قبل أيام حضرت بالمنطقة الشرقية "منتدى ومعرض أرامكو اكتفاء الرابع لعام 2018" بحضور سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، وسمو نائب أمير المنطقة الأمير فهد بن أحمد بن سلمان، والرئيس التنفيذي لشركة أرامكو المهندس أمين الناصر، وعدد كبير من المسؤولين بالشركة والشركات "الشريكة" مع أرامكو في مشروعاتها، وجمهور وحضور كبير جداً، ما يلفت الانتباه ووفق رؤية 2030 نحو تحقيق المزيد من الدور والحضور للمحتوى المحلي من خلال "اكتفاء الرابع" وأهمية تفعيل هذا الدور، للوصول لمستويات 70 % من تعزيز المحتوى المحلي، وأيضاً التوطين وخلق فرص عمل، وتدريب وتأهيل من خلال الشركات التي تسهم مع أرامكو في مشروعاتها، والتي يتوقع أن تنفق أرامكو ما يقارب تريليون ريال خلال عشر سنوات بمعدل سنوي 100 مليار ريال، وهذه الأرقام ضخمة جداً، وأصبحت أرامكو اليوم ليست أرامكو الأمس التي تنقب وتنتج وتبيع النفط، بل أصبح لها دور كبير جداً في صناعة البتروكيميائيات المتوقعة منها مستقبلاً مثال شراكتها في صدارة مع شركة داو، وبترو رابغ، وتوسعها العالمي الكبير في كل قارات العالم، ودور أرامكو الكبير اليوم أنها أصبحت بوابة "للاستثمار، والتدريب، والتأهيل" وخلق فرص للقطاع الخاص الوطني، وما يميز اليوم، أن هذه الفرص لا ترتبط بشركات كبيرة أو ذات حجم محدد، بل تتاح الفرص للجميع شركات متوسطة أو صغيرة، سواء مباشرة أو غير مباشرة، وهذا ما يتيح للقطاع الخاص الاستفادة من كل ذلك من خلال أكبر شركة بترول بالعالم. من خلال حواراتي مع رجال الأعمال بالمنطقة الشرقية من المملكة خاصة، أعتقد أنه ما يقارب 90 % منهم خرجوا من رحم شركة أرامكو، فهي وظفت وعلمت ودربت وأهلت وقدمت فرصاً لهم، ويصعب علي سرد الأسماء لهؤلاء؛ رجال الأعمال وهم معروفون، وبفضل الله ثم أرامكو أصبحوا أعلاماً تجارية كبيرة، وأسماء معروفة في هذا القطاع، وأكمل الأبناء دور الآباء، وهم كلهم خرجوا من أرامكو، أو أن أرامكو قدمت لهم الفرص للاستثمار التي لا تنتهي، فحين سألت أحد رجال الأعمال عن البطء الاقتصادي في بعض القطاعات، قال لي "نحن خارج هذا الموضوع نحن مع أرامكو" ويشير هنا أننا لا نعاني من بطء ولا هدوء ولا تراجع، بل فرص تزيد وتتوسع، وتتاح للجميع، أرامكو "ولادة" فرص استثمارية يصعب حصرها أو تقديرها اليوم وغداً.
مشاركة :