يستعد وفد من حركة حماس برئاسة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي، للتوجه إلى العاصمة الروسية موسكو خلال الشهر المقبل بعد توجه الأخيرة دعوة رسمية لرئيس المكتب السياسي لحماس. وقالت حركة حماس الأربعاء “إن وزارة الخارجية الروسية وجّهت دعوة رسمية لرئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية لزيارة موسكو”، موضحا أن هذه الدعوة حملها سفير جمهورية روسيا الاتحادية لدى دولة فلسطين حيدر رشيد خلال لقائه رئيس المكتب السياسي في مكتبه غرب مدينة غزة. تأتي هذه الدعوة في ظل تطورات خطيرة تشهدها القضية الفلسطينية، أهمها صفقة القرن التي تنوي إدارة ترامب طرحها، وتأزم العلاقة مع القيادة الفلسطينية، وفي ظل استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار المفروض على القطاع منذ 12 عاما . ولم تكن الزيارة المرتقبة لحماس الأولى لروسيا فقد شهد العام الحالي عدة زيارات لأعضاء من المكتب السياسي لحماس زيارة موسكو واللقاء مع أركان وزارة الخارجية بناء على دعوات رسمية. الدكتور باسم نعيم، عضو مكتب العلاقات الدولية في حركة حماس، يقول: “إن زيارة هنية لموسكو من المفترض أن تكون خلال شهر ديسمبر المقبل لبحث عدة ملفات المصالحة الفلسطينية وأوضاع قطاع غزة والتهدئة وتطورات القضية الفلسطينية”. ويضيف نعيم في حديث لـ “موقع الغد” أن روسيا تعتبر حركة حماس قوة سياسية كبرى وحركة تحرر وطني وجزءا أصيلا من الشعب الفلسطيني على خلاف معظم القوى الدولية الفاعلة مثل أمريكا والاتحاد الأوروبي الذين يصنفون الحركة إرهابية”. بينما حركة حماس في المقابل تعتبر روسيا دولة كبرى ومؤثرة في القرار الدولي والإقليمي، بينما حماس معنية بأن يكون لها علاقات مفتوحة مع دول كبري مثل روسيا بحسب المسؤول في حماس. ويشير نعيم إلى مواقف روسيا الداعية لضرورة وحدة الصف الفلسطيني لتعزيز الموقف الفلسطيني على المستوى الدولي، موضحا أن السياسة الروسية متحفظة بعد التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وحول الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، يقول نعيم :”ليس من السهل تجاوز الدور الروسي في أي رؤية لحل الصراع”، لافتا إلى أن روسيا دائمة العضوية في مجلس الأمن وأحد أطراف الرباعية الدولية”. ويضيف “روسيا في إطار حرصها على موازنة المواقف ومصالحها معنية أن يكون لها تأثير أكبر في القضية الفلسطينية”، موضحا أن الدور الروسي موجود وهي تحاول تعزيزه وتطويره في ظل الانحياز الأمريكي للاحتلال الاسرائيلي الذي سيفجر الأمور”. ويرى الدكتور احمد يوسف، رئيس مؤسسة بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات، أن روسيا تحاول تظهر أن تدخلها العسكري في المنطقة للقضاء على الإرهاب وان حملاتهم لا تستهدف الإسلام والمسلمين، ويضيف:”أن محاولة التقرب من حماس أو تناول القضية الفلسطينية يخفف من حالة الاحتقان في الشارع العربي والإسلامي لما يجري في سوريا انه عدوان”. وعن طموح حركة حماس من العلاقة مع روسيا، يقول يوسف في حديث لموقع الغد :”في ملف العلاقات الدولية مهم جدا تكريس شرعية الحركة، وأن هناك جهات دولية مثل روسيا لها علاقات معها لمواجهة الاتهامات الأوروبية والأمريكية بان حماس حركة إرهابية”. وأشار إلى أن التقارب الروسي الحمساوي إيجابي خاصة أن موسكو دولة عظمى تقف إلى جانب حماس أو على الأقل تتفهم أن حماس حركة وطنية وتمارس نضال مشروع أمام الاحتلال الاسرائيلي وفق يوسف. وحول ملف المصالحة، يؤكد رئيس مؤسسة بيت الحكمة أن مصر هي الدولة الوحيدة القادرة على إنجاز ملف المصالحة الفلسطينية، ويضيف: “ملف فتح وحماس لن ينجزه إلا مصر لأنها دولة مركزية في المنطقة وهناك ارتباط جغرافي وتاريخي معها”، لافتا إلى أن أي دور آخر لأي دولة سيكون مشارك إلى جانب الدور المصري وليس بديلا عنه. ويعتقد يوسف أن روسيا تحاول أن يكون لها دور أكبر في القضية الفلسطينية وخاصة أن لها أوراق كثيرة في المنطقة، مضيفا “أن الزيارات التي تجري تأتي في إطار التشاور والمساهمات التي يمكن أن تقوم بها روسيا لتخفيف الاحتقان في الساحة الفلسطينية والمواجهة مع الاحتلال”.
مشاركة :