ترامب يلغي لقاء مقررا مع بوتين في الأرجنتين بسبب أوكرانيا

  • 11/30/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن/بوينوس ايرس - ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس لقاءه المقرّر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين بسبب توقيف خفر السواحل الروس مجموعة من البحارة الأوكرانيين. وكتب ترامب على تويتر "استنادا إلى واقع أنّ السفن والبحارة لم يعودوا إلى أوكرانيا من روسيا، فقد قرّرت أنّه سيكون من الأفضل لكل الأطراف المعنية أن ألغي اجتماعي الذي كان مقرّرا سابقا في الأرجنتين مع الرئيس فلاديمير بوتين"، مضيفا "أنا أتطلّع لقمّة مفيدة مجددا حين يتمّ حلّ هذا الوضع!" وكان ترامب هدّد بإلغاء اللقاء المقرّر بينه وبين بوتين على خلفية هذه المواجهة بين كييف وموسكو. لكنه قال في وقت سابق الخميس إنّ قمة مجموعة العشرين التي يشارك فيها قادة كبرى دول العالم "هي وقت مناسب جدا" للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وصرّح للصحافيين في البيت الأبيض "على الأرجح سألتقي بالرئيس بوتين. لم نلغ ذلك الموعد. فكّرت في الأمر ولكنّني لم ألغه. أعتقد أنّه وقت مناسب جدا لعقد اللقاء" ثم عاد مرة أخرى ليعلن إلغاء الاجتماع. وتعقد قمة مجموعة العشرين في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيرس وسط توتر شديد بين روسيا وأوكرانيا بعدما احتجز خفر السواحل الروس ثلاث سفن عسكرية أوكرانية قبالة شبه جزيرة القرم. لكنّ الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال في وقت سابق الخميس للصحافيين إن اللقاء سيعقد ظهر السبت "مع محادثات مقتضبة بين الرئيسين" تليها محادثات موسعة أميركية-روسية يمكن أن تستمر لساعة. وتابع "يجب أن نفكّر في كيفية بدء بحث مواضيع العلاقات الثنائية ومسائل أمن استراتيجي ونزع الأسلحة والنزاعات الإقليمية". وأضاف بيسكوف "قد لا نتّفق بالضرورة على كل المواضيع، هذا بالتالي أمر مستحيل، لكن من الضروري التحاور. هذا يصبّ في مصلحة ليس بلدينا فقط وانّما في مصلحة العالم بأسره". وتوجّه ترامب الخميس إلى الأرجنتين للمشاركة في قمّة مجموعة العشرين التي تخيّم عليها توتّرات ناجمة عن الأزمة بين أوكرانيا وروسيا والانقسامات التي تسبّب بها هو نفسه في ملفّي التجارة والتغيّر المناخي. وعقب سيطرة روسيا على ثلاث سفن حربية أوكرانية، هدّد ترامب بإلغاء المحادثات المقرّرة في بوينوس أيرس مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إلا أنّ الكرملين أكّد إنّ الاجتماع سيجري السبت.وبعد أن أشعل حربا تجارية مع الصين وهدّد بفرض رسوم أقسى في يناير/كانون الثانيمن المقرّر أن يلتقي ترامب كذلك نظيره الصيني شي جينبينغ على هامش قمة مجموعة العشرين للضغط من أجل إجراء إصلاحات في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وأثناء توجّهه إلى الأرجنتين وعد شي الأربعاء بأن "تبذل الصين الكثير من الجهود لتسريع الدخول إلى الأسواق، وتحسين بيئة الاستثمارات وزيادة حماية الملكية الفكرية". إلا أنّ شركات أجنبية في الصين تشكو من أنّ مثل هذه الوعود روتينية ويشكّك المحلّلون بأن تثمر المحادثات بين ترامب وشي أثناء عشاء عمل عن أكثر من التزام بإجراء المزيد من المفاوضات. والأربعاء انتقد ممثل التجارة الأميركي روبرت لايتهايز بكين بسبب فشلها في تطبيق "إصلاحات ذات معنى" بشأن سياسات التجارة العدائية وهدّد بفرض رسوم على السيارات الصينية. وحذّر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الخميس