رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تلقي اتصال هاتفي من نظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو، معتبراً أن طموحات انتخابية دفعت الأخير الى افتعال أزمة احتجاز موسكو 3 سفن حربية أوكرانية قبالة القرم. وأعلنت روسيا تعزيز دفاعاتها في شبه جزيرة، فيما حضّت كييف الغرب على «وقف بوتين عند حدّه». وأعلنت الخارجية الأوكرانية أنها أرسلت إلى نظيرتها الروسية مذكرة احتجاج على «مواصلة روسيا تحرّكاتها المخالفة للقانون»، في إشارة إلى احتجازها البحارة الـ 24. جاء ذلك بعدما وقّع بوروشينكو قانون الطوارئ الذي يُفرض لثلاثين يوماً في 10 مناطق على الحدود مع روسيا والبحر الأسود وبحر آزوف، لافتاً الى انه «يستهدف إثبات أن العدوّ سيدفع ثمناً باهظاً إذا قرّر مهاجمتنا». وأضاف: «عدد الدبابات الروسية في القواعد الموجودة على طول الحدود، ازداد ثلاثة أضعاف. وعدد الوحدات التي نُشرت على طول حدودنا تزايد في شكل كبير». ورأى أن هذا الحشد العسكري يعني أن أوكرانيا «تتعرّض لتهديد اندلاع حرب شاملة مع روسيا»، فيما شدد رئيس الوزراء الأوكراني فولوديمير غرويسمان على «وجوب أن نكون جميعاً مستعدين لصدّ عدوان من عدوّتنا التي كانت قبل وقت وجيز جارتنا». في الوقت ذاته، حضّ السفير الأوكراني في برلين أندريه ميلنيك ألمانياً ودولاً أخرى غربية على معاقبة روسيا، من خلال تشديد العقوبات وحظر واردات الطاقة وتجميد مشروع خط أنابيب الغاز «نوردستريم-2». وقال: «على ألمانيا اتخاذ موقف واضح: ووقف بوتين عند حدّه. هراوة العقوبات يجب أن تُشهر سريعاً. يجب أن تحظر تماماً صادرات الغاز والنفط من روسيا، وأن تجمّد نوردستريم-2». واعتبر أن هذه التدابير تتيح كبح التصرّفات «الهمجية» لبوتين، وزاد مخاطباً الغربيين: «من الناحية العسكرية ما الذي يمكنكم فعله؟ إرسال مشاة بحرية ألمانية إلى ساحل القرم قد يساهم في وقف التصعيد. إذا تواجدتم هناك ستقلّ احتمالات أن يتصرّف الروس بمثل هذه الوحشية. وإذا لم تفعلوا أي شيء، لا تأملوا بأن ينتهي هذا الوضع». في المقابل، أعلن الكرملين أن بوروشينكو طلب الاتصال هاتفياً ببوتين، مستدركاً أن موسكو رفضت. جاء ذلك بعد ساعات على قول الرئيس الروسي إن كييف استغلّت الموقف بنجاح للترويج لمشاعر مناهضة لموسكو، معتبراً أن الغرب مستعدّ للصفح عن أخطاء الساسة الأوكرانيين، لأن ذلك يصبّ في مصلحة الرواية المعادية لروسيا التي تروّجها كييف. وأضاف خلال منتدى اقتصادي في موسكو أن الجنود الروس «أدّوا واجبهم العسكري في شكل مثالي وبدقة، في حماية حدود» بلادهم، مبرراً تحرّكهم بأن أفراد الطواقم الأوكرانية لم يردّوا على تحذيرات القوات الروسية. وتابع في إشارة الى بوروشينكو: «كان ذلك بلا شكّ استفزازاً. دبّر الرئيس ذلك قبل الانتخابات. ترتيبه الخامس من حيث الشعبية وكان عليه فعل أمر. استغلّ الأمر ذريعة لفرض الأحكام العرفية». وتضامنت دول غربية مع كييف، واعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يدرس احتمال إلغاء اجتماع مرتقب مع بوتين، على هامش قمة مجموعة العشرين في بوينوس آريس. في السياق ذاته، أعلن كيرت فولكر، الموفد الأميركي المكلّف ملف أوكرانيا، أن بلاده «تشجّع» حلفاءها الأوروبيين على «البحث أكثر عمّا يمكن فرضه من عقوبات إضافية» على روسيا. لكن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف شدد على أن «التحضير للقاء مستمر، ولا نملك معلومات أخرى من زملائنا الأميركيين». وأشار الى أن الرئيسين سيناقشان سبل تسوية الأزمة في العلاقات بين بلديهما، لافتاً الى أن موسكو تفضّل أن تستخدم واشنطن القنوات الديبلوماسية المباشرة لمخاطبتها، بدل تبادل الحديث عبر وسائل إعلام. في جنيف، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السفن الحربية الأوكرانية بتجاهل القانون البحري، عندما حاولت دخول مضيق كيرتش، لإثارة «فضيحة لأغراض سياسية». واعتبر أن على واشنطن أن تكفّ عن تشجيع التحرّكات الاستفزازية لكييف، وأن تؤدي دور الوسيط بينها وبين الأقاليم الانفصالية في شرق أوكرانيا. الى ذلك، أعلن الجيش الروسي أنه سينصب قريباً في «موقع قتالي» في القرم، نظاماً آخر لصواريخ أرض-جو من طراز «أس-400»، لـ«حماية المجال الجوّي لروسيا». ورجّح استكمال الأمر بحلول نهاية السنة. في غضون ذلك، أخلت السلطات محطة للسكك الحديد و12 مركزاً تجارياً في موسكو، بعد معلومات عن تهديدات بقنبلة.
مشاركة :