الفرق كبير بين قيادة الرجال وقيادة النساء للمركبات في شوارعنا، فهناك مشاهد جديدة نعيشها كل يوم, للوهلة الأولى نتوقع أنَّ الكفة ترجِّح قيادة (الرجال) نظراً للتمرُّس والكفاءة والخبرة المُمتدة التي سبقت النساء بعقود طويلة, ولكن لدي شك كبير بأنَّ المُعادلة تتغير بسرعة كبيرة لصالح النساء, كونهنَّ تعلمن بطريقة حديثة وصحيحة تؤهلهنَّ تدريجيًا للقيادة في أي بلد في العالم دون أخطاء - أكثر من الرجل - الذي قد يقع في مشكلات مرورية كثيرة. لنبدأ أولاً بالطريقة التقليدية لتعلم الرجل في مُجتمعنا قيادة السيارة, وهل هي طريقة صحيحة وسليمة أم خاطئة وعشوائية؟ وهل ينطبق الأمر على المرأة المُنضمة حديثاً؟ الواقع يقول إنَّ معظمنا تعلم قبل الحصول على الرخصة بالتجربة في شوارع الحارة -بطرق مُضحكة ومُحرجة أحياناً- إمَّا بسيارة الأب أو الأخ أو السائق أو صديق, كقاسم مُشترك وتقليد شائع, وقد يتم الاعتماد على الولد في بعض المشاوير القريبة من قبل الأهل -كاعتراف ضمني- بقبول التجربة لحين تمرُّسه على القيادة بأسلوبه الخاص وبالمفهوم البسيط بكيفية تحريك السيارة وضبط مسارها دون الحاجة لمعرفة فنون القيادة السليمة ومعاييرها المرورية, قد تتطور المسألة ليقوم برحلات أبعد بالسيارة, ويصبح فيما بعد رقمًا جديدًا كأحد قائدي المركبات المُعترف بهم في شوارعنا, وهنا تبدأ رحلة البحث عن طريقة للحصول على الرخصة دون الخضوع (للدارسة) في مدارس تعليم القيادة. الأمر لا ينطبق على المرأة السعودية, التي تتعلم القيادة بالشكل الصحيح والحديث المُتبع في مُختلف دول العالم, كشرط لحصولها على الرخصة, لذا يندر أن تُشاهدها تتعلم القيادة بالطريقة العشوائية ذاتها التي تعلم بها الرجال في المُدن -على الأقل- لينعكس ذلك على التزامهن بقوانين وأنظمة السير وقواعد المرور وأنظمته, وهو ما سيجعل الصورة مُنقسمة في بعض الشوارع إلى حد ما, فنحن بين قائد مركبة يعتمد على خبرته ومهارته السابقة والعشوائية في القيادة (الاحترافية) كما نعتقد, وبين قائدة مركبة نموذجية وحقيقة تتعامل في الطريق بضوابط الدلالات والإشارات القواعد المرورية المُتناغمة مع السائقين الآخرين, لتطبيق قواعد القيادة السليمة. إذا أردتَ معرفة الفرق والفيصل اختبر قيادة الرجل أو المرأة خارج السعودية, واكتشف مَن يلتزم بقواعد المرور المُطبقة بحذافيرها بالشكل الصحيح دون تكلف؟ وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :