غرامة قد تصل إلى 20 ألف جنيه لمديرى المنشآت الذين يفشلون في منع التدخين في الأماكن العامة والمغلقة في مصر. هذا ما أعلنته مديرة إدارة مكافحة التدخين بوزارة الصحة والسكان سحر لبيب الأربعاء في إطار جهود حثيثة تبذلها الحكومة المصرية لمكافحة التدخين. تزامن الإعلان مع كشف وزارة الصحة المصرية تقريرا حديثا أظهر أن " 22.8 في المئة من المصريين مدخنون" وهو ما يقارب ربع عدد السكان. أوضح التقرير المستند إلى إحصاءات من منظمة الصحة العالمية أن مصر واحدة من بين 15 دولة تعاني من عبء ثقيل جراء استخدام التبغ، ما يجعلها الأعلى من حيث معدلات التدخين في الشرق الأوسط، وعلى مستوى العالم. وحسب التقرير فإن نسبة التدخين وسط الرجال المصريين تصل إلى 43.6 ووسط النساء إلى 0.5 في المئة، لكن البعض يرى أن نسبة المدخنات المذكورة في التقرير أقل بكثير من الواقع، بسبب الوصمة الاجتماعية. وقد وردت هذه الأرقام بالتزامن مع إطلاق منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المصرية مشروع اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية لمكافحة التبغ لعام 2030. وتشجع منظمة الصحة العالمية الدول على إدراج مكافحة التبغ في جدول أعمال التنمية المستدامة لعام 2030، أقرارا منها بأن التبغ مصدر قلق كبير للصحة العامة وعائق أمام التنمية في جميع أنحاء العالم. ويقدر التقرير أن غالبية المصريين يدخنون السجائر بنسبة (90 في المئة)، تليها الشيشة (8.7 في المئة) فيما يستخدم الباقون أنواعا أخرى من النيكوتين عديم الدخان (مثل السجائر الإلكترونية). ويبلغ معدل انتشار استخدام التبغ وسط الفئات الذكورية غير المتعلمة أو تلك الحاصلة على تعليم أولي (26 في المئة) مقارنة بخريجي الجامعات (16 في المئة)، وفقا لمسح التبغ العالمي للبالغين. وتقول منظمة الصحة المصرية إن حوالي نصف المصريين معرضون للتدخين السلبي في المنازل (48.9) وما يزيد عن الثلث (36.5) في أماكن العمل. وتضيف أن الشخص البالغ في مصر ينفق حوالي 410 جنيها (23.2 دولار) في التدخين أي ما يعادل نحو 50 في المئة من الدخل السنوي للفرد، فيما ينفق الطلاب 110 جينها ( 6 دولارات) شهريا. وتؤكد تقارير صحية أن التدخين مسبب رئيسي لسرطان الرئة وسرطانات أخرى، كما يسبب الانسداد الرئوي المزمن وأمراض القلب والجلطات الدماغية والربو والحمل خارج الرحم والولادات المبكرة والسكري. وحسب مؤسسة الرئة العالمية فإن مصر تصنف كواحدة من بين أكبر 10 بلدان مستهلكة للتبغ في العالم. ويقدر عدد الوفيات الناجمة عن التدخين في مصر بحوالي 170 ألف شخص في العام، غالبيتهم رجال، حسب وزارة الصحة المصرية. وعلى مستوى العالم فإن التبغ تسبب في مقتل حوالي 100 مليون شخص في القرن العشرين، وإذا لم تتغير التوجهات الحالية، تتوقع مؤسسة الرئة العالمية وجمعية السرطان الأميركية أن يصل عدد ضحايا التدخين إلى مليار شخص في القرن الحادي والعشرين، غالبيتهم في الدول النامية. الحكومة المصرية فرضت زيادة في رسوم التبغ وأسعاره وأنشأت أرقاما ساخنة ووحدات علاجية لمساعدة المدخنين على الإقلاع. علما بأن زراعة التبغ في مصر محظورة ويتحتم على صانعيه المحليين استيراد منتجاته. وأظهر مسح حديث لمنظمة الصحة العالمية أن نحو نصف المدخنين المصريين (42.8 في المئة) يبدون نوايا للإقلاع عن التدخين لكن أقل من خمسهم ينجحون في مسعاهم. وتخصص منظمة الصحة العالمية 31 من أيار/مايو من كل عام يوما عالميا "بلا تبغ"، لتسليط الضوء على مخاطره الصحية والدعوة إلى سياسات فعالة للحد من استهلاكه.
مشاركة :