة مهما كانت المستويات السابقة قبل النزول لأرض الملعب فإنها مختلفة في الكثير من الاتجاهات. وداخل الملعب، هناك حكاية ثالثة ستكون أكثر إثارة، حيث يتواجد 5 برازيليين في أرض الملعب، اثنان في الشارقة، وثلاثة مع الفهود، ويمتلكون مواهب مختلفة، حيث فرض ويلتون وإيجور نفسيهما على البطولة بالأهداف الجميلة من القناص ويلتون، ومتعة المراوغة والتهديف أيضاً من ايجور، وفي الماضي كان الثنائي كايو وليما الأكثر متعة وإثارة لفترات طويلة ماضية، لكنهما توقفا عنها، ويأملان العودة اليوم أمام نجوم الملك الحاليين. والفارق الكبير بين الفريقين ليس على مستوى الملعب فقط، بل في المدرجات، وهو ما صنع الفارق لصالح أبناء العنبري حتى الآن، حيث أكدت الأرقام أن جماهير كتيبة النحل كثيفة وتزحف خلف فريقها، عكس الخلاف القائم حالياً مع الجماهير في قلعة الفهود. ولو عدنا إلى آخر 5 مواجهات سنجد الغلبة لصالح الوصل، الذي فاز في 3 مرات وبنتيجة واحدة 2 - 1، وتفوق الشارقة في مرتين بنتيجة 4 - 2، و4 - 3، وهو ما يؤكد أن لقاءات الفريقين لا تعرف التعادل، وتكون متعة الأهداف حاضرة دائماً. نواف مبارك: هجوم «الملك» خطر كبير على دفاع «الإمبراطور»! يرى نواف مبارك، لاعب الشارقة السابق، أن المواجهة بين الفريقين الكبيرين تحمل الكثير من التحديات مهما كان الترتيب أو المستوى في الوقت الراهن، وقال: الوضع الحالي بالدوري يمنح الأفضلية للشارقة مع كل الاحترام للوصل، بحكم تصدر «الملك» للدوري، وتميز لاعبيه والحالة النفسية العالية لدى الفريق والطموح والرغبة أيضاً، وهذه كلها عوامل تأتي في صالح الشارقة قبل انطلاق مباراة الليلة، وكل هذه الأمور الإيجابية للشارقة يفتقدها الوصل في نفس الوقت. وأضاف: «مصادر الخطورة في الشارقة تتمثل في الخماسي الهجومي، حيث يتواجد شوكوروف وإيجور، وعلى طرفي الملعب نجد سيف راشد ومعه منديز وفي الهجوم الصريح القناص ويلتون». وعن مصادر قوة الوصل قال: «يبقى الثلاثي البرازيلي كايو وليما وفينسيوس هم الأخطر بالفهود، لكن الملاحظ أن الثنائي كايو وليما خارج المستوى، وهما السبب في تراجع نتائج الوصل ويتحملان مسؤولية كبيرة عما يعيشه الفهود». وعن نقاط الضعف بالفريقين يقول: «القوة الهجومية في الشارقة ضاربة للغاية، ويبقى دفاع الشارقة حتى الآن الأفضل بين فرق دورينا، وبالتالي فإن عناصره بشكل عام متوازنة للغاية، وذلك عكس ما نشاهده في الوصل، فالخط الخلفي للفريق ضعيف، وسيكون في مهمة صعبة ضد هجوم الشارقة». مهام خاصة في التدريب الأخير للشارقة وضع عبدالعزيز العنبري تكليفات خاصة لخط دفاعه في المقام الأول، حيث يعلم العنبري خطوة الثلاثي البرازيلي، وسيكون هناك دور بارز للاعبي الارتكاز في الوسط وهما شوكوروف وماجد سرور، في الوقت الذي لن يتقدم فيه كثيراً علي الظنحاني في الجهة اليمنى والإبقاء على تحركات سيف شاهين في تلك المنطقة خاصة أن فينسيوس ليما يجيد التحرك والانطلاق من الجهة اليسرى التي يقابله فيها علي الظنحاني. وطالب العنبري طرفي ملعبه خاصة سيف راشد ومنديز بالتحرك المستمر دفاعاً وهجوماً لتشكيل ضغط على دفاعات الوصل. الخطورة في «جماعية» الشارقة.. و«الاستحواذ» لا يكفي الوصل لا يكتفي الشارقة «المتصدر» بجماعية الأداء التي منحته 57.7 % من إجمالي الأهداف، بل يزيد على ذلك امتلاكه لاعبين من أصحاب المواهب الخاصة، الذين يجيدون استغلال أنصاف الفرص في هز شباك المنافسين، فمع استمرار الضغط الهجومي للفريق، نجح اللاعبون في الحصول على 3 ركلات جزاء، بينها اثنتان لكورنادو وسواريز، وسجل كورنادو هدفين من مهارة فردية عبر ركلات حرة مباشرة، وعاقب الملك منافسيه بإحراز 5 أهداف. والأرقام أمام عجمان تشرح حقيقة الوضع، حيث كان العملاق الأصفر هو الأكثر امتلاكاً للكرة بنسبة كبيرة جداً، تجاوزت 68%، وصنع الفريق ضِعف عدد الفرص التهديفية التي حصل عليها عجمان، ومرر «الإمبراطور» 463 كرة مقابل 216 لمنافسه آنذاك، بل أن دقة تمريرات الوصل بلغت 83% مقابل 70% فقط لعجمان، لكن هناك إحصائية مهمة جداً تتعلق بإجمالي محاولات الوصل، إذ بلغت 11 تسديدة، منها 3 بين القائمين والعارضة، مقابل 10 محاولات لعجمان، منها 2 بدقة سكنتا الشباك !
مشاركة :