في مقابلة نشرتها صحيفة "لا ناثيون" الأرجنتينية من أنّ "الخطر خلال قمة مجموعة العشرين يكمن في قمة منفردة بين الصين والولايات المتحدة وحرب تجارية مدمّرة للجميع". وقال بول هانلي مدير مركز كارنيغي-تسينغهوا للسياسة العالمية في بكين، إنّ ترامب يحتاج إلى إعادة هيكلة العلاقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين بشكل مناسب والضغط على شي لتنفيذ إصلاحات دائمة. وأضاف "إنّ التوصّل إلى اتفاقية ينتج عنها شراء الصين المزيد من البضائع الأميركية أو وعد بالتزامات غامضة بمواعيد غير واضحة، لن يفلح سوى في تأجيل الوضع وسيضرّ بالعلاقات بشكل أكبر لسنوات مقبلة". وتواجه قمة مجموعة العشرين تحذيرات من عدة جهات من بينها صندوق النقد الدولي، من خطر تضرّر الاقتصاد العالمي بسبب الرسوم التي فرضها ترامب على السلع الصينية وتهديداته المعلنة باتخاذ مزيد من الخطوات ضد واردات بلاده من السيارات الأوروبية واليابانية. والتقى قادة مجموعة العشرين التي تمثل بلادهم أربعة أخماس إنتاج الاقتصاد العالمي، أول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2008 لتشكيل جبهة موحدة لمواجهة الأزمة المالية العالمية في حينه. وبعد عقد من الزمن تلاشت هذه الوحدة إثر إعلان ترامب شعاره "أميركا أولا" الذي قوّض الإجماع الذي تستند إليه التجارة العالمية، كما أنّ دولا أخرى في مجموعة العشرين ومن بينها البرازيل وايطاليا والمكسيك اتّجهت إلى قادة شعبويين. وقد أظهر ترامب مرارا ازدراءه للمؤتمرات الدولية من خلال منع صدور بيانات نهائية في مؤتمرات مثل مؤتمر قمة مجموعة السبع ومؤتمر آبيك لآسيا والمحيط الهادئ. وذكرت مصادر في مجموعة العشرين أنّ التوصّل إلى اتّفاق حول البيان الختامي في بوينوس ايرس قد يواجه مشكلة بسبب المناخ. ووجد ترامب الآن حليفا له في هذه المسألة هو رئيس البرازيل المنتخب اليميني المتطرّف جاير بولسونارو، إذا أنّ تشكيكهما في الاحتباس الحراري يتحدّى تحذيرات العلماء المتزايدة من أنّ هذا التهديد على الكوكب حقيقي ويحتاج إلى سياسة لمعالجته الآن. وقال توماس رايت الخبير في معهد بروكنغز في واشنطن "هناك انقسام حاد في مجموعة العشرين الآن بين الديمقراطيات والحكام السلطويين". وتابع "الآن أعتقد أنّ الانقسام أصبح واضحا تماما"، مضيفا أنّ هناك مجالا لقادة مثل الفرنسي ماكرون والكندي جاستن ترودو للوقوف بجانب القيم الليبرالية في الأرجنتين. من ناحية أخرى من المنتظر أن توقّع الولايات المتحدة وكندا والمكسيك الجمعة في بوينوس ايرس النسخة المعدّلة من اتفاقية التجارة الحرّة في أميركا الشمالية (نافتا). وإذا كانت المفاوضات التي أجرتها الدول الثلاث بطلب من ترامب لتعديل هذه الاتفاقية منعت حربا تجارية، فقد قال صندوق النقد الدولي إنّ تهديدات ترامب بفرض رسوم على السيارات من أوروبا واليابان يمكن أن تضرّ بالاقتصاد العالمي. وقالت رئيسة الصندوق كرستين لاغارد إنّ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو تهديد آخر على النمو العالمي. ومن المقرّر أن تصل رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى بوينوس أيرس في وقت لاحق من الخميس. وكانت بريطانيا والأرجنتين خاضتا حربا بسبب جزر فوكلاند في 1982 وستكون ماي أول رئيسة وزراء في منصبها تزور العاصمة الأرجنتينية. وستنتهز ماي اجتماع مجموعة العشرين لإقناع الدول المشاركة بمستقبل بريطانيا التجاري بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

مشاركة :